Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
التسامح والإنتقام في الإرث العراقي
الخميس, حزيران 6, 2013
علي السعدي

 

استهلالاً : هل يمكن يمكن القول ان التسامح هو في الجوهر واللب من إرث إنساني وديني متجذر عرفته البشرية منذ الأزمنة الأولى  لسيرورتها التاريخية ؟ وبالتالي فالسياقات العامة ، ينبغي ان تعود الى العمل بهذا الإرث ، الذي جرى ويجري تجاهله خلافاً للنصوص الدينية والحقوق الإنسانية وما تتطلبه طبيعة الحياة ذاتها ؟ .
ان مفردة التسامح كنقيض للعنف ، لابد ان تثير بدورها جملة من الأسئلة على وقع معطياتها - التاريخية منها أوالحاضرة - : هل يمكن الحديث عن ثقافة التسامح ،خارج أنساقها السياسية والإجتماعية والفكرية وماشابه ؟ وبالتالي فما الجدوى من وجود طريق جميلة وسط الحرائق ؟ ثم من أين يبتدىء الحديث عن التسامح ؟  وأين يمكن ان ينتهي ؟ 
ان سيرورة التاريخ تنبئنا بأن النكسات والإخفاقات التي واجهتها ثقافة التسامح ، انما نشأت في الأصل منذ التكوينّ الأول للاجتماع البشري ، ذلك لأن التاريخ القديم حافل بأدلة ممهورة بالتيقن ،  بأن العنف كان الجوهر في الأساس ، وقد رافق الانسان منذ نزوله  الأرض ، حيث دشنّه بمعصية سماوية وجرم أرضي إرتكبه ما ان بدأ بالتكاثر( معصية آدم وجريمة قابيل )  لتتأخر من ثم دعوات التسامح طويلاً ، قبل ان تأتي مع الأنبياء والمرسلين ، لكنها لم تستطع مع ذلك،  إحداث خرق ملموس في دوائر العنف ، إذ بقي التسامح بمثابة بقع بيضاء متناثرة أمكن ل" سلاح " العنف تجاوزها أو تطويعها أو إستغلالها .
ومع كلَ ماشهدته الحضارات القديمة – أو ما اصطلح على تسميته بالحضارات الوثنية – من عنف ، الا ان حركته بقيت محصورة في حدودها الأرضية كصراع بشري لم تُشرك فيه الآلهة ، الا في حدود ما ابتدعته مخيلة الإنسان ، وفيها أوكلت مهمة العنف ، الى صنف معين من الآلهة إطلق عليه (إله الحرب أو الدمار أو الاوبئة أو ماشابه ) طبقاً للميثولوجيا ، وكان هو الإله الوحيد الذي يتطلب  إرضاؤه تضحية بشرية حصراً ، ترافقها طقوس  إحتفالية خاصة ، لكن قطعاً تاماً كان قد حدث بعد ذلك مع تضحيات كهذه ، جسّدتها قصة النبي إبراهيم ، التي كانت دلالتها في ما أسقطته من رمز بأن فظائع التضحية، بالبشر لايمكن قبولها من إله، كذلك لم يسجل تاريخ تلك الحضارات – الوثنية – حروباً كبرى خيضت تحت مسميات دينية أو معتقدية مباشرة ، بل كانت الشعوب لاتجد موانع  قدسية في ان تتبادل آلهتها كجزء من إرث بشري عام ،  لذا لايرى المنتصر غضاضة في اتباع آلهة المهزوم ،  في وقت قد يتبنى فيه المهزوم ما يرده من معتقدات وآلهة .
لكن ومع ظهور الأديان السماوية ، برزت الوشائج بين الدين والحرب الدينية ، وربما كانت الفتوحات الإسلامية، هي اولى الحروب المقدسة ، ما أدخل مفاهيم جديدة في حياة العرب ، إذ انتقلوا من خوض المعارك القبلية للإستيلاء على كلأ أو مراع أو غنيمة أوطلباً لثأر، الى حروب لنشر الدين .
لقد أوجدالعرب صيغة للتسامح في حياتهم السابقة ضمن أشهر محددة أطلقوا عليها ( الأشهر الحرم ) جرى التقيد بمفاعيلها كعرف مجتمعي في منظور أخلاقي أملته ضرورات الحياة البدوية ذاتها ، وبالتالي لم تُخرق الا بعدما أصبح العنف سلوكاً سياسياً في الصراع من أجل السلطة .
التسامح بمدلوله الأخلاقي / الثقافي وبعده الإجتماعي ، إنما يتمظهر واقعاً بغفران الإساءة ،أيّاً تكن عناوينها ومصادرها ، وفي العادة ، تنتشر ثقافة التسامح حينما يسود نوع من التكافؤ بين أطراف مختلفة بعد نزاعات  لم يتمكن فيها أي طرف من إخضاع الآخر بشكل حاسم ، الأمر الذي يجعل التسامح ثقافة تتسم بالثبات والتجذّر، طالما بقي الإعتراف بالتكافؤ قائماً، أي ان التسامح هنا ، يأتي  كحالة ضرورة يحتمّ قيامها وجود أطراف متناظرة ، وبالتالي فهي سمة بشرية تجد مباركتها في التشريع الديني ، الا ماكان مصدره الله ، فيسمى (مغفرة ) حيث لاتكافؤ بين الخالق والمخلوق ، أما التعصب والإنغلاق( الفكري ، الإجتماعي ، المعتقدي )  الذي يشكل  أهم مصادر العنف تجاه الآخر المختلف ، فربما استلهم مقولاته الأساسية إستناداً الى نظرية " الإصطفاء " التي تجعل شعباً أو أمة دون سواها ، مختارين ومفضلين عند الله ، ومن الطبيعي ان تشكلّ تلك المقولة مصدراَ مهماً لانشقاقات لاحقة – دينية أو عرقية أو طائفية- مترافقة مع سلوكيات من نوع الإستعلاء والشعور بالتميّز والعنصرية وغيرها من الظواهر المضادة للتسامح ، وهي التي ولدت من رحمها حركات " قدسّت" العنف المؤدلج والمؤطر والمسيس --الخ ، باعتباره الركن الأصلب من أحادية عقائدية مطلقة الصواب .
تذهب بعض الآراء ، ان تجسّيد العنف في الموروث الإسلامي ، كان في مصدره  حديث " الفرقة الناجية " الذي اتخذته الحركات التكفيرية والمتشددة عموماً، سنداً فقهياً وتشريعاً دينياً ، فمادامت القاعدة الدنية تنصّ على ان الله لن يسبغ رحمته – أي لن يتسامح في المعنى البشري – الا مع فرقة واحدة لها الحقّ في ما تفعل وتشرّع باسم الله ، لذا فكلّ المختلفين معها ، هم على ضلالة ولو كانوا من المسلمين .
والتسامح ان صدر عن قويّ مقتدرتجاه ضعيف،  يسمى (العفو)  وهو معنى أو مفهوم حقوقي تمارسه سلطة أو قوة تمتلك استطاعة تنفيذ عقوبة مستحقة على ما ارتكبه المعفو عنه من جرم ، فيما التسامح ظاهرة تربوية إجتماعية تزدهر في الغالب بين شعوب أو أمم إستقرت بعد اضطراب .
 الملاحظ في هذه الحالة ، ان كلا المصطلحين – التسامح والعفو – ينطلقان من القاعد ة إياها مع فارق في الشكل ، ففيما يعلن "العفو " حيثياته ودوافعه بشكل ظاهر، يضمر التسامح ذلك ضمناً  ، على رغم انهما يتشابهان جوهرياً بافتراضهما المسبق ان الآخر ارتكب ذنباً ، أي انه خرج عن قاعدة اعتباره متطابقاً أصلاً، لذا تسامحنا باختلافه أو إعتبرنا ذلك الإختلاف أعوجاجاً في الأصل يستوجب التقويم ، وان إرتضينا وجوده وقبلنا الإعتراف باختلافه ، فذلك نابع لعجزنا عن قهره أو للتكلفة الباهظة ثمناً لقهره ، لذا ينشأ التسامح إجمالاً ، مع عدو زال خطره أو خصم أمكن حياده - أو ترجى صداقته أو فائدته .
كان التسامح  والحالة هذه ، دعوة إصلاحية ملتصقة بأحلام الفلاسفة وأخلاقيات الأتقياء ، ومادامت تقوم في الجوهر على قاعدة التماثل المفترض والإختلاف المفروض ،فإنها ستبقى عرضة للتهشّم والإنهيار ،حال الإختلال في موجباتها، أو فقد التوازن بين أطرافها ، انها أقرب الى معاهدات تمليها الظروف والمتغيرات ، منها الى ثقافة تأصيل يترسخ في حياة البشر – مجتمعات وأفراداً – لذا وعلى رغم شفافية مفردة التسامح وإيحاءاتها النبيلة ، الا انها تبطن متجهاً آخر يدين الإختلاف ضمناً باعتباره لايستقيم مع التماثل ، وهي مفارقة ربما تلقي الضوء على إشكالية ماتواجهه ثقافة التسامح ، إذ ان الآخر ليس مخطئاً في اختلافه معنا  ،ولا نحن مخطئون كي نتسامح ، فالأصل القبول والإقتناع المطلق بأن الإختلاف – في معنى التنوع – هو التعاون والتكامل الإنسانيين، أي جوهر الحياة وغنى الحضارة ، وليس غصناً أعوج ينبغي تقويمه .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4486
Total : 101