لا أدري ماذا يستفيد العراقيون من تصعيد هذه الأزمة الراهنة بين الاقليم الكردي والمركز غير القلق المستمر من حرب يشنها العراق نفسه، وتمزيق عُرى علاقة تأريخية بين العرب والأكراد وباقي القوميات، عدا الدمار والخسارة الاقتصادية، وزيادة عدد الأرامل والأيتام، وتأكيد حاجة "المقاولين السياسيين "من جديد للوصاية الامريكية؟!.
ألا يخجل هؤلاء " الساسة" أن يتحولوا من " حصان طروادة " إستعانوا بالقوات الأمريكية وأخواتها لاسقاط نظام صدام ، حالمين بالجلوس محله، الى حربة في خاصرة العراقيين، تمزقهم جغرافياً واجتماعياً؟.
وعلى ذكر " حصان طروادة " .. كنت قبل سقوط النظام ، أظهر بشكل شبه يومي في قناة " سحر " الايرانية ، التي كانت تستضيفني في حوار مفتوح على الهواء ، معارضاً لفكرة تعاون المعارضة الاسلامية مع أمريكا. وفي إحدى تلك الحوارات التي كانت تثير غضب " المتصدين " لقيادة تعاون شيعة العراق مع أمريكا، وصفت الراحل آية الله سيد باقر الحكيم المعارضة الشيعية بعد آن كشفت إنضمامه للمشروع بأنه سيكون "مجرد حصان طروادة ".
طبعاً هذا الوصف سبب لي مشاكل مع " إطلاعات " حيث استدعيت من قبل وزارة الاستخبارت وأبلغت بالحرف الواحد إن السيد إشتكى علي عند الولي الفقيه علي خامنئي، وأنا بين أمرين : اما أن لا أتحدث ضد المشروع الأمريكي ، أو أتحدث لكن عليّ أن لا أتعرض للسيد الحكيم بالاسم. وقد وافقت على الخيار الثاني "چفيان شر لملا عليوي"ولكنني كتبت مقالاً ذكرت فيه التهديدات والضغوط علي لأسكت وذكرت في نهايته " مِقبضُ السيفِ مُدانْ لا لأنّ القتلَ محظورٌ ولكنّ الذي يُمسكُ بالسيف جبانْ " .
كنت أنشر معظم مقالاتي والاعلان عن برنامج " قضية ساخنة " على موقع" النهرين" العراقي كان له فضل السبق في تكوين رأي عام عراقي معارض للتعاون مع أمريكا ، وأصبح فيمابعد من مؤيدي المشروع الأمريكي ، وقام برفع كل مقالاتي من أرشيفه ، ومنها طبعاً مقال " السيف المدان".
وقد أغتيل الحكيم " قدس سره " بعد بضعة شهور فقط من سقوط صدام، وأُسدل الستار على رحيله، وسجل الاغتيال، كمايحصل في كل الاغتيالات، ضد القاعدة وفلول حزب البعث.
ولأنني مثل عتٌابْ . . گصوا خشمه وما تابْ، فقد كتبت مقالاً الاغتيال بعنوان : " فتش عن أمريكا" ، نشرته في جريدة (الزمان) --- العدد 1599 --- التاريخ 2003 - 9 - 1.
وأكشف هنا أنني كنت إتصلت من البصرة بنفس المسؤول الأمني الذي كان استدعاني قبل السقوط ،وهددني بشأن اعتراضياتي في قناة سحر( وهو نفسه من الغى بطاقتي الصحفية لأغادر إيران )، ورجوته أن تحول إيران دون دخول الحكيم الى العراق عندما علمت بقراره العودة وتوقعت اغتياله ، قبل أن تبدأ القاعدة وفلول صدام العمليات الارهابية.
ياجماعة الخير : العراق .. ها أنتم تقاسمتموه، وكل من يحود ال كرصته ، فلماذا هذا الصراع على قوات دجلة وكل هذا التحشيد العسكري ؟. هل بالفعل لعبة انتخابية لرفع رصيد طرفي النزاع، وأن الجماعة " دافنيه سوه " ومال اللبن للبن ومال الماي للماي ؟ أم أن هؤلاء القوم ، ولا أستثني أحداً من الرؤوس ، مثل السبع .. لما يشيب . . تقشمره الواوية؟.
وأتمنى أن تحذروا من أبو الويو لأنه "ماكو زور يخله من الواويه"
مسمار:
" لقد ابلغ آية الله الراحل الحكيم الامريكيين قبل استشهاده بأن سياستهم في العراق خاطئة وان تعاملهم مع الواقع العراقي غير منطقي،وحمل عليهم بشدة في خطب صلاة الجمعة التي أقامها كاسلوب جديد للمقاومة".
"وحذر رحمه الله (..)من ايجاد صراع شيعي ـ شيعي وصراع سني ـ سني في العراق وأشار الي (دوائر) تعمل علي ايجاد صراع عربي ــ عربي لان الامة جميعها مستهدفة للايقاع بالشيعة في العراق في صراع (ونحن نعمل بجد من اجل مواجهة هذه المخططات).
" فتش عن أمريكا"