مجلس النواب الجديد عائم ، والمعركة الحاسمة مع داعش مؤجلة ، واقليم كردستان يريد الانفصال ، واقليم السنة تحت الاحتلال ، واقليم الشيعة مصاب بالانفعال ، تشابه النواب علينا فلا فرق بين نائب مقبل ونائب مدبر ، وتشابه الارهابيون علينا فاختلط الداعشي الملثم بالبعثي المعمم ، واصبح قادة الحرس الجمهوري متقين ومجاهدين ، اللعبة كثيرة الخيوط لكنها تصل دائما الى نتيجة واحدة هي تعذيب الشعب العراقي ، الاقلية النزيهة في البرلمان والحكومة معذبة معزولة يمكر بهم الصديق قبل العدو ، اذا نجح مجلس النواب في الانعقاد وتم توزيع السلطات على اصحابها فهذا يعني اننا نستقبل جيلا جديدا من المنتفعين التشريعيين والتنفيذيين المنتخبين من اصحاب الحصانة واعداء الامانة ، جيلا اكثر براعة ممن سبق لانهم يكررون اخطاء اسلافهم ، ديمقراطية العراق خاصة جدا ، فهي طريقة مستحدثة وذكية لتغيير افواج المنتفعين ، هناك قائمة باسماء من أخذوا نصيبهم ، وقائمة للذين من بعدهم ، داعشية ناعمة في أروقة السياسة ، جميع الزعماء الكبار والصغار يأخذون نصيبهم حتى ينتهوا فيأتي بعدهم دور الشعب ليأخذ نصيبه فيعيش عيشة سعيدة وحياة مديدة ، ربما تكفي عشر دورات نيابية اي اربعون سنة لتحقيق هذا الهدف النبيل جدا وهي كمدة تيه بني اسرائيل ، اذن الفرج قريب . أما الآن فاذا لم ينعقد البرلمان فسوف نبقى مع ابطال الدوري منتخب تصريف الاعمال ، وهو اهون الشرور لو خيروا العراق بين فريق الطوارئ او فريق الانقاذ . اذا انتصرت جيوشنا على داعش فكأس الدوري مضمون لفريق قوي الشرعية لايخشى في التصريف لومة لائم ، أما اذا هزمونا داعش واحتلوا بغداد لا سمح الله فهو فصل دموي ، ان لم يقتلوك وانت تقاوم قتلوك وانت اسير ، دولة الابادة والتكفير ، اموالنا في نظرهم غنائم حرب ، ونحن اسرى كمشركي الطائف ، ونساؤنا كجواري الديلم ، واطفالنا جيش انكشاري لهم في المستقبل ، لكن تفائلوا بالخير تجدوه ، انت منتصر مادمت حاضنا بندقيتك ، انها صانعة الامجاد ما احتضنها ذليل الا عز ، وما فارقها عزيز الا ذل . عندما نكون أمة مدخرة لرسالة خطيرة ستكون لنا مع البلاء الالهي جلسة مفتوحة ، كاملة النصاب ، بأغلبية مطلقة ، في فصل تشريعي لا ينتهي الا بفرج الهي خاص ، نحن نصنعه .