Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كهرباءُ الصور؟
الأحد, أيلول 6, 2015
آمال موسى

لفكرة السائدة في الثقافات الكبرى العريقة أن الكلمة هي الأساس ومربط الفرس. حتى إن الاتصال قوامه ما هو شفوي وكل انتماء حضاري معين، ابتكر لغة تعبر عنه ويعبر بها ومؤسسة لغوية -ثقافية خاصة به من دال ومدلول ومن شبكات لا متناهية من الرموز والمعاني.
ففي البدء كانت الكلمة.
وكم من اتفاقيات سلام كانت وراء إبرامها كلمة، وقرارات حرب ودمار أشعلتها كلمة واحدة وأحيانا تكون محدودة الحروف.
غير أنه اليوم تراجع نفوذ الكلمة وسطوتها، وأُفرغت الكلمات من قوتها. وأصبح كل ما له صلة بالكلام دليل عدم جدية: فنقول كلام جرائد وكلام سياسة وكلام الليل ...
لم يعد اليوم للمقال الجريء والقوي الموقف تأثيره، كما كان الحال في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
حتى القصائد القوية في مدحها أو هجائها أو رثائها، ما عاد لها نفس الفعل كما كانت. كأن الجميع اتفق دون اتفاق مكتوب على أن الكلام فارغ من الفعل، وأنه مجرد رياضة شفوية وسلعة غير مكلفة وغير مربحة.
وفي مقابل تقهقر امبراطورية الكلمة، تزايدت أهمية الصورة خصوصا مع ما عرفته تكنولوجيا الاتصال من ثورة. فأصبحت الصورة في مجال الاتصال والاعلام أساس لا غنى عنه في العملية الاتصالية والإعلامية. فهي – أي الصورة – داعمة للمقال وآحيانا هي المقال ذاته.
بمعنى آخر، كلّما اشتدت بلاغة الصورة وعظمت قوة رسالتها، أصبح لا معنى للتعليق المكتوب عليها. لذلك، فإنه ليس من المبالغة في شيء بناء استنتاج مفاده أننا في زمن الصورة بامتياز. وهو في الحقيقة استنتاج ليس جديدا ولا مبتكرا.
ولكن مدى صحته تتأكد لنا باستمرار. فكم من خبر مهما كان مهما ومؤثرا وقويا لا يحقق مصداقيته إلا إذا التقط المصورون صورة له تثبت حقيقة وقوعه.
إن الهدف من كل هذه الديباجة، إنما التمهيد للدخول في جوهر الموضوع المتصل بصورة جثة الطفل السوري آيلان وهي ملقاة على شاطئ تركي.
فتلك الصورة خلفت موجات من الاحتقان في العالم، عبرت عنه بالخصوص شبكات التواصل الاجتماعي. كما أن غالبية الصحف، تناقلت الصورة وصدّرتها الصفحة الأولى.
وفي الحقيقة، تذكرنا هذه الصورة في ألمها بصورة الطفل الفلسطيني محمّد الدرة وهو يختبئ وراء والده. فتلك الصورة أيضا هزت العالم بقوة واستمر الحديث الغاضب المستنكر حولها شهورا طويلة.
يمكن القول إن تأثير صورة محمد الدرة ،كانت أقوى من صورة جثة الطفل آيلان النائم على بطنه ميتا.
إذن تطلق بعض الصور ما يشبه الكهرباء اللاسع للمشاعر.
نقول البعض دون لغة إطلاقية لأنه في مقابل التأثير القوي الذي تعرفه بعض الصور تحديدا، فإن صورا أخرى وحشية تُبثُ وتنشرُ ولا تأثير لها يذكر.
ولقد فسر علماء النفس هذه الظاهرة بأنه تقريبا منذ تاريخ حرب الخليج الأولى وأيضا سقوط بغداد وما تلاها من أحداث إلى اليوم ،فإن وجدان الإنسانية عامّة والوجدان العربي بشكل خاص قد تبلدا وأصبحنا نستهلك الصور الموجعة مثلما نستهلك أي صورة إعلانية.
لقد أصبحت مشاهد الإعدامات والجثث المقطوعة الرؤوس حاضرة بقوة في وسائل الإعلام وآحيانا تتجاوز أخلاقيات المهنة الصحفية.
وإذا ما حاولنا استرجاع الصور التي نجحت في اختراق البرود الإنساني اليوم ،سنجد أنها صور الأطفال ،وهم في حالات ضعف وألم ودمار أكبر من طاقتهم على التحمل وأكبر بكثير من براءتهم .
نعم لا شيء يُحرك المشاعر ،التي حولتها القنوات الإخبارية اليوم إلى متبلدة بامتياز إلا صورة طفل في حالة آيلان أو حالة خوف محمد الدرة الهارب إلى ظهر أبيه. ومن ثمة فإنه يمكننا أن نستنتج أنه لم يبق للإنسانية اليوم شيء للتعاطف معه إلا الطفل الضحية. وفي الحقيقة ،فإن موجات الاستنكار والتألم والغضب ،تعود بالأساس إلى استبطان الغاضبين الكبار لتقصيرهم في حق الضحايا الأبرياء الصغار. فهم المرآة التي نرى فيها تبلدنا العاطفي وعجزنا.
إن استهلاك صور الموت والدمار والقتل ،قد أثر سلبيا على أدائنا الإنساني وأسهم إلى حد بعيد في إفقارنا عاطفيا وأخلاقيا .
نحن مع الأسف الشديد في حاجة إلى هذه الصور المؤلمة ،كي نقيس حجم التبلد العاطفي والإنساني . ومع كل صورة جديدة نعرف كم المساحة ،التي تفصلنا عن نقطة الصفر وإلى أي حد أيضا مازال كهرباء الصور يفعل فعله فينا . لقد قرأنا في شتى الصحف عن مآسي اللاجئين السوريون، الذي دُمرت بيوتهم وزهقت أرواح فلذات أكبادهم وصلة رحمهم وشاهدنا أيضا في أسفارنا اللاجئين السوريين وغيرهم في مواقف موجعه ووجوه منكسرة...
ولكن صورة آيلان كانت الخلاصة، وكانت مولد الكهرباء ،الذي ضرب ما تبقى في وجهنا من ماء.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45615
Total : 101