يتربص بنا على المدى القريب جداً خطراً ماحق عواقبه مجهولة، ومفاجئاته كثيرة، قد يكون من بينها احتراق المنطقة برمتها، إن لم يكن أشمل وأوسع، والمشهد القبيح في هذا السيناريو المظلم أساساً، أن التصفيق له ودعمه والتشجيع عليه يتم من قبل أشباه رجال خان الزمن الشعوب، ليتربعوا على مقاليد الامور، بعد أن أُعدوا إعداداً جيداً لهذه الغاية الخبيثة، ولكنهم في أفضل الاحوال سيظلون دمى في مزاد الخردة، تتلاقفها أيادي مُستهلكين بخلاء دخلاء . ان السياسة هي ان تسوس الناس بالمعرفة والعدل، وتعبر بهم الطريق الشائك، وهذا لن يأتي ممن خرج من رحم المجون، والرذيلة، ومن ابتلع الحرام، فدخل عروقه وشرايين جسده، بل ان ذلك يحتاج الى صفاء السريرة، وهذا ما يفتقر اليه هذا النفر الشاذ من الحكام العرب، ويعكسه بشكل جلي ما فيه الشعب السوري اليوم، وقبله شعوب عديدة من مهانة، وضياع، واضطراب، وقتل لأجل القتل وبلا ثمن، غير الحقد الذي اسس له هؤلاء العملاء، الذين يخشون انقلاب العقرب الصهيوني عليهم في اية لحظة، وهذا ما دفعهم للتضحية بملايين البشر ومن بلدان شقيقة، على رأسهم الاطفال والنساء، حيث تعيش المرأة السورية الودودة، اتعس لحظات ومراحل حياتها من دون ان تتحرك غيرة هؤلاء الحكام الخونة قيد أنملة . أن العالم يرى ويتفرج على حالة لم يشهد لها مثيلاً في تأريخه القديم والحديث، قد يتقاتل الاخوة ويتصارعون من اجل منفعة، ولكن ان يكونوا جسورا يمتطيها الاجنبي وتدكها جزم جنوده بهذا الشكل القبيح، وفقدان لأقل معايير الشرف، فهو العار بعينه ويحتاج الى اكثر من وقفة، خاصة وان تمويل هذه الشنيعة عربي، وهو ما بدى واضحا من تهرب وزير الخارجية الامريكي، عن الافصاح عنه عندما سئل عن مصادر تمويل الحرب على سوريا، التي ستكون شاملة وليس محددة كما يشيعون ولكنهم سينسبونها إلى ما يسمونه بالجيش الحر . صحيح أن الشعب العراقي عانى الأمرين من مخابرات النظام السوري، التي دربت الارهابيين ووجهتهم إلى بلدنا، ضناً منهم ان ذلك سيجنبهم الخطر، الذي جاء به صدام إلى جوارهم، وكالوا لبسطاء الشعب أقسى ضربات الموت، التي ارتدت عليهم ولكننا لم نحمل ضغينة على الشعب السوري، الذي تعامل بمنتهى الإنسانية مع العراقيين الذين فروا إلى هناك، على عكس أصحاب العباءات التي يتباهون أنها مذهبة ( ويفترون بحبهم للنبي الأبي البسيط ) وعشرات ملايين المسلمين خاوية بطونهم . أن ما عليه الشعب السوري من مأساة، تحول الحكام العرب إلى مجرد مجترات تقتات على ما يرمى لها من بنوك الغرب، التي تحتجز أموال شعوبهم بهذه الصيغة أو تلك . نحن في العراق لم نكن يوماً على وفاق مع صدام، لأن الاكراه كان سيد الموقف في كل شيء، وهذا سبب الانتفاضة الشعبانية التي خرجت فيها أكثر المحافظات العراقية معلنة الثورة ضده، فسماها بالمحافظات السوداء، وأطلق على ما سواها تسمية المحافظات البيضاء، حيث بانت هنا صورة الغرب المشوشة التي غدرت بالثورة، أكراما لأصحاب العباءات المذهبة، ولمصالحهم المترابطة، وهذا ما يقع فيه الشعب السوري اليوم، الذي يأكل بلحمه ويشرب من دمه وينهش الاشلاء ويتستر بالحطام وركام الخرائ
مقالات اخرى للكاتب