منذ بداية أزمة العيساوي واعتقال حمايته وانا اكتب اليك يادولة الرئيس المالكي واناشدك بعدم الاستماع لنصائح المتشددين والذين لايهمهم ماذا سيحصل في البلد ماداموا عندهم منزل امن في البلد وعندهم اموال يضعوها في بنوك الخارج ويعيشون على فوائدها وقسم منهم لم يعرف ماذا حصل في البلد عام 2005 وابان النزاع الطائفي مثل الاخ علي الشلاه ويبدو انك مستعد للتصعيد مع الطرف الاخر بدل من حل المشاكل كلها دفعة واحدة واذا يتذكر القاريء اني في اول يوم من ازمة العيساوي وفي اول مقال كتبته قلت ان السقف سيرتفع يوميا الى ان يصل اما الى طلب اقالة رئيس الوزراء او حتى اسقاط النظام وهذا لن يحصل لانه حينه سيعلن انطلاق الحرب الاهلية والمعروف في علم الرياضيات والعلوم الاخرى ان اي خطوة خاطئة تتبعها لزاما خطوات خاطئة لان الخطوة الاولى من الضروري ان تكون صحيحة ودولة الرئيس في هذه الازمة اخطأ كثيرا في حساب الفعل ورد الفعل فاكثر المتفائلين لم يكن يتوقع ان تكون ردة فعل الشارع السني بهذه القوة وكانه استهان بوجودهم في البلد واستهان بكمية الظلم الذي نالوه في العشر سنوات الماضية وانا للعلم شيعية ولكني كنت اعرف عوائل سنية ينام ابنائها مرتدين ملابس كاملة خوفا من اعتقالهم وهم عراة او ملبسهم غير كافي والمداهمات كانت تحصل بطريقة تصل في بعض الاحيان الى مستوى من الهمجية وغيرها من الامور ومثال اني اعرف ان هناك دكتور في احد الاختصاصات الانسانية وله خدمة ثلاثون عاما في الدولة العراقية وغير مشمول باجتثاث البعث ياتي موظف له خدمة ثلاث سنوات ويصبح معاون مدير عام في الدائرة التي يعمل فيها لانه فقط من حزب الدعوة ويحمل شهادة جامعية اولية هذا نموذج من التراكمات التي حصلت ناهيك عن عمليات الابتزاز التي تحصل في عمليات الاعتقال واطلاق السراح كل هذا موجود ونتيجته هو الانفجار الذي تراه يادولة الرئيس ونعود الى الازمة الان هامش المناورة اصبح عندك ضيقا يادولة الرئيس ولاتستطيع ان تقمع اي مظاهرة امام العالم بل انك تخاف ان يتم افتعال حادث يقتل فيه متظاهرين قتنقلب الدنيا راسا على عقب ولن يصدق احد ان هناك ايادي خبيثة دبرت الحادث بل سيقال انها قوات المالكي وبناء ان هامش المناورة عندك اصبح من الضيق بحيث لاحل امامك الا ان تستقيل او تطبق طلبات المتظاهرين وانا اؤكد لك انها سترتفع فوق سقوفها الحالية بمجرد احساس المخططين لهذه التظاهرات ومن يقف ورائهم انك ستلبي شروط المتظاهرين ولكنك يادولة الرئيس اخترت حلا اخر هو المراهنة على الشارع ولااعرف من ذا الذي نصحك بهذه النصيحة الخطرة فانت الان تقول ان للسنة شارع يتظاهر وانا كممثل للشيعة لي شارع يتظاهر مؤيدا لي وانا اتذكر مرة حديثا لك قلت فيه ان لعبة الشارع خطرة وهي تعبر عن عجز السياسيين عن حل مشاكلهم فلماذا الان تطلب من مؤيديك تنظيم مظاهرات يوم الجمعة القادم تحت عنوان جمعة التضامن مع المالكي ومن سيخرج للشارع فالعملية انا على يقين انها ستكون فاشلة ولن تستطيع حشد تظاهرات مثل المجلس الاعلى او التيار الصدري لاسباب تنظيمية ومن يضمن ان لايحصل عمل ارهابي ويتم تفجير المتظاهرين وحينها يتم الانتقام الجماعي وكما قلت في البداية ان الخطأ يستتبعه خطأ اخر وكل هذه الاخطاء تراكمت ولم يعد امامك دولة الرئيس الا ان تقدم استقالتك ويتم تشكيل حكومة مؤقتة تدير الاتخابات بحيادية ونزاهة لان اي انتخابات تحت ولاية حكومة رئيسها المالكي سيتم التشكيك بها حتما ونعود الى المربع الذي نحن فيه وليس هناك الان لك الا هذا الحل واي حل اخر هو سيجر البلاد الى الحرب الاهلية ونحن الممنونين والله يحمي العراق والعراقيين جميعا .
مقالات اخرى للكاتب