داعش ليست عصابات بل هي جيش نظامي ، ابرز قواعد حرب العصابات هي : اهجم وانسحب ، لكن داعش عندما تهجم في الفلوجة والانبار وسامراء أخيرا لم تعد هجماتهم هجمات حرب عصابات ، بل يتقدمون كجيش لديه مدفعية واسلحة ثقيلة محمولة وعجلات وجرافات ورافعات واعتدة متطورة ، ويهاجمون بخطط نظامية ومبدأ القتال عندهم يعتمد القصف التمهيدي والهجوم وامساك الارض واستثمار الفوز وتثبيت الدفاعات والاندفاع ثانية لاهداف جديدة ، لكن المعروف ان الجيش التقليدي يجب ان يكون تابعا لدولة ، لذا يجب معرفة الدولة التي تقاتل العراق بهذا الجيش ، ليس معقولا ان يخوض العراق معركة بهذا الحجم بدون ان يعرف البلد الذي يقاتله ، يجب ان يعرف عدوه لكي يواجهه في عمقه مباشرة ويحول الهجوم الى اراضيه ومجاله البري والبحري والجوي ويضرب مصالحه الاقتصادية ، ثم يواجهه في الساحة الدبلوماسية والهيئات الدولية ، ولكن كيف يمكن للعراق ان يخوض حربه الدفاعية اذا لم يبن نفسه من الداخل ؟ يجب على الدولة التي تخوض حربا ان تكون لديها جبهة وطنية سياسية اجتماعية اعلامية موحدة متماسكة ، يجب ان تكون قواتها المسلحة في حالة انذار وتدريب وتعبئة متواصلة ، وان تكون منظومة اسلحتها متجددة ، واستخباراتها فاعلة ، ويكون لها مجهود حربي مدني ساند قوي ومنظم ، ان تكون لديها وسائل حشد وتعبئة جماهيرية لخدمة المعركة ، ان تفرض الدولة عقوبات صارمة على كل من يتعامل مع العدو ضد بلده بتهمة الخيانة العظمى . ما لم يتمكن العراق من مواجهة هذه المعركة وبهذه القواعد فهو كمن يستسلم لعدوه مختارا . بل يضع نفسه على طريق التفتت والتقسيم وفتح الباب امام جميع انواع الفتن .