تماماً كما نسى صدام حسين وحزبه هذه الحكمة وانتهيا معاً إلى "قير وبئس المصير" وإلى مزبلة التاريخ، ينسى اليوم نوري المالكي وحزبه هذه الحكمة أيضاً ويتجاوزان بفظاظة وعدوانية شرسة على الشعب العراقي وقواه الوطنية والمطالبين بحقوق وحريات ومصالح الشعب ويتصدون للمتصدين لاستبدادهم والإرهاب والفساد والمحسوبية والمنسوبية ونهب ثروات الشعب السائدة في البلاد. وكل الدلائل ستؤكد عاجلاً أم آجلاً العاقبة التي سيتحملها نوري المالكي وحزبه, حزب الدعوة الإسلامية، وهما يدوسان يومياً على كرامة الإنسان العراقي والعراقية ويعجزان عن توفير الأمن والاستقرار والخدمات والحماية للشعب من عبث أتباعهما وقواتهما الخاصة (سوات) وما أقامه رئيسهم من قوات مسلحة خارج بنود الدستور العراقي. تاريخ العراق يذكر من لم يعش تلك الفترة تلك القوى العسكرية أو الميليشيات المسلحة التي شكلها وزير الاقتصاد العراقي في حكومة رشيد عالي الگيلاني الانقلابية في العام 1941 باسم فدائيو "يونس السبعاوي"، وكانت هذه الميليشيات ذات توجه قومي شوفيني وتربية فاشية. ثم شكل البعث قوات خاصة بعد تنفيذ انقلاب شباط الدموي الأمريكي في العام 1963 ضد نظام الجمهورية الأولى، هي قوات "الحرس القومي" التي كانت قوات قومية شوفينية وفاشية النزعة في الفكر وأساليب العمل وأغلب أعضاء هذه المنظمة المسلحة كانوا من رعاع البعث والعنفيين، فمارسوا مختلف أنواع الجرائم البشعة بحق الوطنيين الشيوعيين والديمقراطيين والمستقلين التقدميين. ثم كانت المرة الثالثة التي شكل صدام حسين مجموعته القتالية بقانون والتي أُطلق عليها اسم "فدائيي صدام" حسين، وكانت من طبيعة وسلوك البعث والحرس القومي بتدريب عسكري أفضل وفاشية أكثر وعياً وعدوانية في الممارسة. وها نحن اليوم أمام قوات (سوات) المسؤولة عن حماية رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير الأمن الوطني ووزير الدفاع الفعلي ورئيس حزب الدعوة الإسلامية (حفظه الله ورعاه!!!)، وبقية الأسماء الحسنى التي ستصله تباعاً إن لم يُلجم، والمسؤولة عن اعتقال و"تأديب" من يتجاوز ويتظاهر مطالباً الحكومة بتغيير الحالة الراهنة التي لم تعد تحتمل. إنها من ذات الطبيعة التي جربها الشعب العراقي خلال العقود الخمسة الأخيرة وعرف نهجها العدواني وأساليبها القذرة في اعتقال وتعذيب المتظاهرين والمناهضين لسياسة رئيس الحكومة الفاشل جداً والذي أصبح يشكل كارثة على العراق وشعبه. إن على حركة الشعب المناهضة للسياسات الراهنة للحكومة العراقية التي تبتعد يوماً بعد آخر عن مصالح الشعب وطموحاته وتخضع لإرادة الحاكم المستبد بأمره وتعجز كلياً عن توفير الخدمات له وحمايته من جرائم الإرهابيين والبعثيين من أتباع عزت الدوري القتلة وعن إيقاف النهابين لموارد البلاد المالية عن مواصلة نهبهم وإبعاد المعرقلين جدياً لعملة التنمية الوطنية. إنها حكومة فاشلة وممعنة بالتجاوز على حقوق الشعب وحرياته الواردة نصاً وروحاً في الدستور العراقي لعام 2005. إن دام الظلم دمر، هكذا تقول الحكمة الشعبية، وعلينا مواجهتها قبل استفحالها بحيث يصعب إزاحتها إلا بتقديم المزيد من التضحيات الغالية والعذابات الجديدة والتي هي في طريق التحول السريع صوب جمهورية الرعب. إن من يطالع موسوعة العذاب ذات الأجزاء السبعة للطيب الذكر عبود الشالجي سيجد الكثير من أساليب العذاب راح يمارسها نوري المالكي وأجهزته القمعية الخاصة بحق الشعب العراقي وهي مشحونة بالكثير من الكذب والرياء والخداع من أجل كسب الوقت لا غير لتحقيق ما وعد به "أخذناها بعد ما ننطيها" وكأنه يتحدث باسم إلهه ويعرف إنه سوف لن يعيطها لغيره. ويعتقد إن ذلك يتم بإرادته ونسى حركة القوانين الموضوعية التي حين يمارس بالضد منها يفشل و يتحطم رأس كل من يعاند حقائق الحياة كالذي يناطح الصخور الصلدة.
مقالات اخرى للكاتب