زالت طغمة الحكم الاستبدادي، فحل بدلا عنها، حكم لا ملامح له (ضد الشعب ام معه لاندري) ويزداد التعتيم ضبابا، حين تستبدل المعاني؛ فالديكتاتورية، تعني واحدا، يظلم الشعب، اما الديمقراطية، الان، فهي مجموعة يظلمون الشعب.
وفي معنى آخر، اليكتاتورية، إذا قال المرء رأيه يموت، اما الديمقراطية، فلا احد يسمع رأيه (لو يموت).
تلك السخرية من قدر العراقيين، نتجت عن سوء ادارة بعض المسؤولين لمواقعهم الوطنية، التي حولوها الى وبالٍ على الشعب، من حيث الفساد الاداري، الذي يهيئ لابتزاز الناس؛ من دون ان ترتوي شهوة المال لدى المتسلطين الجدد.
تلك التداعيات، التي اسماها الامام علي.. عليه السلام: "شقشقة" جاشت في خاطري وانا، مثل كل العراقيين، والعالم، نرى الى الارهابيين، يتحركون بحرية، في ظل اجهزة سونار، ثبت فشلها، وعوقب مصنعها في بلده، وسيطراتنا تصر على استخدامها، سخرية من عقول العراقيين، وتفريطا بمصائرهم.
سر الاصرار، كما يبدو لي، تغطية على فساد فظيع، كامن وراء استيراد اجهزة كشف كرات الكولف، على انها كاشفة متفجرات، (يسدسدون) اخطاءهم ترقيعا، ونحن نموت.
لا ينبغي التسامح، مع الذين تعمدوا قتل العراقيين؛ فهما احد اثنين، اما متواطئ مع الارهاب وهذا يستحق الاعدام، من دون رحمة، في ساحة التحرير، واما من اجل عمولة وفائض في فرق السعر، يختلسه، وهذا يستحق السجن مدى الحياة.
اما التسامح فمع من يقع في خطأ غير عامد، او قصرت ادواته عن توقع النتائج، غفلة، ومحدودية في المستوى المهني او القدرات الادائية، وهذا يطاله نوع من عقوبة، لكن ليس تجريما او خيانة.
واطراف صفقة اجهزة كشف المتفجرات الفاسدة، معروفون؛ فلماذا لا يصار الى مفاتحة الشرطة الدولية (الانتربول) لالقاء القبض عليهم، والمجيء بهم مكتوفين من عمان الى بغداد، وهم احمد البدران وفاضل وهيثم الدباس، ورابعهم اللواء صباح الشبلي باسط ذراعيه في وصيد كهف بغداد، غير مبالٍ بدولة وقانون وعلم مرفوع ودستور كتبناه بدمائنا؛ لأنه محمي بقبلة (مصعها) على كف الطاغية المقبور صدام حسين، والآن يكافأ بمنصب مدير النجدة العام في وزارة الداخلية.
ولأنه امتداد للقبلة التي طبعها على كف الطاغية، فانه يستنفد عمله، بابتزاز اصحاب البنوك والمحلات الفخمة، ومن لا يدفع نهارا، يسرق محله ليلا! كيف وشرطة الشبلي مرابطين؟ اذن هو ابتزاز صريح، لا يعنى بالتغطية عليه؛ لأن من امن العقاب ساء الادب، و... قيل يا فرعون ما فرعنك؟ قال: لم اجد من يردني!
فهل سيظل الشبلي يبتز بغداد، بمنصب استحوذ عليه من الدولة؟ ويظل الدباسان طليقين، بينما الاجهزة التي تآمروا على العراق، باستيرادها، تتضامن مع الارهاب ضد الحياة.. كأن السونار والمفخخة يحتضنان بعض، ساخرين من حب العراقيين للحياة.
"شبانا تريد الهوى والبين ما خلاها"
كنا في عهد الطاغية نردد: "شبانا تريد الهوى وصدام ما خلاها" والان، ما زالت تريد الهواء، الا ان عشرات من بقايا صدام تتناسل، التفافا على العراق الديمقراطي الجديد، تحاول اجهاض التجربة، لكن "الله متم امره" هو حسبنا.. شعب يبلغ تعداده ثلاثين مليونا، يذبح قربانا لرفاه الشبلي والبدران والدباسين.. فاضل واخيه هيثم.
مقالات اخرى للكاتب