العراق تايمز: كتب حمزة الكرعاوي.
يفضل الامريكي أن يبقى النفط العراقي بدون شعب ، ، لانه يظن أن وجودنا كعراقيين مع النفط فيه مشاكل كثيرة له ولغلمانه ولادواته ورافعاته ، ويهددوننا مرة بالبعث ومرة أخرى بداعش ، ومطلوب دوليا وإقليميا ومحليا ، تخفيض السقف السكاني للعراق ، وهو مطلب سيشمل المنطقة بكاملها .
المشروع في العراق هو مشروع إبادة ، عزلوا النفط جانبا ، وأبعدوا اليد العراقية عنه ، ولم يسمحوا لاي عراقي أن يتدخل في إمور النفط ، ماعدا المرجعية وأتباعها ، تلك المرجعية التي تحرس النفط وتؤمن مصادر الطاقة للغرب ، وكل فتاواها منذ أن دخلت بريطانية العراق مطلع القرن الماضي ، هي لصالح الغرب ، وخصوصا لصد المد اليساري الذي لاتستطيع القوى الغربية التصدي له الا بسلاح الفتوى ، والفتوى افضل حارس لشركة شل .
صرح ممثل الامين العام للامم المتحدة لوسائل الاعلام أمام بيت السيستاني : لقد تناقشنا أنا والامام حول قانون النفط والغاز في العراق .... ولو سألنا أنفسنا قبل غيرنا : ماعلاقة الامم المتحدة بهذا القانون وماعلاقة مرجع غير عراقي به ؟.
وبعد هذا التصريح كرمت شركة شل ( حسين شهرستاني ) لتحرره من الخوف ... ولم يقف العراقيون أمام هذا التكريم ، وماعلاقة النفط بالتحرر من الخوف ؟.
شركة شل تستخرج الغاز العراقي ، وتبيعه على العراقيين بسعر 5 دولار ، يعني غاز العراق يأتي الغريب يستخرجه ويبيعه عليهم بأغلى الاسعار ، وفي المقابل تبيع مصر غازها لاسرائيل ب دولار ونصف .
المرجع الشيرازي الذي نقل الحوزة من النجف الى سامراء ، أخبروه بأن التبغ الاسرائيلي يباع في بلده ايران ، فأصدر فتوى بتحريم التبغ ( التنباك ) ، وإمتنع حراس شاه ايران من تقديم الدخان لرأس الدولة ، إلتزاما بالفتوى التي صدرت من حوزة وطن ، لانها تشعر بخطورة التلاعب بالاقتصاد ولعبت الورقة الاقتصادية خدمة لايران .
ولان ذلك المرجع حريصا على مصالح الامة ، ويستشعر الخطر ، سواء كان سياسيا أو إقتصاديا أو ثقافيا ، على العكس من المرجع المستورد وحوزة الدخلاء ، التي تبارك نهب ثروات العراق ، وتقف على مسافة واحدة من جميع أبناءها الحرامية .
فلو كان المرجع ( الاعلى ) في العراق برئيا مما يحصل من نهب منظم لثروات العراق ، لماسكت وبارك .
شركة كبرى تستحوذ على كل شيء في العراق ، ماتحت الارض ومافوقها ، والعراقيون يفرون من بلدهم ، ويغرقون في البحار والمحطيات ، وتستقبلهم ميركل الالمانية ، ويشتمها وزير خارجية لايجيد جملة واحدة في اللغة الانكليزية ، ويعلل ذلك بأن ميركل تريد أن تأخذ منه الكفاءات والطاقات الشبابية .
أثناء الحصار الذي فرضته أمريكا وبريطانية لم تكن هناك مشكلة في توفير الغاز في العراق ، كان يكفي لحاجة منازل العراقيين ، وفي زمن ديمقراطية الاسلام السياسي الامريكي الايراني ، يستورد العراق الغاز من ايران ، وفيه شحة كبيرة .
لم يملك العراق ماملك في زمن أحزاب ايران من ثروات ، والازمة مستمرة طوال الوقت ، وشركة شل وايران واتباعهما يبيعان الغاز على العراقيين ، وكلما خرج العراقيون بمظاهرة للخلاص من الفساد والنهب المنظم لثرواتهم ، تخرج عمامة من ايران ، وتصرح بأن ولي الفقيه يدعم الحكومة ضد الشعب ، وعمامة أخرى تصف الفقراء بأنهم نفر ضال ، ومنحرفون عقائديا ، وربما يقصدون أن الكهرباء حرام ولايجوز أن يطالب بها العراقيون ، لانها ضد الدين .
وعمامة تتحدث من قم ، تصف من يطالب بالكهرباء بأنهم غير مسليمن وممولون من الخارج ، ووراءهم الشيوعية والعلمانية ، والامر دبر بليل لاستهداف التيار الديني .
لم يجد الامريكي أفضل من أدوات الدين والمذاهب والعمائم والمراجع الكبار (سنييها وشيعيها ) لتوظيفها خدمة لمشروع امريكا في العراق .
لعبت الادوات والرافعات الدينية لعبة من أخطر مايكون على حياة الناس في المنطقة العربية .
حركة التضامن في بولندا ضد النظام الشيوعي ، تضامنت الكنيسة مع الحركة ، التي هي حركت العمال ، لان مصلحة الشعب البولندي أن ينتهي من الحكم الديكتاتوري ، فوقفت الكنيسة مع الشعب ، ولم تقف مع النظام الدموي ولا مع أمريكا التي كانت لها مصلحة في تقزيم الروس في بولندا ، وبعد أن حصل التغيير إنسحبت الكنيسة ، وإبتعدت عن السياسة ، ولانها مرجعية وطن وقفت مع الشعب .
وكذلك شيخ الازهر عندما تصدى الشعب المصري للاخوان الذين يريدون شطب التأريخ ويحكمون مصر من غزة ، وتقديم الاسماء التي عفى عليها الزمن من امثال ( أبو حصرمة وعكرمة ) ، وبعد التغيير إنسحب شيخ الازهر ، لانه مرجعية وطن لامرجعية غريب .
المؤوسسات الوطنية تختلف عن الدخيلة ، كالتي في العراق ، التي شرعت لاستباحة العراق ، وباركت نهب ثرواته ، منذ أن وصل الانكليز الى العراق .
المؤوسسات الوطنية تختلف عن تلك التي تشتغل خارج الحدود ، وكذلك الحركات الاصولية مثل ( اخوان مصر وحزب الدعوة وحزب الحكيم وداعش ) وهذه المؤوسسات تأسست خارج الحدود ، ولاتمتلك جغرافيا معينة ، على العكس من المؤوسسات الوطنية التي لها جغرافيا معروفة .
الازهر وكنيسة بولندا وغيرهما ، مؤوسسات وطنية لان العقيدة مرتبطة بمكان ، لاتقفز خارج الحدود ، أما في العراق فنجد أحزاب الدين يصلون خلف الخامنائي والشاهرودي ويقبلون يد الغريب ، وهذا دليل على عدم وطنية هؤلاء ، حتى تحسر العراقيون على أن تكون عندهم مؤوسسات وطنية ، من احزاب وحوزة وطن ، فيها إمام يخاطبهم بلغتهم .
ويبدو أنه من الصعب في الوقت الحالي أن يتحقق حلم العراقيين بمؤوسسة وطنية ودولة مؤوسسات .
المرجعية الوطنية يستعان بها في لحظات المأزق ، أما المرجعية التي تقدم الحرامية على أنهم بناءها ، يستعين بها الغريب لتقزيم العراق ، فهي تلك الاداة التي يحتاجها المحتل الغريب لتقزيم العراق وشعبه ، وهناك فرق واسع بين مرجعيات الوطن ، ومرجعيات مستوردة تفتي لصالح الغريب
تجربة الثورة الايرانية وخصوصا الخميني كانت تحترم من قبل الاخرين ، لانها تشتغل وطنيا ، حتى وإن إختلفنا مع نظام ولاية الفقيه ، لانه في النهاية هو خيار وطني ، لامستورد .
المرجعية الغريبة مزقت العراق لصالح الغريب المستعمر .
ومن يشتغل لامنه القومي يحترم من قبل الاخرين ، أما من يشتغل على تصفير الدولة العراقية ، لصالح خيار مليشياوي ، يشتغل عمالة على طول الخط .