Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بين ازمير وياس خضر ( 1 )
الأحد, أيلول 6, 2015
ستار جبار سيبان

كما هي الدنيا تحتضن بيديها من جاءها وليداً باكياً بعد أن لفظته ظلمات ثلاث ،  وهناك من هم بانتظاره تسعة أشهر أو ربما سنين ، يستقبلونه بفرح غامر وسعادة لاتوازيها سعاده ،  وكما نودّع من عاش معنا بعد ان اطبق الصمت على جوارحه ، ونحن نشيّعه  جثة هامدة بدموع تترك اثار حرقتها وألمها على جدران القلوب ، كذلك هي صالة المطار التي وطأتها قدميّ لأول مرة بعد أن تجاوزت العقد الرابع من عمري ، متطلعاً الى نهايات تشعرني بشئ من الطمأنينة والراحة .  تدور  أشرطة بلاستيكية عريضة أمام جمع من المسافرين المحتشدين وهم ينتظرون لحظة الأنقضاض على  حقائب لهم ، كبيرة ومتوسطة الاحجام  تضم بداخلها عطور وفساتين وكتب وذكريات واشياء اخرى ، ترفعها أكفهم بفرحٍ مستبشرة بأيام قد تطول سعادتها حتى الساعات الاخيرة من العمر ، وهم يحتضنون وجوه وأجساد أعياها الانتظار القاتل . بخطى ثقيلة كمن يحمل اثقالاً على كاهله ، تركت خلفي صالة المغادرة ، متوجهاً مع الاخرين الى الباص الذي يقلنا الى الطائرة التى بسطت جناحيها على ارض المدرج ، كنسر وثب على فريسته بعد ان غرز مخالبه في جسدها ، منتظراً لحظات لاستعادة انفاسه ، حتى يركل الأرض بكعب اقدامه ويحلق بعيداً وهو يبقر بطن السماء ، باحثاً عن مقر ومستقر ليهنأ بطعامه وشرابه ، شعرت وانا ارتقي سلّم الطائرة كم كنت صغيراً وهيناً ومبعثراً في داخل هذه الكتلة التي تحملني على ارض الوطن ، ماهي إلا لحظات حتى يغلق باب الطائرة ويجلسن المضيفات الجميلات اللائي يوزعن ابتساماتهن الرقيقة بالتساوي للمسافرين ، ويودعن في نفوس المنكسرين الطمأنينة والثقة المفقودة ، قد اكون الوحيد على متن هذه الطائرة الضخمة الذي يشعر بالخيبة والانكسار ، خيبات وانكسارات متوالية ورثتها عن ابائي واجدادي ، ولااملك مفاتيح سر وجودها وديمومتها ، تركت انكساراتي وخيباتي تتساقط عني وانا ارتقي سلّم الطائرة العملاقة ، يملأني الأمل بحياة  تحفظ ماتبقى للأنسان من كرامة . كعين نبع صاف يتدفق في داخلي صوت ياس خضر وهو يبضع بمشرطه بعناية وخفّة جراح محترف ، آثار ذكرى مؤلمة قد التئمت منذ سنين ، ( مسافرين .. وروحي يطويها الدرب غربه وملامه  ) ، يشدني الحنين الى مدينتي ، حين عدت من الديوانية هارباً عبر السياج من وحدتي العسكرية ، حيث لم أحصل على اجازة لمدة يوم او أثنين للاطمئنان على حالة والدي الصحية التي ساءت في الآونة الأخيرة ، ونقل على اثرها الى مشفى متخصص بأمراض القلب في بغداد ، وصلت الكراج الساعة الثالثة بعد الظهر ، كان الباص الأخير نوع سكانيا المتواجد في مكان السيارات المتوجهة الى بغداد ، انطلقت السيارة وقد اسدلنا ستائر النوافذ ، ودارت نسمات هواء المكيف  في تلك الظهيرة التي احرقت شمس تموز القائظ المدينة ومن فيها ، كنت استرق النظر من بين الستارتين على النافذة الى المساحات الشاسعة للاراضي الزراعية ، وصوت ياس خضر يملأ جوف الباص الممتلئ بالمسافرين ( مسافرين وعيني مشدوده لدربكم .. را يحين وااخ لو عندي گلبكم ) ،  بدأ بعض ركاب الطائرة بفك احزمتهم والتحرك من اماكنهم ، بعدما اخرجت غازاتها ونفاياتها من مؤخرتها على جبين الوطن ، وهي تنظر اليه باستخفاف وكبرياء ، انها نظرة الاستخفاف التي رمقني بها عريف الانضباط ذو الشوارب الكثة في سيطرة الحله ، حين قلت له ( اني نازل مساعده ) ، والحّ علي بطلب نموذج الاجازة ، من أين آتي لك بالنموذج ، ياصاحب الشوارب المقدسة التي مرغٓتّها بالوحل  اهانات من هم اعلى منك درجة ورتبة ، انزٓلٓني بقوة من الباص ولم تنفع توسلات بعض  المسافرين الذين كانت لديهم بعض من شجاعة ، وطلب من السائق بالتحرك وعدم الكلام الزائد الذي لايجدي نفعاً ، كل اعذاري وقصة والدي المريض الذي قد يموت ان لم يكن قد مات ولم احضر وفاته لم تجدي مع هذا الوحش اي نفع ، طلب مني خمسون الف دينار مقابل اطلاق سراحي ، وانا لا املك اكثر من عشرة الآف ، كانت كفه التي نزلت على رأسي بعد ان حاول صفعي على خدي ودفعتها بيدي ، كحجر كبير تهاوى من قمة جبل واكتسح كل شئ في طريقه حتى كرامتي . ماذا تشرب ياسيدي هذا ماقالته المضيفة الجميلة ، التي تشبه الى حد كبيرعارضات الأزياء الفرنسيات ، سأشرب من يديك كل شئ فيه كرامة ايتها الجميلة ، قد لا احصل على فرصة كهذه ، واقتل ظمأي لجمال ساحر كجمالك ، وانا ارتشف من عينيك سحر الحياة وبهجهتها ، ربما لن احظى بمثل هذه الفرصة ،  من السهل جداً لواحد مثلي يرافقه حظه السيئ اينما حل أن يكون صيداً سهلاً ولذيذاً لاسماك البحر بين ازمير والجزيرة اليونانية ، الموت لايعني لي شيئاً كثيراً ، ليس هناك من عاش بالقرب من حتفه اكثر مني ، توسلته كثيراً أن ينقضّ عليّ ويقطع انفاسي ويجعل مني حراً ليس لاحد عليّ سلطان ، خصوصاً اولئك اولاد البغايا ، وهم يكيلون لي السباب واللكمات في السجن الذي انتقلت اليه بعد ان ارسلوني مخفوراً من سجن الانضباط العسكري في الحارثيه الى سجن معسكر الغزلاني في الموصل .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44458
Total : 101