استبشرنا خيرا بمجيء الدكتور حيدر العبادي كونه متعلم وسياسي وزنكين وبالتالي لم نخشى من اداء مخزي ولا سيطرة اقارب ولا لفط فلوس ولكن فوجئنا بكثرة حبه للسفر الى خارج العراق رغم انه كان مقيما في بريطانيا ولا نسمع بمؤتمر في الخارج الا وسافر مباشرة حتى لو كان المؤتمر على مستوى وزراء وصحيح انه يعرف انكليزي ويتكلم ويفهم بطلاقة ولكن هذا لا يعني ان اي مؤتمر يحدث يجب ان يكون متواجد فيه واذا لا يوجد مؤتمر فانه يقوم بزيارات ودية الى دول لا معنى لسفره اليها واذا مازاره رئيس فانه في الاسبوع الذي بعده يسافر ليرد له الزيارة وهذا لم يحدث في اكثر البلدان استقرار فكيف في بلد نصفه تحت سيطرة عصابة والبقية معرض للتفجير في اي لحظة .
هنا لا اقصد الانتقاص من رئيس وزراءنا المحبوب ولكن بلد مثل العراق يعيش حالة حرب تقترب احيانا من عاصمته لا يمكن ان يسافر المسؤول التنفيذي الاول فيها بهذه الكثرة وهو يعلم جيدا بان كل هذه المؤتمرات لا تؤدي الى نتيجة كما لوانها عقدت في بغداد بمعنى انه ليجعل مسؤولي الغرب ان يحضروا الى العراق لعقد مؤتمراتهم المعنية بالارهاب لانها ستكون ذات نفعين الاول انها ستكون رسالة قوية وواضحة الى الارهابيين و الدول الداعة له بان العراق يتمتع بتاييد الغرب وحكومته برئاسة العبادي هي المعنية و ثانيا يرى هؤلاء المسؤولين الغربيين الواقع الحقيقي في العراق وبالتالي يتعاملون بقدر من المسؤولية الواجبة والتي يجب ان يتعامل بها مع الارهاب لانهم عندما يرون الدكتور العبادي كل يوم في بلد فانهم يعتقدون بان الوضع في العراق ليس متازما وخطا بتلك الصورة لانهم هم كمسوؤلين غربيين اذا اصطدم قطار بسيارة فانهم يقطعون زيارتهم ويعودون الى بلدهم لمعالجة الحادثة فكيف بهم اذا كانت داعش تسيطر على هذه المساحة الواسعة والسيارات يمكن ان تنفجر باي لحظة في العاصمة ؟ فلذلك هم يعتقدون بان الوضع في العراق مبالغ فيه لانه لو كان شبه سيء لما شاهدوا العبادي ينزل من هذه الطائرة ليركب تلك وهذه النظرة ليست في صالحنا ابدا ونحن نعلم بغيرة وحب العبادي للعراق واهله وقد يكون ممن هم حوله فرحين بالسفرات و الاستقبالات وبالتالي لا يقول له احد ان يقلل من سفراته خصوصا الى البلدان العربية التي ترى في زياراته دليلا على براءتها من دعم الارهاب و الارهابيين وخصوصا دول الخليج وبالتالي فهو يعطيهم صك براءة غير مبررة حيث ان اغلب زياراته لا تعود بالنفع اطلاقا بل الاخرون هم من يستفيدون ولو عدنا الى زيارته الى مصر مثلا وتلك المقابلة المقززة مع رئيس الازهر وما حملته من دعوات وتوسل له لزيارة العراق وموافقته عندما تسمح الظروف لانه لا يريد ان يزور العراق بالاساس فكيف به ان يزور المرجعية ؟ خصوصا وانه طالب العبادي بمطالب وقحة و العبادي يهز راسه موافقا ومبتسما ومع هذا لم ياتي ولا احد يدري ما المانع ؟
اتمنى من رئيس وزراءنا المحبوب ان يقلل من زيارته للخارج لانه لا يوجد بلد يحترق ورئيس وزراءه وقائده العام للقوات المسلحة يطير من هنا الى هناك واذا كان البعض يبرر بان العراق بحاجة الى مساعدة فان افضل مساعدة يقدمها العالم للعراق هي ان ياتي قادة العالم الى العراق لا العكس اما الدول العربية فان من اكبر انتكاساتنا هي سفرات مسؤولينا اليهم لانهم بالاساس اس البلاء وممولين الارهاب بالرجال و المال و العتاد و النساء .
يا حيدر العبادي العراقيون يحبونك فابقى معهم وبينهم اطول فترة ممكنة وقل للاخرين بانه من يريد ان يراك فلياتي الى العراق واهلا وسهلا به لان الوضع لا يتحمل سفرك ومتى ما اصبح العراق سويسرا عندها سافر يوميا وسنة اثنا عشر شهر والله ومحمد وعلي وياك لكن الان ابقى في العراق بروح الميتيلك .
مقالات اخرى للكاتب