أتابع المشهد السياسي العراقي من عدة نوافذ وقنوات متعددة وأراقب مايتداوله الناس في بغداد وفي مواقع التواصل ألاجتماعي وكيف يتفائل الكثير من العراقيين بتغيير واقعهم المزري من خلال التظاهر وهذا لم ولن يحصل أبدا وبكل صراحة لان الشعب العراقي شعب ميت وقنوع ويعتبر أن الحكومة والدولة هي أمه وأبوه فهو تعود من الحكومة وعلى مختلف العهود السابقة على أن تقوم الحكومة بتعيينه في الوظيفة وتعود أن يذهب للشركة ألافريقية لكي يشتري جهازه الكهربائي وتعود على أن تعطيه الحكومة الكهرباء ولكن للعلم فأن الشعب العراقي شعب قنوع ويرضى بالقليل ولوأصدرت الحكومة ألان قرارات بزيادة مفردات الحصة التموينية ومنح زيادة مقطوعة قدرها مئة وخمسون ألف دينار لكل موظف أو متعاقد ومتقاعد لوجدت العراقيين فرحين بما أتتهم حكومتهم الرشيدة ولكن كيف بدأت هذه الحركة الشعبية التي يتفائل بها غشيمي السياسة وقليلي التجربة ويتوقعون من التغيير الجارف بل ومنهم من يريد أقتلاع مجلس النواب وغيرها من الاحلام التي لن تتحقق أبدا لان الشعب العراقي لم يسقط حكومة ويغير نظام حكم بأنتفاضة شعبية وحتى أحداث 1991 وأقصد ألانتفاضة الشعبانية التي تلت ألانسحاب من الكويت كانت في حقيقتها أنتفاضة جياع لان مستوى الجوع وصل حده في ذلك الوقت ويومها تم أجهاض هذه ألانتفاضة من قبل ألاميركان لانهم كانوا يريدون تحطيم المنظومة المجتمعية وألاخلاقية للشعب العراقي وهذا وبكل صراحة مانجحوا فيه وألا فكيف تفسرون هذا الكم الهائل والغير مسبوق من الرشوة والفساد في العراق
ولنفصل الموضوع من أساسه فالتظاهرات بدأت على أساس نقص الكهرباء وبتحريض واضح وصريح من جمال الكربولي والماكنة الاعلامية التابعة له مستغلة أرتفاع حرارة الجو وتقليل ساعات التجهيز للطاقة الكهربائية وكانت النية مبيتة لاسقاط وزير الكهرباء كي يأخذ الكربولي ومشتقاته وزارة الكهرباء التي يعتبرها من حق من حقوقه الضائعة وهذه الخطة لم تحظى بالدعم المطلوب من نواب دولة القانون ألا بأشتراط أقالة وزير الدفاع وهذا ماكتبته في مقال لي في السابع من أيار الماضي وفي مقال قبل شهر وهذه الخطة حظيت بدعم من سليم الجبوري راغبا أو مكرها وسأكشف لكم سرا فقبل عشرة أيام ألتقيت بشخص يمثل سليم الجبوري وسألته سؤالا محددا لماذا سليم الجبوري يسكت عما يفعله جمال الكربولي وكانت ألاجابة بكل وضوح وهي لان سليم لم يستفيد من وجود الفهداوي في وزارة الكهرباء وسأكشف لكم سرا أخر ولاأريد من أي من أصحاب النوايا الصادقة والوطنيين الذين خرجوا في تظاهرات الجمعة الماضية أن يغضب من كلامي فبأم عيني رأيت مبالغ بمئات ألاف الدولارات مهيئة للتوزيع وأقسم بالله العلي العظيم على ذلك بل وقالها لي أحدهم بكل صراحة وبدون خجل أنه يرسل المال الى منطقة في شمال البصرة الى أشخاص مهمتهم ضرب المحولات والابراج في منطقة الدير والقرنة لقطع الكهرباء عن مناطق معينة والان ماهو السيناريو المقبل؟
الجمعة المقبلة يوم ينتظره الكثيرلكي يشاهدوا ماسيفعله العراقيون وسأقول لكم ماسيحصل ستخرج تظاهرات وهناك جهات شيعية تحاول أستغلال التظاهرات وركوب موجتها مثل هادي العامري وقيس الخزعلي ومادعوات التظاهر التي تروج ليوم الجمعة وصور البوسترات التي تروج لها ألا دليل على ذلك علما أن صورة المالكي ليست موجودة ضمن الشخصيات الشيعية المطلوب التظاهر ضدها وهذا يعني بكل وضوح أن للمالكي وأتباع الولاية الثالثة يدا وحضورا واضحا للعيان وأضف الى ذلك الذين سيخرجون لغرض المطالبة بألاصلاح السياسي والاجتماعي والخدماتي وأؤكد لكم جميعا أن هذه التظاهرات لن تحقق أي تغيير وأكثر شيء سيتحقق هو بعض الوعود وبعض القرارات من هنا وهناك التي ستؤدي لتهدئة الوضع لان العراقيين ليسوا مثل كل الشعوب وهم يتقلبون يمينا وشمالا فتجدهم يعطون حنان الفتلاوي قبل سنة وأربعة أشهر 92000 ألف صوت في انتخابات الحلة وتجدهم يضربون صورتها بالاحذية قبل اربعة أيام وأذا كان العراقيون صادقين بالتظاهر فليخرجوا شيبا وشبابا وشيوخا وأطفالا ويظلوا صامدين في الشوارع لحين تحقيق مطالبهم هذا أذا كانت لديهم مطالب واضحة ومفهومة لان هناك من يريد الغاء العملية السياسية وهناك من يريد الخدمات وهناك من يريد عودة المالكي وهناك من يريد الغاء مجالس المحافظات ومجلس النواب وهناك من يريد ألغاء أستقطاع سلفة الخمسة ملايين دينار التي أعطيت للموظفين قبل عدة سنوات الى أخر هذه المطالب وسؤالي هنا خصوصا للشيعة والكل يعرف أنهم يؤمنون بفكر ألامام الحسين ويعتبرون نهجا فهل تطبقون نهج الامام الحسين في محاربة الظلم ونيل الحرية ومقارعة الظلم وألاستكبار والطغيان وألاجابة بكل وضوح كلا لايطبقون نهج الحسين عليه السلام لانهم لوكانوا يطبقونه فعلا لما سكتوا طوال هذه السنوات اللاثة عشر الماضية ولما سكتوا على المالكي وفساده ولما سكتوا على كل ماجرى عليهم وأذا أراد العراقيون الاقتداء بمثل قريب فيجب عليهم أن يتذكروا كيف ظل 13 مليون مصري في الشوارع من 30 حزيران الى 3 تموز عندما أسقطوا حكم مرسي وحركة ألاخوان المسلمين نعم الشعوب تأخذ حريتها بيدها وتقول كلمتها ولكننا نحن العراقيون نريد أن يأتي أحد ما ليأخذ لنا حقوقنا ونحن من المؤمنين بل والمبتكرين لمقولة (أني شعليه) و(أني ياهو مالتي) نعم أيها الاعزاء لاتذهبوا بعيدا وسجلوها على هايدة لن يحصل شيء ولن يتغير الوضع وسنظل على مانحن عليه مادام فينا ضعف ألايمان بالله ومادام العراقيون متفرقين ومنقسمين شيعة وسنة وكل متربص بالاخر وأذكركم بتظاهرات عام 2011 والتي كانت فرصة حقيقية لتغيير الوضع والتي ذهب ضحيتها الشهيد الغالي العراقي الحقيقي البطل هادي المهدي والذي لم نعرف لحد الان من قتله رغم أن قاتله معروف ولنقرأ سورة الفاتحة عليه وعلى كل شهداء العراق وأرجو من الجميع أن لايزعلوا لصراحتي فثقوا أيها ألاعزاء هذه هي الحقيقة وأتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئة ولكن؟ وحمى الله العراق والعراقيين
مقالات اخرى للكاتب