نتيجة للمشاكل التي تحصل بين الازواج، يقوم بعض الرجال باطلاق تسميات على 

أرقام زوجاتهم في هواتفهم الجوالة، كـ( أم المشاكل، المزعجة، الكناسة، الكابوس  )، ربما يجدها بعضهم نوعاً من الفكاهة والسخرية مع أهله أو أقاربه ومعارفه، ويضحكون عليها، كلما رن هاتفهم وهم في جلسات سمرهم خارج المنزل، الا إنها في حالة إكتشافهن هذا الامر، قد تحدث مشكلة أو يشعرن بفقدانهن إحترامهن من أقرب الناس اليهن من خلال هذه التسميات المهينة، وهن يكنن كل الاحترام والمودة لازواجهن، وبالرغم من أنها لا تعدو كونها أسماء، ولكنها تشكل علامة فارقة بعدمٍ إرتياح الرجال من زواجاتهم الذين يجد بعضهم أنهن مزعجات ومتسلطات عليهم ومتابعات لكل خطوة يخطونها في حياتهم .
(( بغداد الاخبارية )) تحدثت مع بعض الرجال والنساء حول هذا الامر .
شريك الحياة
قال محمد جاسم حميد ( موظف ) أشاهد عند هواتف أصدقائي في العمل هذه التسميات التي يطلقونها على أرقام زوجاتهم، وكنت أعاتبهم على هذا الموضوع، كونهن شريك الحياة والمربيات والمعلمات لاطفالهم والمنظفات لمنازلهم، وكثير من الامور المناطة على عاتقهن، ومن دونهن، فلا حياة للرجال على وجه الارض، فارى على وجههم الامتعاض من نصائحي، وكانوا يطلبون مني، ما هو الاسم الذي أضعه على رقم زوجتي وكنت أقول لهم، أنه (( عطر الحياة )) .
لا يعني شيء
أما فاطمة خليل أحمد ( ربة بيت ) فقالت، لا أرى في الامر أي شيء، لانه لا يعني لي الكثير، ولا أريد أن أعرف الاسم الذي يطلقه زوجي على جواله، كي لا تحدث أي مشكلة بين وبينه من جراء أسم قد وضعه، ربما في حالة عصبية في يوم من الايام، وقد يعود مع نفسه ويغيره نحو الاحسن، بينما أنا وضعت له أسماً على رقمه وجميع أفراد أسرتي وأقاربي يعرفونه وهو (( حبي الخالد )) .


المشاكل مع الزوجة
فيما قال سالم داود سعيد ( سائق أجرة ) بسبب المشاكل اليومية مع زوجتي، نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي تمر بي، وكساد عملي كسائق أجرة في الشوارع طيلة النهار والعودة الى المنزل بمبالغ قليلة لا تكفي لمعيشة يوم واحد، وجدت أن إسم ( المزعجة ) أقل تسمية أستطيع أن أكتبه على رقم زوجتي، نتيجة إتصالاتها المستمرة والطلبات التي لا تنتهي مني بفائدة ومن دون فائدة، وتذكيري بمبالغ المولدة والنت وألاقساط الشهرية، فاصبني الضجر من ذلك الامر، وهي تعلم ما أعانيه من عملي هذا .
مواقف مفاجئة
غير أن سعاد صادق جبار ( موظفة ) قالت بعد خروج زوجي الى عمله، تذكرت أني لم أطلب منه أن يشتري بعض الحاجيات الضرورية أثناء عودته الى المنزل مساءً، وعندما إتصلت به، رن هاتفه في المنزل، وبحث عنه كي أتأكد، وقد لاحظت أن المتصل هو ( الكابوس )، فتألمت كثيراً من هذا الاسم وبعد عودته تشاجرت معه، وبينت له، أن إحترام الزوجة واجب ومن حقها أن تحصل عليه، وما دمت لا تقصر في واجباتها المنزلية إتجاه زوجها وأبنائها، ولم يعرف شيء مما أقول، فواجهته بالحقيقة، فندم على فعلته وغير الاسم الى أخر أجمل وأفضل، كي يرضيني ويبعد هذه المشكلة التي ربما قد تتفاقهم وتتسع الى مديات أوسع .


باب التهريج
في حين يقول عمار عبد الحميد ناصر ( صاحب محل لبيع المواد الغذائية ) أن كثير من الرجال يكتبون من باب التهريج، ليس الا، ولا يحق للزوجة أن تتأثر بتلك الأشياء الساخرة، طالما أن علاقتها مع زوجها لا تتغير، فلقد كنت بسبب طلبات زوجتي التي لا تنتهي، كلما وجدت بعض الاموال في جيبي، أن تزيد من طلباتها الخاصة ولابنائها، وتطلب مني الخروج دائماً الى أحد المتنزهات ومدن الالعاب من باب تغيير الاجواء وجلوسها المستمر في المنزل بين أربعة جدارن، فكان إسماها في هاتفي ( الكناسة )، ويعني أنها تقوم بتنظيف ما في جيبي من أموال من دون رحمة  . 
تسمية لا معنى لها
أوضحت تمارة مهدي عباس ( طالبة جامعية ) بقولها، قام والدي بزيارة الى أهله من أجل رؤيتهم، فارادت والدتي الاتصال به لقضية خاصة، ولكن رصيد هاتفي لا يكفي، فطلبت مني الاتصال من هاتفي، وعندما ردت عمتي، لم تعرفني، وأكدت أن الاسم الذي ظهر لها تحت أسم ( أم المشاكل )، وشعرت بالاحراج من هذا الموقف، وطلب والدي للتكلم معه، وعاتبه على هذه التسمية التي لو عملت بها، لساءها الامر، وإنقلبت الاشياء رأس على عقب، نتيجة تسمية لا معنى لها، سوى التصغير من والداتي أمام الاخرين، وهذا ما لم أقبله من والدي أو من غيره، كوني أحبها وأحب والدي كثيراً، ولكن لا أرضى أن يقلل من شأنها .

أهانة وجرح مشاعر
أكد الباحث الاجتماعي فارس عبد الله جميل على إن ألاسماء المستعارة التي يضعها بعض الأزواج لزوجاتهم على الجوال، غير مقبولة، كونها تسهم في إهانتهن وجرح شعورهن، ولكنهم  يجدون فيها نوعاً من رد إعتبارهم بسبب المشاكل العائلية التي قد تحصل بين الحين والاخر وشجاعة أمام زملائهم المتزوجين وغير المتزوجين، كنوع من المباهاة والقوة من دون خوف منهن، وهذا لا يعد سوى مرض نفسي للتعبير عما يجول من ضعف في شخصيتهم إتجاههن وعدم مقدرتهم في مواجهة مصاعب الحياة، كونهم المسؤولون عن الاسرة ومتطلباتها الحياتية اليومية ، و دلالة بأن عدم إستقرار توافقي بينهما .

الاعتراف بالخطأ
ترى الناشطة المدنية ندى وليد طاهر، بأن الاسم الذي يتم إطلاقه على الشريك الاخر، يعد خطوة نحو زيادة البُعد والإحساس بالغضب والحنق منه، وتسهم في تدمير أنفسهم وعلاقتهم بالشريك، من خلال تكرارهم لذلك الاسم بين الحين والاخر باسم أكثر بشاعة عن الاول ، لذلك وجب على جميع الرجال مراجعة أمورهم والاعتراف بخطائهم نحو زوجاتهم التي تحبهم وتنتظر رجعوهم الى المنزل بلهفة وشوق، بعد طوال ساعات النهار حتى المساء ومراعاتهن بالكلمة الطيبة والتعامل الانساني .  


مسك الختام
الأسماء المضحكة التي يضعها بعض الرجال على أرقام زوجاتهم في هواتفهم الجوالة، تعد وجهة نظرهم في شريك الحياة وعما يجول في خواطرهم إتجاه هذا الشريك، ولا يقتصر هذا الامر على الرجال بل تعدى الى النساء أيضاً نتيجة تصرفات الازواج معهن وتسلطهم المستمر وإضطادهم لهن، حيث تمثل وقتها السخرية والفكاهة التي تعبر عن واقع حقيقي يعيشونها الاثنان معاً، ولكن ليس جميع الاسماء هي مضحكة، فبعضهم قد لا يرغب بكتابة أسم زوجته ويخجل من ظهور أسمها  ؛ فيسجلون أسماء عليها كـ( الاهل أو البيت )  وغيرها من أسماء، ولكن ما يشاهد إصرار البعض منهم على الاستمرار في غيهم بهذه الاسماء المهينة والتي تعد مشكلة حقيقية، نتيجة غياب واضح في الحوار بين الزوجين داخل الأسرة، لهذا إعتماد مبدأ التفاهم والمودة والرحمة، ستنهي أي خلاف فد تحدث في حياتهما الزوجية في المستقبل بسبب هذه التسميات  .