Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عبد الحسين شعبان* و(أغصان الكرمة)**
الاثنين, آب 17, 2015
علي السعدي


المسيحيون العرب – ثقل التاريخ وعبء الجغرافيا
تبدو (حكاية )المسيحيين العرب ،كما تراجيديا تعاود الظهور على المسرح ذاته ،كلما خفتت مناسيب الأزمنة وتقلّبت أحوال أمّة ،قيل ذات آية انها كانت (خير أمة أخرجت للناس)
لكن الشواهد في مساراتها اللاحقة ،أشارت الى أنها أمة ولدت في مجالات إشكالية ، ثم بدأت بالانفتاق من مواضع عديدة ،ولم تجد ماترتق  به فتوقها ،لتصبح من ثم جسداً يتآكل من داخله ،أمّة جعلت للعنف فعل القداسة ،والقتل سبيلاً الى جنّة (عرضها السموات والأرض)فضجت السموات وامتلأت الأرض بمقدار ماسال من دماء الضحايا وماتمزق من أشلاء الأبرياء  واحتراق مدن تحت سنابك من وجدوا في قوة الشوكة مايستوجب الطاعة.
من تلك الحيثيات التي تؤكد قدم وعراقة المسيحيين في بلدانهم العربية – خاصة بلاد الشام وأرض الرافدين- ينطلق الباحث الدكتور عبد الحسين شعبان لطرح الواقع المسيحي في بلدان المشرق العربي ،ذلك الوجود الذي تحمّل عبء مايمكن تسميته (الإندفاع الأول) للمسلمين الأوائل .
الباحث بمنهجيته الأكاديمية ورصانته المعروفة ،لم يكن يحاول إخفاء تعاطفة مع مايطرحه كتابه حول المسيحيين العرب (أغصان الكرمة)
فالباحث وبتعدد منافذه الثقافية وانغماسه التاريخي بمتابعة شؤون الإنسان وشجونه في العراق خصوصا والمنطقة عموماً، تعددت مؤلفاته التي تمحورت بمعظمها في جانب الإنسان بل وانحازت اليه بشكل تام ، سواء كان فرداً أو جماعة .
التاريخ بكل اشكالياته ،يتمايز عن ارهاضات الحاضروايقاعاته المتسارعة التي ماكانت تتيح لمثقف كشعبان ،أن يقف متأملاً ومحللاً لمايجري ،إنه وسط اتون أحداث طاحنة ، يسابق الزمن والحدث معاً ليلتقط كل مايمكن التقاطه بما يحضره البصر،ومن ثم  وتدوينه بما تستنطقة البصيرة التي لاشك تمتلىء رصدا وتوقعاً بماهو شديد الوطأة على من يحملون هموم الإنسان ،وهم يرون كل تلك الإنتهاكات التي تمارس ضد مجتمعيات ثقافية طالما لعبت دوراً مهماً في أوطانها ،لذا لايستسيغ عبد الحسين شعبان استخدام مصطلح (أقلية) في موضع حديثه عن المسيحيين لما في تلك المفردة من تعسف معنوي وحقوقي وبما يترتب عليها من سلوكيات سياسية وعنفية ضدهم .
لكن هل يأتي كتاب الدكتور شعبان المعنون(أغصان الكرمة) المقتبس من قول للسيد المسيح ، بمثابة بيان احتجاج على مايجري ؟ أم تدوين التفاصيل الحدثية كوثيقة للاجيال ممهورة باليقين ؟؟ 
المتابعة اللصيقة والدؤوبة للأحداث والإيمان المبدئي بمواقفه وكتاباته ،جعلت الكاتب أشبه بحركة كاميرا شديدة الوضوح تلتقط المشاهد بسرعة فائقة لكن بتركيز مرهف كذلك، فلاتترك مجالاً لأيما اجتهاد قد يبرر لما يحدث ضد المسيحيين من قبل القوى الأرهابية أو أن يجد له أسباباً مخففة ، لذا (تخلى )الباحث جزئيا – وفي هذا الكتاب خصوصاً – عن هدوء الباحث واعتداله ،وبدا كمن يمتشق سيفاً ويدخل الميدان ذائداً بقوة عن مواطنين لا ذنب لهم سوى انهم مختلفون دينياً .
مايلاحظ في كتاب (أغصان الكرمة)ذلك الجهد المبذول في تأليفه، جهد من طبيعة حركية امتازت بحيوية قد يستغرب القاريء ان تصدر عن شخصية قطعت مساحات ليست قليلة في الزمن ،وزرعت حقولاً معرفية في أمكنة كثيرة ،فكان من المتوقع أن يلجأ للراحة بعد عناء ، أي ان يقتصرالإبحار مع الكلمة المتولدة في الذهن وحسب ، لا تلك المشهدية التي تلتقطها الحواس ليفرزها الذهن فتتحول الى فكرة وموقف ، الا ان الباحث لايكتفي بمطالعة كتاب هنا ومقال هناك كي يجمع مادته، بل يستحصلها بنفسه (لوجستياً )إن صح القول ، انه يذهب الى الحدث ليراه عيانا كما بدا عليه الكتاب.
يستخدم  الباحث أدواته المعرفية الخاصة ، يوظفها ببراعة المتمرس ،واسلوبية الأديب المتمكن من لغته، لذا تأتي سياقاته سلسة تبتعد عن التعقيد والمفردات المضخمة ،انه يزيح عن كاهلها كل مايمكن أن يلتصق بها من انتهاكات المعنى الذي يشير الى أكثر من اتجاه ، لذا يلجأ الى استخدام المصطلحات ذات الوضوح حيث لاتقبل الاجتهاد وتوزع التفسيرات ،فهو يريد اظهار موقفه دون قابلية للتأويل (وإذا كان الشعار الكبير الذي واجه الأنظمة السابقة في العالم العربي ،ونعني به انتهاكاتها السافرة والصارخة لحقوق الإنسان--- فإن ماشهدناه في ظل الحكومات التي أعقبتها ،كان انتهاكاً لكامل منظومة حقوق الإنسان الدولية ،سواء للحقوق الجماعية أو الفردية)ص101.
الكاتب يشهر موقفاً مباشراً بمواجهة منتهكي حقوق الإنسان انظمة كانت أم منظمات ،لكنه في الوقت عينه ،يسيطر على كميات الغضب التي يمكن انفلاتها من اللغة ، فيميل الى تهدأتها قليلاً ربما كي يسهل للمقولة أمر القبول (أما التفتيش في العقول والمنازل والكنائس ،فهو أمر يسيء الى الإسلام وصورته السمحاء)ص 199 .
مسار المسيحين عبر الدولة الإسلامية في عصورها المختلفة ،كانت قد تخللته فترات مضطربة قاسية حيناً ،وميسرة حيناً آخر ،وكان ذلك يتعلق بشخص الحاكم ذاته ومدى التزامه بعقد الذمة او رفضه ،لكن في كل عهود الدولة الاسلامية ، لم يتمتع المسيحيون – ولاغيرهم - بأية حقوق سياسية ولا  تساووا مع المسلمين في هذا الجانب ،لذا لم  يحصل أيما مسيحي على ولاية أو وزارة أو منصب له علاقة بصنع القرار ،ومن ثم بقيت مهمة البارزين منهم والمتفوقين ،تقتصر على حضور مجالس الخلفاء كشاعر أو تقديم الخدمات ككاتب في الديوان أو طبيب أو ماشابه .
أما إلزام من يريد البقاء محتفظاً بدينه بدفع الجزية ،فهي تتنافى مع القول باعتراف الاسلام بالاديان الأخرى (تغيير دينهم وقبولهم بالأسلام أو التأسلم،ولانقول الإسلام ،لأن الإسلام يحترم الأديان الأخرى ويعترف بمكانتها)ص120.
ربما مصطلحات من مثل يحترم ويعترف ،بحاجة الى إعادة تعريف لاكتشاف جوهرها الحقيقي ،خاصة في تجربة المسيحيين العرب في التاريخ الإسلامي ،ذلك لأن بعض شواهد النص المقدس (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ) تشير في بعض تفسيراتها، الى انها تقطع على أتباع الديانات الأخرى ، أن يتساووا مع المسلمين في بلاد مسلمة،وبالتالي فأقصى الإحترام انما يقوم على السماح لغير المسلم بالبقاء في بلاد الاسلام شرط دفع الجزية.
كما إن الأعتراف بالمكانة يقتضي المساواة في الحقوق السياسية ،وهو ما انتبه اليه الإمام علي حينما حاول أن يكسر احتكار المسلمين للحكم بقوله ( الناس صنفان ،أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) والنظير المكافيء والجدير بالمكانة والحقوق بما فيها الوصول الى الحاكمية ،هذا مايفهم من مجمل تجربة وأقوال الخليفة الرابع في الإسلام ،حين ربط بين العدل في الإنسان والإيمان بما جاء به الدين خاصة في مسألة الحاكمية (حاكم كافر عادل – خير من حاكم جائر مسلم) . 
وربما كانت تلك المقولة هي الإشارة الأولى – والأخيرة- لمعنى المواطنة في دولة الاسلام التي انتشرت وقامت بالسيف ،حسبما يقوله التاريخ عن الفتوحات ،ذلك مايخالف قول الدكتور شعبان ((إن المسلمين استخدموا السيف في بناء الدولة والدفاع عنها وليس في نشر الدعوة الإسلامية )ص135، فالاسلام دين ودولة معا ،ولايمكن تصور قيام حكم اسلامي في بلاد أكثرية سكانها ليسوا مسلمين، لذا حمل الفاتحون عبء مهمتين متلازمتين نشر الدعوة للإسلام ، واقامة دولة الاسلام.
يفتح الكتاب مجالاً للحوار، فقد أراده المؤلف أن يكون كذلك ، لذا ترك المجال رحبا ًللأخذ والرد حول بعض القضايا الفكرية الإشكالية ،خاصة فيما يتعلق بالسلوكيات بين المسلمين ومدى اقترابهم  أو ابتعادهم لما جاء به الدين الاسلامي ، لكن مما يخفت فيه الجدال ،إن الكتاب يمثل اضافة مهمة حول المسيحيين العرب وما باتوا يواجهونه من مصير يزداد قتامة في ظل ابنعاث همجية ارهابية اتخذت من الاسلام دعوة للقتل .
 
 
(*) الدكتور عبد الحسين شعبان مفكر وباحث وناشط حقوقي عراقي ،له مايقرب من خمسين مؤلفاً مختلفاً ،يعد من أبرز المفكرين العراقيين والعرب .
** عنوان الكتاب " أغصان الكرمة- المسيحيون العرب" 
إصدار مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، بيروت/بغداد، 2015.
 



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44726
Total : 101