يتعرض الأفراد والمجتمعات إلى خيارات عدة في بعض الأحيان ، وهذا أمر طبيعي لتطور وتقلب ظروف الحياة بطبيعة الحال لاسيما السياسية منها ، ولعل الأخيرة تعد الأهم والأبرز لما لها من دور كبير وانعكاس مباشرعلى تلك الخيارات بدون استثناء لارتباطها بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والثقافية والتاريخية الخ...
وان استثمار إي خيار بصورة عامة على مستوى الفرد أو الجمع بشكل صحيح ، من شأنه ان يعطي انتقاله وقفزة نوعية بصاحبها نحو التغييرالإيجابي ليتحول ذلك إلى فرصة مثالية واقصد المشروعة منا فقط ، وإذا ما عكس هذا الأمر على مستوى الشعب العراقي اليوم من خلال قضية مفصلية مثل (الانتخابات )، وتم التعاطي والتفاعل معها على أنها مفترق طرق بين الصالح والطالح لمستقبل العراق لتعدد خياراتها ، والسعي بالوصول إلى الفرصة النموذجية ، وأنها ان ذهبت ربما يقرأ عليها السلام .
والانعكاسات السلبية المترتبة على واقعنا المرير اليوم ، من تلكأ واضح وصارخ واستهانة بالمواطن من قبل الحكومة وصل لحد غير مقبول ، لكن في نفس الوقت هو تحصيل حاصل وخيارات أغلبية خاطئة في الانتخابات السابقة ، إذ لازال المواطن يعيش حالة ضياع الحقوق ونقص الخدمات ، وذلك لهيمنة ما يسمى بالحيتان (البشرية)، على مقاليد السلطة والتي لا تعرف إلا التفرد والاستئثار والأنانية ، لأنها نفوس خاوية لم تعطي مواطنيها طعم السعادة والطمأنينة والراحة في العيش ، بابتعادها عن التخادم والتعاون والانسجام ، سائرين إلى مستنقع غياب الضمير ، يرددون صدى أنفاسهم كونهم على ارض هشة .
وان المؤشرات الملموسة على ارض الواقع ، من شد وجذب ومهاترات وتسقيط وعدم ثقة بين الكتل والأحزاب الحاكمة وإشعال فتيل الأزمات من جهة ، وامتعاض المواطن من تأثير ذلك على حياته اليومية المتردية من جهة أخرى ، لذا يرى المراقبون للشأن العراقي وحسب استطلاعات الرأي غير الرسمية ، ان هناك تراجع كبير وملحوظ في تأيد مجمل الناخبين للمعتاشين على قوت الفقراء (انعدام الثقة وخيبة أمل) ،، وعليه إذا ما أراد المجتمع العراقي اليوم النهوض بكافة مكوناته للتغير الجدي والحقيقي ، في تصحيح الأسس والمسارات العامة لسياسة الدولة ككل ،، من اجل تحقيق الأهداف الوطنية العليا والطموحات الكبرى ، عبر منهج جديد وفق رؤيا حضارية عصرية وعادلة ، في وضع خياراته من خلال مقياس نوع الأداء وتاريخ من يعطيهم صوته ، طالما باب الفرصة ما زال مفتوحا (انتخابات مجالس المحافظات) ، لكونها ترتبط بحياة المواطن مباشرة وان المرشحين من أبناء نفس المدن ، وخير شاهد على ذلك مقولة الإمام علي عليه السلام: "إضاعة الفرصة غصّة" مما يتطلب منا القيام بالأمور التالية :-
أولا: استثمار كافة الخيارات الهامة المتعلقة بمصير البلد بالشكل الأمثل وتحويلها إلى فرص حقيقية على ارض الواقع ومن جملتها إنجاح عملية الانتخابات لأهميتها القصوى.
ثانيا: المشاركة الواسعة والكبيرة في الانتخابات لوضع حداً للانتهازيين والمتلاعبين بمقدرات البلاد والعباد.
ثالثا: لضمان عدم هدر الأصوات وتشتتها ، يجب التركيز على قائمة قوية رصينة وعريقة ومنفتحة على جميع مكونات المجتمع ، وقريبة من المرجعية الدينية الرشيدة العليا ، وتحمل في طياتها مرشحين من الشباب المفعم بأمل الحياة ، عندها يتم العمل على تقديم الخدمات لجميع المدن العراقية على حدا سواء ،
ختاما : ومن هذا يستطيع المواطن ان يجد نفسه مشاركا في صنع قرار السلطات التي هو مصدرها .
مقالات اخرى للكاتب