في كل صراعات الشعوب التي تقاتل الاحتلال أو تدافع عن أوطانها من الغزو .. أو تعمل للخلاص من أنظمتها الديكتاتورية القمعية ألفاسدة .. لابد من وجود قادة وطنيين يتقدمون.المشهد السياسي والعسكري والاعلامي ..ويعملون بلا هوادة لأحياء روح المقاومة.لدى شعوبهم وصولا للهدف الاسمى ..الهدف العظيم الذي سقط من أجله عظماء الثائرين في كل بقعة من بقاع العالم انها ((ألــحــريــة)) .ونعني هنا بالثائرين هم القدوة المجتمعة .والمتصدره لمشهد المقاومة .المتمثلة .بألسياسيين ..ألعسكريين ..وألاعلاميين الوطنيين …أضافه الى القاعدة الشعبية الواعية التي تلعب دورا مهما في نجاح هذه المجموعة التي .أشرت أليها أنفا ..ومع تحقق وجود هذه العناصر نجح الفرنسيون والامريكان وحلفاؤهم في الانتصار في الحرب العالمية الثانية .بفضل حنكة السياسيين وشجاعة وتضحيات العسكريين والمدنيين..وتركيز الاعلاميون على نقل ما يجري في ساحة المعارك مع الاخذ بنظر الاعتبار اختيار ما يساعد على رفع معنويات الجيش والشعب …وهذا ما يذكرني كيف لعب الاعلام المصري دورا كبيرا في انتصار العرب في حرب تشرين الخالدة عام 1973 ..فهل تتوفر هذه العناصر في المشهد الذي يعيشه العراق اليوم …؟؟؟ لنحلل هذه العناصر ونبحث عن دور وتاثير كل منها على الواقع العراقي ..يفتقر العراق الى الرجل الذي يتمتع بمواصفات القائد السياسي الذي يستقطب حوله الجماهير الشعبيه للتخلص من الواقع المرير الذي يعيشه العراق …وهذا الفراغ لم يك وليد اليوم ..وأنما حصل منذ نهاية السبعين من القرن الماضي لاحتكار الحياة السياسة والقيادة انذاك بيد رجل واحد … والشعب اليوم يدور في حلقات مفرغة خصوصا الطبقة المدنية المثقفة الواعية التي تسعى الى التغيير ..لكنها تفتقر للشخصية القيادية الجماهيرية التي تقودها الى تحقيق طموحاتها وطموحات الشعب العراقي ..بشكل عام .. وللاسف الشديد أن قيادة االشعب اليوم يمسك خيوطها مجموعة من يدعون انهم رجال دين هذه الاكذوبة التي اوصلت العراق الى صدارة الترتيب الدولي كبلد يفتقر الى الامان والبيئة الصالحة ويتصدر شعوب العالم بنسبة الامية والجهل التي فاقت ال (6) ملايين أمي ؟؟؟ أما على الصعيد العسكري فلا بد من وجود أسس صحيحة يتم بموجبها بناء الجيوش على العقيدة الوطنية الخالصة ..بعيدة كل البعد عن الطائفية والعرقية …على أن يشترك كل ابناء الشعب في هذا الجيش لأن مشاركة كل اطياف الشعب في جيش عقائدي وطني ليس له ولاء لأي جهة كانت سوى للعراق … سينعكس بشكل ايجابي على الوحدة الداخلية لابناء الشعب.وأتمنى على الساسة في العراق العمل لبناء جيش قوي يشترك به كل ابناء الشعب …بعد أن يحقق الانتصار على تنظيمات داعش الارهابية …..وينزع السلاح من المليشيات المنفلتة التي يهدد البعض منها الاستقرار الامني والمجتمعي والاقتصادي .. ليسود الامن والامان والسلام حياة الشعب العراقي المتعطش لها ..بسبب الويلات والمصائب التي حلت عليه منذ جريمة الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 …أما الاعلام هذه المؤسسة التي تعيش مع الشعب في كل أرجاء حياته خصوصا بعد التقدم العلمي والتكنلوجي الهائل في وسيلة الاتصالات الذي شهده العالم…. بحيث جعلت من هذا العالم الفسيح ..قرية صغيرة تستطيع التحدث ومشاهدة من تتحدث معه وانتم على بعد مئات الالاف من الكيلومترات …ولكن هل تعمل كل وسائل الاعلام بشفافية بعيدة عن المحاباة والانحياز والتبعية ….لا اعتقد ذلك وخصوصا في المجتمعات العربية ..ففي العراق تصدر يوميا العشرات من الصحف المحلية اكثرها تعود لهذه الكتلة السياسية أو تلك والقليل منها من يعمل بشكل مستقل …وبالتاكيد فانت التبعية في المجال الاعلامي سيفقده الاستقلالية في الطرح والنشر …وستنحصر منشوراته بما يخدم الجهة التي يعمل اليها وأن كانت هذه الجهة فاسدة وبعيدة كل البعد عن الانتماء الوطني ..هذا واقع لا اريد ان يزايد أحد على هذه الحقيقة …..وكثير من المتابعين والمثقفين يدركون ذلك …أما الاعلام المستقل فيجب عليه نقل الحقيقة كل الحقيقة عن الواقع المرير الذي يعيشه الشعب دون خوف من احد لان الاعلامي الذي ينتابه الخوف سيفقد القدرة على نقل الحقيقة وسيصبح رجلا انتهازيا يميل وفق أهواء القوى السياسية المتنفذة على الساحة السياسية …؟؟ والاسوأ في اعلام اليوم وانا اعني الاعلام المستقل ..عدم دعم الاقلام الحرة التي تدافع عن شعبها ووطنها وتنتقد الحكام والفاسدين وتكشف عوراتهم ..بينما تهتم صفحاتها الورقية بحياة الفنانيين والفنانات ومواضيع أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع …غير مبالية لما يحدث للشعب من ويلات وحروب ومصائب لا تعد ولا تحصى …حتى ان بعض وسائل الاعلام الورقية التي كانت تهتم وتدعم الاقلام الحرة بدات تكبل وتقيد هذه الاقلام بشكل تدريجي ..وتهتم أكثر بمقالات الحب والشعر والاخبار الاخرى …وأنا لست ضد نشر تلك المفردات ..لأنها جزء من حياة الشعوب ..ولكن ليس على حساب المصلحة العليا للعراق وشعبه نعم أنا أعني ما أقول …فالاعلام الوطني والوطنية لا تنبت على أرض صبخة …؟؟!!
مقالات اخرى للكاتب