من أكثر ما يسئ للبحث العلمي هم أدعياء العلم أو أعشار المتعلمين ! الذين يخوضون بمواضيع يتطلب فيها الاختصاص . فبحسن نيه او حسن بلاده يسيئوا لانفسهم ولادبيات البحث العلمي الموضوعي " ولكل موضوع هناك عناصر فنيه ترتبط به وتكوّن نسيجه وعدم الاحاطه التامه بتلك الفنون يصبح البحث العلمي تهريجاً " لان الجهل بالمقدمات يقود الى فقدان النتيجه لقيمتها العلميه ومن الامور التي أخذت حيزاً من التعاطي بموضوعاته هو الدين الاسلامي " والسبب كما هو واضح لوجود أحزاب أسلاميه في أداره الحكم " والتعاطي مع موضوعات الاسلام يتطلب دراسه وافيه للكتب الاسلاميه المعتبره ودراسه للعلوم الاسلاميه كي يكون الباحث مدرك لموضوعه . لان الاسلام كديانه سماويه خاتمه حوت من المعارف وصنوف الفنون الفكريه جعلت ساحه البحث بمواضيع ترتبط بالحضاره الاسلاميه ومعارفها ملازمه ومشترطه باصحاب الاختصاص والدرايه . ولهذا السبب وجدت الحوزات العلميه والجامعات الاسلاميه كي لاتكون الماده والنص الاسلامي بمتناول الاقلام القاصره والغير ملمّه بجزئيات الموضوع المعالج . وسبب توخي العلميه والتهذيب في الدراسه الدينيه . لان الدين يرتبط بحياه الانسان وكل تلاعب بنصوصه تترتب عليه آثار كبيره وخطيره . والتأريخ يحدثنا ‘عن تلك الاقلام المشبوهه التي حّرفت الحقائق لاغراض سياسيه وأسترضاءاً للحكّام والولاه وتسويغاً لادارتهم وطرداً لاقوال المعترضين على ممارساتهم ولكون الدين لصيق بحياه المسلم آنذاك فلابد للحاكم ( الخليفه ) من جمع عدد من الاقلام لتبرير مايقوم به من أعمال منافيه لروح الاسلام فتمّ أختراع الاحاديث ( النبويه ) كي تكون غطاء شرعي له وبهذا يفلت من ناقمه الناس بأستحداث الاحاديث النبويه والفتاوى السياسيه ! . وجزء كبير قام بتصديق تلك المغلوطات الموضوعه فاصبحت جزء من ثقافتهم الدينيه وتناقلتها الاجيال حتى وصلت ألينا . وأغلبها بعيده عن روح الاسلام الحقيقي وأدبياته ونراها مخالفه للعقل وللفطره السليمه وكل من يخالف العقل يكون مخالفا للدين الاسلامي . ومن هنا أشكل على الخائضين في غير أختصاصهم ونسبوا للدين التهم وبالحقيقه هم أنتقدوا وشنّعوا على آراء الوعاظ لا على أصل الاسلام . والسبب بوضوح " في الاسلام هنالك شريعه وهنالك تراث " والشريعه يعني النصوص التي أتت من الله عز وجل " ومنها القرآن الكريم _ السنه النبويه _ وعندنا التراث وهو ما يستفيده الانسان من الشريعه بمعنى أقوال الفقهاء من تحاليل للنصوص وفتاوى وأطروحات . وكما هو معروف بأن التأريخ الاسلامي ملوث ويحمل الكثير من المتناقظات وما يخالف العقل . ولضحاله فهم الدين عند البعض عدّوا التراث الاسلامي من الشريعه الاسلاميه ولهذا نرى عزوف البعض عن الاسلام أو أتهامهه بالسلبيات ومجانبه الاستدلال العقلي \ وهنا تأتي الحاجه لفهم الدين من نظرياته الاصليه \ ! ومثال بسيط على تلك المغالطات أو سوء الفهم للاسلام عند طبقه أدعياء الثقافه والموضوعيه . الانقياد الى الحكام أو رجال ( الدين ) بطريقه تفتقر لابسط أبجديات التعقل وأحترام الذات (هذه أشكاليه قد طُرحت ). رغم فظاعه مايقوم به الحاكم أو رجل ( الدين ) من ممارسات موبوئه " الانقياد للحكام في الاسلام ورجال الدين بمقدار قربهم لله وعملهم بتعاليمه وتجسيد أخلاق القرآن الكريم واقعاً عملياً والقران وهو كتاب الاسلام ينعت الكاذب والسارق وكل الاعمال الغير شريفه " بالظالم " أي الظالم لنفسه " والقرآن يقول . ولاتركنوا الى الذين ظلموا فيمسكم النار . لايريد الله من الانسان الطاعه ويأمره بالمعصيه " أي لايأمر الانسان بالانقياد خلف أنسان آخر( كما فهمها البعض بولاه الامر أو الشيخ لان أحاديث كاذبه وضعت من قبل الحكّام وغيرهم لتبرير وجودهم وعملهم فخالها البعض شريعه وهي تراث مزيّف ) والحقيقه أياً كان عنوانه ومكانته أن تعارضت أفعاله مع التعاليم الاسلاميه يكون مصداق للايه التي تنعته بالظالم . حيث لايطاع الله من حيث يعصى لان من أطاع الله أطاع أوامره وأموامر الله تأمرنا بنبذ وعدم اللحاق بالظالمين من السراق والكذبه والمستغلين للناس . غربله الافكار من الاصداء والموروثات ليس سهلاً ولكنه ليس ممتنعاً . لان كثير من المألوفات يتعين تصحيحها أو نبذها في هذه المرحله وهو منعطف ايجابي من تأريخ العراق ( سياسات البعث عملت على تجهيل الناس بالدين الاسلامي وقامت بافراغه من محتواه وتزيور أحداثه وجلبت الكثير من الاخطاء ولصقتها لصقاً ونسبتها على الاسلام ). والان فرصه مؤاتيه للتعرف على الحقائق دون تدخل السلطه بفرض طريقه التفكير على الناس . العراق يتمتع بحريه أختيار الكتاب واقتنائه " فهي دعوه لمعرفه الدين الاسلامي على حقيقته الناصعه والغير مؤدلجه بميولات السلطه . التي ألغمت مسار الفكر الاسلامي بحشد الاكاذيب والاباطيل المجانبه للعقل وللاسلام ذاته بأسم الاسلام . لكن وللأسف أستغل البعض هذه الفُسحه من الحريه الى التهجم على الاخرين وأستعداء طبقه على طبقه أخرى أو خروج أفراد تتجنى على الحقائق الثابته أمثال " أحمد القبانجي " وما أثاره من لغط في الساحه العراقيه وما أتى به بدعوه ( حمايه العقل ) قد اضرّ بالعقل من خلال أنه وجد الموضوع وبدأ يبحث له عن حكم ! وفي الفلسفه يقال ( الحكم لايخلق الموضوع ) وتكلم على أنه " قانون عقلي لايقبل التخلف ! وتجاهل أحمد القبانجي حقيقه مفادها " أن علماء الشيعه ! يؤخذوا الكلام والحديث فيعرض على القران والسنه المستقاه من الثقاه والعقل فان وافق الحديث القران والعقل السليم يأخذ به والا يطرح ولا يعتد به . فعلماء " الشيعه " ليس غيرهم باشحذ ذهناً منهم كيف تفوت عليهم حقائق أغفل عنها فلاسفه المسلمين وجحابذه الفكر وتفطّن لها أحمد القبانجي !! وأن كان أحمد القبانجي يمارس حقّه بأبداء الرأي فاللنقد آدابه وطرقه المتحضره وغايه النقد البحث عن الحقيقه " لا تسفيه عقائد الاخرين وبل لابد الالتزام بالعمليه الاخلاقيه في النقد . الله تعالى والقانون شرّع لحريه الرأي والتفكير وهي مضمونه في الاسلام لكن أن لايشن حرباً على معتقدات الاخرين وينبزهم بأقذع الالفاظ والعبارات . فحريه الشخص تنتهي بحريه الاخرين . يستطيع احمد القبانجي أن يفضي عن رأيه حسب الاعراف والاداب العامه في النقد الموضوعي - فهنالك فرق بين النقد وبين التهريج العلمي . في الدول العظمى تحترم الاديان والمدارس الاجتماعيه الاخرى ويعاقب القانون من يتهجم ويسفه عقائد الاخرين . لانها تعد من الحريات العامه التي كفلها القانون . وكي لا تصبح فوضى وكل يسفه الاخر ويلعنه ويكفره ويخطّئه . وهنالك الكثير من السلبيات في الحياه الاجتماعيه العراقيه وفي العالم فلماذا لا يوجه احمد القبانجي نقده صوب تلك السلبيات أن كان همه ( حمايه العقل ) ترك كل الاديان واصحاب المدارس الاجتماعيه السابحه في مستنقع الاخطاء ؟ - وتفرغ بطريقه مشحونه ومحمومه لنقد كتاب المسلمين بطريقه تنم عن ضمائم مشبوهه ومفضوحه . وأما عن الاخرين الذين تكثر في أدبياتهم وكتاباتهم عباراه مثل ( أحترام الاديان - عدم أهانه المعتقدات - والكثير من الكلمات التي لاتحمل مضموناً ) في قضيه أحمد القبانجي تخلوا عن شعاراتهم " وحكميه مقولاتهم المعلقه على الجدران ! وأستفرغوا وسعهم الحالك ضد الاسلام الذي يمثل القيم الانسانيه بأسمى صورها . ووقفوا مع أحمد القبانجي الذي نبز الاسلام والمسلمين " بالجهل والخرافه وما أبشع من ذالك وما كان نقداً بل تهجماً وتعدياً على حريه الاخرين الفكريه وبهذا التهجم فهو قد سفّه شعارات العلمانيين وبرهن على زيفها من خلال أنه تجاوز على شعاراتهم - المعلنه - بأحترام الاديان ومعتقدات الاخرين - رغم ذالك لكنهم أتفقوا معه بتهافت يدلل على تخلفهم وتحجرهم الحضاري . محاولات جمع الشتات العراقي في ربقه واحده منسجمه تحترم بعضها كمن يحرث في البحر " محاولات مصيرها الفشل أمام أول أختبار " وقضيه أحمد القبانجي شاهد ينبض بالحياه .
مقالات اخرى للكاتب