Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الفيسبوك
الخميس, كانون الأول 5, 2013
فاضل عباس

 

هذا العالَم الافتراضي الجميل، غزا كوكب الأرض، بعد اختراعه من شاب لم يتجاوز العقد الثاني من عمره الشريف، هذا العالَم بدأ يشكّل مزاج وضمير الجمع الاجتماعي لشعوب الأرض، كيف تعاملنا معه؟ وإلى أين يقودنا؟.

 

شعوبنا الفضولية تستقبل كل جديد بشغف وانفعال. ولها إمكانيات رهيبة في تحويره وتطويعه ليناغم الوضع العام للفرد والجماعة. 

 

فدخل النخبة كأول رهط في هذا العالم، وحوّلوه الى منابر ثقافية وعلمية، فرّغوا فيه طاقاتهم، وسطّروا سطورهم وأفكارهم. بعيداً عن الرقيب الأمني وآراء المخالفين، تحت شعار (بيتنه ونلعب بيه.. شلهَ غرض بينه الناس). 

 

ثم توالت الفتوح لهذا الدين الجديد، لتدخل أقوامٌ وزمرٌ وفرقٌ وطوائف.. هؤلاء جعلوه مسجداً مباركاً، لن تدخله حتى تخلع نعليك، لأنك في الفيسبوك المقدس طوى. وآخرون اعتزلوا الحياة، فحفروا لهم لحوداً في جنبات الصفحة، وما عليك إلّا أن تترحم على مناظر الأموات والأكفان وظلمات القبور.

 

ودخل أهل العنف على الخط، فحال دخولك، يُلبسوك القلنسوة، ويعطوك درعاً، والأدمن يقرأ عليك تراتيل النزول الى الميدان، لكن أيّ ميدان؟ وأيّ حرب؟ إنها الميادين الافتراضية والحرب الهوائية والعدو الإلكتروني الكافر الفاجر، عوالم نُقشت في مخيلتهم. تُفرغ شحناتهم وطاقاتهم، وتبرّر فشلهم من مواجهة الحياة الحقيقية، والصراع الذي لابد منه. 

 

ودخلت الفاتنات (والعوبات والتفسات) والساكنات القلوب والمطابخ، مع العجايز وربّات الحجال واللائي يئسن من المحيض. كلٌ فتحت لها صفحة تتنفس فيها ما حرمت منه في حياتها.

 

أما المتحررون من الكونيين والفضائيين والحداثويين وخوراج الفكر، فلم يكونوا بمنأى عن هذا العالم، بل غيّروا الكون والمجتمع (بتصورهم) وأخيراً وجدوا ضالّتهم في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم، حتى وصلوا الى نهاية التاريخ! وبقوا كما غيرهم، تقودهم الغريزة الشرقية في الطرح، بكتم أفواه من لا يطير في أكوانهم، ومن يشخّص ميلوهم البوهيمية.

 

لكن الفيسبوك لم يقف عند هذا الحدّ، بل حرّك مزاج الشعوب الثائرة، وجمع نداءات الثورات، وحقق ما عجزت الحكومات عن صدّه ومنعه.

 

فالشعب المصري لن ينكر فضل هذا الاختراع في لمّ شمل الثوار، وقت إرهاصات ثورة يناير 2011. فكانت التعليمات والشعارات والاتفاقات توزّع عن طريق مواقع الفيسبوك، بعدما صار في متناول استاذ الجامعة الى بائع عصير القصب.

 

وعلى غرار ذلك توالت الحركات وتنظّمت التظاهرات في الكثير من البلدان بفضل مولانا الفيسبوك.

 

على مستوى الأفراد والشخصيات، لم تكن حالة الاندماج بهذا العالم مستثمرة بشكل ايجابي ومتحضر. فسياسيونا الجدد دخلوا على الخط، لكن من باب الدعاية والبهرجة. فنرى صفحاتهم مليئة بترّهات أقوالهم وقرف صورهم. 

 

والمشترك الوحيد بينهم هو العدد الاجمالي لإصدقائهم الذي تجاوز الـ 4000 أو قبّط. فهم يقبلون أيّ طارق على أبوابهم لجمع العدد، بغض النظر عن خلفية ومستوى مقدم الطلب. حالهم كحال سايق الكيّة المسكين، فهو لا يسأل عن خلفية الركاب (مع عظيم تقديرنا للأخير). 

 

ثم دخل رجال الدين الأفاضل، علماء ومراجع، ليضعوا مستحدثات فتاواهم حول حلّية الفيس أو تحريمه، ركبوا عجلة التطور، ثم حرموها. وبعضهم فسّقوها، باعتبارها (رجسا من عمل الشيطان) .. فصار هذا العالم وأنت تتجول في صفحاته كأنه سيرك دائم العرض وبالمجان.

 

أما صفحات (نوسة، وبسبوسة، وجمالي كبريائي، ولن أحبك حتى تغسل المواعين) وغيرها من العناوين الفنتازية التي تجمع أكثر عدد من الحالمين والحالمات بغدٍ أفضل. فتراها المجسّ الحقيقي لكشف عورة شرقيّتنا وتخلفنا.

 

فبمجرد ما تضع (فراشة الربيع) أو (أحلى الصبايا) كلمة (ضايجة .. أو مريضة) فقط، حتى تتوالى البيانات، وتزدحم الطوابير وترفع الأيدي بالدعاء والسؤال عن هذا الحدث المؤلم والخبر المحزن والمصاب الجلل الذي ألمّ بالأمّة، وتصل التعليقات لتتجاوز الـ 500 أحياناً، و(فراشة الربيع) لا تجيب، فلعلها مشغولة بتمشيط كفشتها. أو صبغ أظافر قدميها لتعرضها في البوست القادم، بعدما تأخذ قسطاً من النوم باعتبارها مشروع حديقة، وتكتب تفصيل حركاتها، كيف ضاجت، وكيف نامت، وكيف صحت، والأمّة تتفاعل مع هذه التحولات المصيرية في خارطة طريقها نحو تحرير القدس الشريف.

 

أمّا المقالب أو ما يسمى بالبواري، فهي كثيرة. فكم من عاشق صُدم بعد لقاء حبيبته التي كانت تضع صورة (لميس أو سمر أو أسماء المنوّر)، وتبيّن أنها في الحقيقة، قريبة الشبه مع سعد ابن منطقته. أو هي، حينما رأته على حقيقته وكأنه القنفذ وسألته: لعد ليش حاط صورة يحيى ومراد علمدار؟ فيجبيها باسترسال: هسة أنتي على أساس تشبهين نانسي عجرم، وچنّچ  قوري مال حبوبتي.

 

وذات بَعرةٍ، تعرفت على فتاة، جميلة صورتها، في صفحة (عشاق الهمس) للتعارف السايكوانتفاخي، واستمر التعارف وتبادل السطور والبخور والغزل بتوأم الروح الى أن وصلنا لدرجة الاطمئنان المطلق كلٌ من صاحبه. صارحتني وصارحتها، وطلبت منها موعداً للقاءٍ نتكلم فيه بتفاصيل مستقبلنا، فأرادت توأم الروح أن تكسر آخر صرح تخفيه عني، طالما أنا بهذا العرفان الملائكي في العشق والجدّية في التعامل، قالت لي: حبيبي، موافقة، لكن عليّ أن آخذ رأي ابني، النقيب في البحرية! واستشيره بالموضوع، قلتُ لها وأنا أعيش حالة الانبعاج الذاتي، والتحلل لعناصري الأولية: حجّية .. يا توأم النايتردال، إنتي جايّه بالغلط لهاي الصفحة، أكو صفحة اسمها (من كان آخر كلامه لا إله إلّا الله دخل الجنة)، روحي اهناك، ولا تنسينه من الدعاء، وإذا رفضوچ، أكو صفحة (إفادات الشهود على صلح الحديبية)، كُلّش راح يهتمون بيچ.

 

أما صديقي، المراهق الكبير، صاحب الزوجة وأربع عيال، فقد دخلتُ عليه بصداقة وهمية، بصفحة فتاة تحمل شعار (سأرحل .. إن تأخرت حبيبي) ووضعت صورة ملكة جمال الهند آشوريا راي، وقع في الفخ وبلع الطعم.

 

أنه يغازل فتاة جميلة، تسكن السويد، وترغب بزيارة العراق بعد سنين غربة، وتريد أن ترتبط بعراقي، لتأخذه معها الى السويد، صديقي تغيرت أحواله، يغني عبد الحليم، طال مكوثه في صالات الانترنيت لساعات بعد انتصاف الليل، فالعاشقة لا تتواجد إلّا حينما تنام وتصحو، تعثرت حياته وهو يحلم بلقاء توشة الجميلة، مرهقٌ، بالكاد يصحو ليلتحق بدوامه، يسرح كثيراً، حتى صارح توشة بأنه سيخطبها، ويجهّز لها المهر من المال والذهب.

 

تواعد العاشقان فهي (أنا) ستأتي الى العراق قريباً ويلتقيان. وبالفعل، كنت أكتب له وأُقسم أني في مطار بودابست في الطريق اليك. حتى وطأت قدماها (قدماي) أرض الوطن. بعدما ارتحت من عناء السفر، لاحظت سيل رسائله وطلباته للقاء. فواعدتُه في ذلك الحرّ والتراب في عرصة كربلاء، جنب الطريق الترابي قبل دخول منطقة الحرّ الرياحي، على أن يلبس دشاشة خردلية ويحمل وردة حمراء. وكان الموعد بعد صلاة الظهر.

 

وحين تحركتُ بسيارتي بعد الزيارة صوب المكان، كان صاحبي المُخردل قد تخردل. ينتظر على أحرّ من الحَـرّ في صحراء الحُـرّ. اقتربت منه وأنزلتُ الزجاج وقلت له (صباح الخير توشة .. لك ارجع لمرتك وجهالك أبو الـ).. صاحبي رصد مكافئة مالية لمن يلقي القبض عليّ حيّاً أو ميتاً. 

 

الفيسبوك .. عالم جميل وخطر، أحسنوا استخدامه أحبتي. 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46536
Total : 101