قل للعروبة ؟!..
قل للعروبة هل يفنى بها الخجل
يا أمة ركعت للعهر راقصة
يحيى بها عاهر
ويمحى بها الرجل
كلنا اليوم شاهدنا الطفل السوري على وسائل الإعلام المختلفة وفي الفيسبوك. و وجهه الى الرمال ويداه الصغيرتين و قدماه في حالة ارتخاء تام .
وبطنه مكشوف للعراء في وسط البرد .في مشهد اهتز له الضمير العالمي في كل ارجاء المعمورة لكن لم يهتز له ضمير امراء الحرب واركانها الذين لم يشبعوا بعد من دمائنا .ترى كيف كان حالك صغيري وانت تهرب وسط الظلام وأصوات القذائف والحرب المستعرة منذ سنين بلا هوادة من حولك في كل مكان.هل اخبرتك امك انها اصوات الاحتفالات بالعيد كي يطمئنوا قلبك الصغير الذي لا يحتمل الانفجارات.ام اخبروك انها الحرب التي لا تبقي ولا تذر كيف كان حالك والنار من خلفك والبحر الهائج من امامك .كيف كان حال امك التي كانت كأم موسى وهي تلقي بابنها في غياهب اليم .مع الفرق ان ام موسى كانت قريرة العين بلقائه وضمه الى احضانها عاجلا اما اجلا
كيف كان احساس امك وهي تتشبث بك وباخيك وسط الامواج التي تعلو كالجبال من حولكم واصوات الصراخ تملئ المكان من حناجر المستغيثين .
كل هذه التساؤلات نطرحها على الارهاب الاعمى وعلى دكتاتورية الحكومات التي لا تأبه بشعوبها مما دفع الشعوب العربية الى الهجرة لطلب اللجوء في بلدان اكثر امننا وامان من بلداننا العربية .مشهدا تكرر مراراً وسيتكرر طالما بقي الضمير العربي الرسمي في سبات .طفل بعمر الزهور ذهب ضحية الارهاب والتفكك العربي والاحتقان الطائفي .طفل ليس له ذنب سوى انه ولد على ارض عربية تشتعل فيها الصراعات السياسية والعرقية والمذهبية .
فذهب يبحث عن وطن يوفر له الحياة الكريمة ولم يعرف ما يخبئ له القدر .
لنراه بعدها مرميا على شواطئ الاحزان في مشهدا شق قلبي الى نصفين وجعلني ابكي دما على حالنا نحن العرب مشهدا جعلني اتسأل متى يصحو الضمير العربي متى نتحد متى نتعقل حتى نتخلص من كل المسميات المختلفة التي تفرقنا الى طوائف وقوميات متناحرة افقدتنا انسانيتنا .فتبا لنزاعاتكم يا ايها الحكام العرب وسيسألكم الله عن هذا الطفل وعن كل رعيتكم كما قال تعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
واذا المؤدة سئلت باي ذنبا قتلت
صدق الله العظيم
لم ولن تجيبوه ايها الجاثمون على صدورنا فلم يعد لكم سوى مزابل التاريخ وجهنم بالانتظار .
مقالات اخرى للكاتب