اثار رفض المالكي ومستشاره الاقتصادي مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية المقدم من قبل كتلة المواطن النيابية والذي مثل جانبا مهما من البرنامج الانتخابي للقائمة في انتخابات مجالس المحافظات ردود أفعال موحدة رافضة باتجاه هذا التصرف الغير طبيعي والذي تقف خلفه أجندات انتخابية وحزبية ضيقة يراد منها حرمان المحافظة الجنوبية من حقها الطبيعي في النهوض بواقع أبنائها ونقلها من واقعها المتردي الى مصاف المدن المتحضرة كون هذا التحضر والتمدن والاستفادة من الخيرات سيحسب للجهة التي طالبت باقراره وتفعيله وهذا ما لا يريده المالكي ومستشاره الذي اجتهد بكل الحيل لوقف هذا القرار. وواضح ان استشارة الخبير الاقتصادي لرئيس الحكومة لم تكن تنطلق من ارتباط هذا المستشار برئيس الحكومة انما ترتبط بطبيعة العلاقة بين هذا المستشار وزعيم قائمة انتخابية تعاني تراجعا كبيرا في شعبيتها ومن شان تفعيل هذا القرار ان يزيد هذا التراجع وبالتالي جاءت الاستشارة متناسقة مع الواقع المتردي الذي تعيشه قائمة دولة القانون وليس الواقع المتردي الذي يعيشه ابناء الشعب العراقي في محافظة البصرة ومحافظات الوسط والجنوب الاخرى. والحقيقة انك لو قدمت مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية الى اي جهة غير الجهة التي ينتمي لها رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي لكان المشروع محل ترحيب وتفعيل دون تاخر لان من شان هذا المشروع ان يجعل البصرة مدينة تجارية تربط الشرق بالغرب تنهض بواقع ابنائها وتفيض بخيرها على محافظات العراق الاخرى دون تمييز،كما ان التذرع بالتخصيصات المالية انما هو عذر اقبح من فعل لانه لا توجد مدينة في العراق احق من البصرة باموال العراق طالما انها تساهم بما يقارب 80% من الدخل القومي العراقي وليس من المنطق ان تحرم مدينة من مشروع يساهم في تطويرها ورفع الحيف والظلم عن ابنائها لانها تطالب بجزء يسير من خيراتها التي تتنعم بها المحافظات الأخرى والسراق والسماسرة والفاسدين. ان عوامل بقاء وصمود مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية اكبر من عوامل تلاشيه او منعه وبالتالي فان إمكانية اعادة تفعيله واعادته الى الوجود امر طبيعي جدا حتى لو لم يقر في الأشهر القليلة المتبقية من عمر الحكومة الميتة سريريا لان الطرف المتبني للمشروع طرف حي يتجدد مع الزمن ولا يقبل الانكسار وان زمن الحكومة القادمة سيكون زمن الشروع بمشروع البصرة العاصمة الاقتصادية وعندها لن تكون لاستشارة المستشار الاقتصادي للمالكي اية قيمة او تاثير لانه في ذلك الوقت لن يستشاره احد.
مقالات اخرى للكاتب