توجد قضية أساسية في ملف الفساد مسكوت عنها ولااحد يتطرق لها .. وهي الدور الإيراني في توفير الحماية للفاسدين في العراق ومنع ملاحقتهم ، بل تثبيتهم في مناصبهم الحكومية والنيابية .
ومن أجل تأكيد هذا الحكم .. يجب علينا تثبيت حقيقة سياسية واضحة هي ان إيران تسيطر على العراق بشكل مطلق ، وهي من يتحكم ويعين رؤساء الوزراء والبرلمان والمحكمة العليا وبقية المناصب الرئيسية في العراق ، اما عن الدور الأميركي .. فقد رفعت يدها أميركا عن العراق بإعتباره ورقة خاسرة لاتخدم مصالحها خصوصا بعد إكتشاف آبار النفط الصخري في بعض الولايات الأميركية وحصول الإكتفاء الذاتي من الطاقة .
وبقيت إيران وحدها تلعب في الساحة العراقية موفرة الحماية للصوص والفسادين ، ومنحهم أعلى المناصب والإمتيازات في الدولة ، وإيران ترى كلما كان العميل فاسدا ولصا .. كلما خدم مصالحها أكثر اذ انه يبدو ضعيفا بحاجة الى غطاء الحماية و مقابل هذه الحماية هو مستعد لتقديم الخدمات والتنازلات الى إيران .
لاحظ كيف باع الساسة الشيعة كل شيء في العراق الى إيران بلا ثمن مجانا .. من فتح الأسواق الى للبضائع الايرانية وتهريب العملة الصعبة ، الى منح مليارات الدولارات العراقية الى إيران وصولا الى إعطاء آبار نفط حدودية كاملة هدية الى أسيادهم الفرس .
ولعل أقرب مثال على حماية إيران للفاسدين .. هو ماحصل لرئيس البرلمان سليم الجبوري .. فقد برأه القضاء الفاسد خلال ساعات وأعاده الى منصبه وبعدها مباشرة سافر الجبوري الى إيران لتقديم الشكر والولاء وعاد الى العراق وحصلت إقالة العبيدي !
مقالات اخرى للكاتب