كثيرا ما نسمع من الكلمات التي تحكي عن الجيش العراقي الذي اندحر في الموصل وصلاح الدين وجر ورائه ذيول الخزي والعار بهزيمته النكراء وانه الجيش العراقي الجبان ومنهم من يقول جيش المالكي ومنهم من يقول جيش المليشيات او الجيش الصفوي ومنهم من يتشفى بخسارة وهزيمة جيش بلده ...
جميع دول العالم تمجٌد وتعظٌم بجيوشها حتى وان خسرت المعركة ورجع مكسورا فيسموه ابناء بلده الجيش الباسل الشجاع على الاقل لمكانتهم بين الدول وقيمتهم فأنه رمز قوة الدولة وهيبتها وكرامتها.
من يتكلم بالسوء عن جيش بلده كمن يبسق على السماء فترجع البسقة على وجهه ويتوارى بها وتنكسر هيبته فمن المعيب ان نقول هذه الكلمات التي تذل الجيش وتخذله بسبب بعض الخونة والمأجورين ... جميعنا يعرف ما الذي حصل في الموصل وصلاح الدين من خيانة وعرفنا الخونة اللذين يريدون النيل من العراق وعزته وكرامته
ان الجيش العراق لم يُهزم ولن ينكسر في الموصل وصلاح الدين وما حصل له ما هو الا فشل سياسي انعكس سلبا على الجيش فانسحب ولم يحارب واعتبروه خسر المعركة بلا قتال بسبب الخيانة فلا يسمى مثل هذا الجيش جبانا او مكسورا او مهزوما
ومع شديد الاسف خونة الوطن والجيش يسرحون ويمرحون في بقاع ارض العراق ولا احد يكلمهم واكتفوا بأحالتهم على التقاعد تكريما لخيانتهم !!!
أود ان أسال سؤالا بسيط واحد لو كان الحاكم للعراق الان صدام حسين فماذا كان حلُه برآيكم بهكذا وضع امني متدهور لهذه المحافظات ؟
لقد عايشنا حكم صدام ونعرف ماهو حلًه الا وهو الارض المحروقة وانهاء هذه المهزلة بساعات معدودة لا بايام او اشهر ولكن نحن نطبق الديمقراطية الان وان الافراط في الحريات والفهم الخطاء لمبداء الحرية والديمقراطية وضعنا بهذا الموضع الصعب وبداء الاخرون ينهشون بلحم الشعب المظلوم
في هذه الايام لدينا في العراق ما يسمى بالثوار . ولا نعرف على من يثورون هؤلاء الثورا ولماذا !!!؟
اذا كانوا يثورون على الحكومة , فالحكومة توافقية ومتألفة من جميع فئات الشعب
والان نريد ان نعرف من هم ( ما يسمى الثوار ) ومن هم المثار عليهم ...
مايسمى بالثوار في العراق ببساطة هم المليشيات الخارجة عن القانون وسلطة الدولة و من مواصفاتها ترهيب المثار عليهم ( ابناء الشعب المظلوم ) وتهجيرهم وقتلهم وابعادهم عن ديارهم وحياتهم الطبيعية وترميل نسائهم وتيتيم اولادهم وكل هذا بسبب فشلهم بالحصول على مقعد في الحكومة عن طريقة الانتخابات فحملوا السلاح كبديل عسى ان ينفعهم ...
والمشكلة يتعمدون بسحب القتال الى المناطق المأهولة بالسكان واستخدام المدنيين دروع بشرية يختبؤن خلفهم لجبنهم لكي يستجدوا الدعم والشفقة من الاخرين
وهؤلاء اختاروا ان ينضوون مع الشيطان او اي منظمات ارهابية مثل داعش والنصرة والقاعة وغيرهم ( معروفي الذكر ) حسب قاعدة خالف تعرف للوصول الى مبتغاهم وهي السلطة والمقاعد الحكومية. وعندما تناقشهم ( مايسمى بالثوار ) لا تجد لديهم زعيم يقودهم ولا هدف يرومون الوصول اليه الا تغيير النظام والحصول على المناصب ليحكموا هم اي انهم يطمعون بالمقعد الحكومي ويحاولون اخذه بقوة السلاح وهذا حلم بعيد المنال .
اين الثوار ايام الطاغية او دكتاتور العصر ل 35 عام ؟ ولكن ( مايسمى بالثوار ) الان استخفوا بالديمقراطية ورغبة الشعب العراقي والعملية السياسية التي جائت بالبرلمان ومنه تشكلت الحكومة لانهم لا تليق بهم الديمقراطية والحرية فأن دوائهم الدكتاتور والسوط ...
على الحكومة الان اغلاق جميع المنافذ الحدودية للعراق وحصر جميع المسلحين داخل العراق والقصاص منهم اما بقتالهم وقتلهم او استسلموهم واحالتهم الى المحاكم المختصة بتهمة الخيانة العظمى والاخلال بالامن وزعزعة استقرار الوطن
ولدينا ايضا اليوم ما يزعمون بانهم المهمشون !!!؟
وتبين جليا للقاصي والداني من هم المهمشون وكيف تم تهميشهم والجميع يعرف ماهي دوافعهم وماذا يريدون من خروجهم بهذه التسمية ومن هم اصاحب الحق الحقيقيون
انا لست الان بصدد الدفاع عن الحكومة او اي من المسؤولين عن هذه الاخفاقات ولكن كلمة حق يراد بها توضيح الامور ووضعها بنصابها الصحيح ...
ان المليشيات والمنظمات المسلحة التي ترفع السلاح بوجه الحكومة المنتخبة او المعترف بها دوليا ومن جميع ابناء هذا الشعب تعتبر عدوة للحكومة والدولة والبلد والمجتمع الدولي بأي شكل من اشكالها كون ان سيادة الدولة وهيبتها موجودة من خلال المؤسسات الحكومية والدوائر فلدينا دولة ونظام عام يريدون تخريبه وتغيره الى فوضى عارمة لا صالح للشعب بها الا للذي جاء حامل السلاح وبعيونه الشر ليخرب هذا النظام ويحكم بالقوة ويفرض افكاره البالية فمن حمل السلاح يجب ان يتحمل ردة فعله فعندما كانت الاعتصامات سلمية بقت سلمية ولكن عندما رفع السلاح فهنا كلام اخر
قد يتسائل احدهم ويقول ان الحكومة لم تؤدي واجبها تجاه الشعب وتميز فئة عن اخرى وتتعامل مع الناس بتميز حسب اعراقهم وتهين المواطنين من الفئة كذا على حساب الفئة كذا و و و من هذه الاقوال التي تابعنا اكثرها ولم نصل الى اي من هذه الحقائق وتبين في الحقيقة انه هراء في هراء ولا يوجد اي من هذه الامور ولكن الانسان طماع يريد الافضل دائما ويريد ان يأكل مال اخيه ورفيقه وعند ردعه يعتصم ويصيح بأعلى صوته وا ا ا معتصماه والدليل على هذا ان جميع محافظات العراق من شمالها الى جنوبها لم تطلها يد الاعمار ولم يطراء اي تحسن بالخدمات او وضع المواطن وهذا يدلل على فشل ذريع من الحكومة مع الجميع لا فئة بعينها ...
ولكن بكل الاحول يجب ان تتعامل الدولة مع المنتفضين بأعلى درجات الحنكة السياسية وتسكت صوتهم (( باقناعهم )) لا بقمعهم واسكاتهم قصرا بلا حل لمشكلاتهم فالحكومة يجب ان تكون متفهمة معانات ابناء شعبها وتحتضن الزعلان من ابنائها فأنها الام الحنون التي اذا اشتكى في جسدها عضو تداعى لها باقي اجزاء الجسم بالسهر والحمى
نحن لا نضع اللوم على الشعب ولكن نضع لومنا على ضعف الخبرة السياسية للحكومة وعدم تمكن قادة البلد بادارة العراق بشيء من السياسية المحترفة لاقناع ابنائهم بهم كقادة متميزين
فأسمع ايها السياسي و القائد انه العراق هل تعرف ما معنى العراق ؟ ؟ ؟
هذا البلد اللذي يلجئ اليه القاصي والداني ليتعلم منه كيف يعيش ويفهم الحياة ...
فمن حكم العراق حكم الشرق والغرب وما بينهما
مقالات اخرى للكاتب