اول ما ابتدأ السيد احمد الصافي في خطبته الثانية لصلاة الجمعة باشارة الى سعي مجلس النواب لالغاء التقاعد والامتيازات للنواب ، وكالعادة بارك للمجلس هذا التوجه ، ولكن مايثير الاستغراب والتعجب انه اشار الى ان المرجعية طالبت بهذا المطلب قبل اكثر من سنتين ، وهنا يحتار المرء بحثا عن سبب اشارة السيد الصافي الى هذه الاشارة ، فمن المعلوم ان المرجعية ينطبق عليها المثل العراقي "سويف خلف" ازاء السياسيين ، وهذا المثل يشير الى شخص اسمه خلف يملك سيفا يلمع بريقا الا انه لايقطع ولايجدي نفعا في حرب او قتال ، فطالما سمعنا مطالبات ومطالبات ومناشدات وتوسلات من قبل المرجعية الى السياسيين ولكن الساسة لم يعيروا ادنى اهتمام الى النصائح والمطالبات تلك ، ووصل الامر بالمرجعية ان احتجبت وامتنعت عن لقاء الساسة ومع ذلك لم يرتقي خطاب المرجعية الى الاهتمام من قبل السياسيين ، وقبيل فترة قليلة من الزمن انبرى بعض الشباب الفيسبوكي الى الدعوة لالغاء تقاعد وامتيازات البرلمان ، وفعلا استطاع هؤلاء الشباب ان يستقطبوا الاهتمام الاعلامي وخلق رأي عام لابأس به للمطالبة بالغاء التقاعد والامتيازات ، ونتيجة هذا وجدنا الاعلام يتحرك على الكتل السياسية العراقية الفاسدة جميعا ليستطلع اراءهم ازاء هذه المطالبة وكان الجواب متفاعلا تفاعل ايجابي لا قناعة بعدالة وما شابه بل خشية وخوف ان تتحول هذه المطالبة الى حركة اجتماعية تولد خسارتهم في الانتخابات المقبلة ، وعلى الرغم من ان تحقيق هذه المطالبة يعد انجازا وفق المعايير والظروف العراقية الا انه يعتبر انجازا تافها بالمقاييس الحقيقية والعادلة ازاء ما نشهده من فساد وتدمير للوطن والمواطن بعدما فقدنا ما تسمى دولة من الوجود ، والشيء بالشيء يذكر فاننا نعجب من السيد الصافي وهو يرجو الدولة في تحقيق امر ما !! وليته يدلنا على هذه الدولة ان وجدت ، فالثابت لدينا اننا في وطن تحكمه مقاطعات وامراء يسمون انفسهم ساسة...
اليس من الاجدى للمرجعية ان تشيد وتبارك جهود هؤلاء الشباب الفيسبوكي وتدعو الى تفعيل الرقابة الاجتماعية بدلا من تذكيرنا بانها طالبت قبل سنتين بالغاء التقاعد والامتيازات في وقت استطاع به بعض الشباب من مقاربة تحقيق هذا المطلب وبمعزل عن المرجعية ، الا يحسب على المرجعية عدم استجابة الساسة لمطالبتها ولم تحرك ساكن لهذا الصمم والوقر في اذان السياسيين ازاء ذلك....
هنا ننصح من باب على المسلم للمسلم النصيحة ان تنتهج المرجعية خطابا يضفي غطاء ودعما للرقابة الاجتماعية في مكافحة الفساد والمفسدين ، وبهذا الخطاب الذي يضفي الرعاية للساعين الى بناء دولة الحقوق والواجبات واعلاء كلمة القانون سيزداد التقدير الشعبي للمرجعية ورجال الدين ويعزل مثالب وموبقات رجال الاسلام السياسي الماسوني عنها... فهل يتأمل الخطاب المرجعي في ذلك ام انه لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه!!!
مقالات اخرى للكاتب