بعد أن قضى مدة محكوميته (ثلاثة أشهر) في سجن الوحدة العسكرية خرج (جويعد) وهو أحد جنود سريتنا يهرش في فروة رأسه بين الحين والآخر ورأفة بحاله وخوفا من عدوى الهرش هيأنا له حمام السرية وفيه جلكانين من الماء وليفة وصابون ليستحم وغسلنا ملابسه ولكن بصراحة لم نخلص ولم يخلص هو من القمل الذي يملأ رأسه فأخذناه إلى الوحدة الطبية التابعة لوحدتنا فقال دكتور الوحدة : ليس لدينا دواء للقمل ولكن ممكناً أن تتخلص منه بأن تركب سيارة وتمد رأسك من الشباك وهي تسير بسرعة قصوى عمل جويعد ما أوصاه دكتور الوحدة وبعد إنتهاء المهمة سمع (جويعد) القمل يقول : قبل قليل تعرضنا لعاصفة شديدة وتمسكنا بجذور الشعر وصمدنا ولم نخسر قملة واحدة حتى إنتهت العاصفة .
جويعد نقل لنا ماسمع من القمل فذهلنا بين مصدقين ومكذبين فأخذناه مسرعين إلى طبيب الوحدة ونقلنا له حديث القمل فقال الطبيب : سأرسلك إلى سرية أخرى في مهمة بريدية وعندما تصل هناك قل لأحد جنود السرية بأنك ستخبره بسر خطير وحينها ألصق رأسك برأسه فينتقل القمل من رأسك إلى رأسه … والراس اليجي منه قمل إلصقه وفرغ الحمل!!!
ذهب جويعد في مهمة بريدية وفعل كما أوصاه الطبيب وعاد لنا سالما مسلما فاستقبلناه بصوت واحد : ها… بشر جويعد
فقال جويعد : لقد سمعت القمل يقول : قبل قليل إشتبكنا إشتباكا عنيفا مع مجموعة من القمل الغرباء وإنتصرنا عليهم وأسرنا منهم مجموعة كبيرة !!!
قرار العفو الذي صادق عليه مجلس النواب هو خطوة جيدة لإدخال الفرحة في قلوب الأهل والأبناء لبعض المحكومين لاسباب جرمية بسيطة لا تخل بأمن المجتمع لتتزامن هذه الفرحة مع فرحة عيد الأضحى وهي فرصة للمشمولين بقرار الغفو لمراجعة أنفسهم والتكفير عن أخطائهم لينضموا إلى المجتمع من جديد ويعملوا بجد وإخلاص ويأكلوا من مال حلال ويكونوا من أفراد المجتمع الصالحين، لكن في نفس الوقت قرار العفو هذا قد ادخل الحزن في قلوب الكثير من أبناء هذا الشعب وأثار إستغرابهم وأخص منهم الأرامل واليتامى وإستغرابهم هذا جاء بسبب ما تضمنته الفقرة المتعلقة بالمتهمين بالإرهاب حيث يشير القانون إلى إمكانية تشكيل لجنة قضائية مسؤولة عن إعادة محاكمة المتهمين بالمادة أربعة إرهاب وهذا يعني بالإمكان أن يخرج الإرهابي المحكوم بالإعدام بتوافق سياسي أو ضغوط سياسية أو مساومة سياسية حينها يعود الإرهابي لينظم إلى جماعته الإرهابيين ويعود إلى أعماله الإرهابية من جديد ونعود لنعطي الضحايا والشهداء والتخريب والسرقات من جديد رغم إننا لا نزال حتى هذه اللحظات نعاني ونقاوم الإرهاب.
طبيب الوحدة راد يكحلها لزك راس جويعد وكثرها.
مقالات اخرى للكاتب