ان مشروع الخير والعطاء مشروع متجدد عبر الزمان وفي عالمنا الحالي والعولمة اخذ مجال انساني اخر ليتعدى المناطقية وذوي القربى لياخذ مجال اوسع وبطرق متعددة ومبتكرة وفيها العطاء الخير موصول بحيث ان الواهب لايعرف الى اين يحط او يذهب عطائه وماتكرم به من مال او ملابس او ادوية او غذاءفي اي بلد والى او يجهل هوية او قومية او دين الموهب له وهكذا يساير هذا العطاء العطاء الرباني المراد ليبلغ الاجر محله والكرم محله وملائكة الله تتجلى بتسجيله بفخر وخيلاء انه العطاء المتمثل بمثل الغيم والمطر.
لقد كتبت قصص عن العطاء كثير وابتكارات كثيرة فمثلا في احدى المقاهي الايطالية في مدينة البندقية يدفع رواد هذا المطعم اجر طعام او فنجان قهوة اضافي لضيف مجهول او فقير يمر بهذا المقهى ويتعسر عليه الشراء او الاطعام وهكذا يقول له صاحب المطعم انت معزوم على حساب اهل الخير المجهولين.
واما الكنيسة الانجليكانية فلديها شعار مقدسا لها هو الصوم من اجل الفقراء والجائعين وهو خطوة تعبر عن تضحية انسانية محضة وهي التنازل عن قيمة وجبة غذائية يوميا والاحتفاظ بها في حصالة النقود داخل المنزل وتسليمها الى الكنيسة شهريا وهي مصدر تمويل للعديد من حملات المساعدات الغذائية للدول التي تصيبها الكوارث والمجاعات في افريقيا واسيا واوربا الشرقية والامريكيتين وهكذا هو الهدف الحقيقي الالهي من الصوم من اجل رفع معاناة الاخرين من الفقراء والمعوزين والمحتاجين والجائعين على هذه الارض المجنونة.
واما في الجانب الاسلامي في العطاء لنا قصص زاخرة في التضخية والاباء والعنفوان وخير مثال لها قصة سيدنا الامام السجاد عليه السلام الذي كان يتخير وقت الظلام ليوزع اكياس الطعام والمؤن على ابواب الفقراء والجائعين والمحتاجين واليتامى من اهالي المدينة المنورة وضواحيها ولم يعرف او يتحسس الناس باسم هذا الواهب المجهول الا بعد وفاته بفترة واختفاء هذه الظاهرة العطائية وعلم الناس انه الواهب المجهول انه قمة العطاء الانسانيان تعمل الخير بصمت ودون منية او ابهة وبهرجة اعلامية للتصدى الى مواقع الشهرة على اختراق كرامة الانسان وعرضه بصورة مبتذله على قنوات فضائية تتغذى على مشاعر الجوع والحزن والدم لشعوب الله المغضوب عليها بتسليط حكام جهلة وسرقة ومبتذلين يذوقون شعبوهم الهوان ويتلذذون بمعاناتهم وجوعهم وهجرتهم في ديار الله والفيافي والصحاري جائعين عراة خائفين وجلين . الارض فراشهم وسماء الله لحافهم لايملكون الا الدعاء والامل بمعونة الغرب الكافر والبحث عن ملاذات في ديارة الكفرة الفجرة كما يسميهم من يدعوون الاسلام زورا وبهتاننا.
ان احدى مفاخر العطاء والكرم التي يجب ان تكتب وتكون درسا للعطاء الانساني هذا ماسطره رجلا فقيرا يعمل في سائق تاكسي وعمل اضافيا في كراج لغسيل السيارات في بلدة يسكنها غالبية اسلامية في ديار الانكليز وهي مانشستر مدينة القماش والغزل العالمية وقد تاثر كثيرا بالدين الاسلامي وعطائه من خلال التعامل الجيد للسكان وقد تزوج من امرأة مسلمة ورزقه الله منها ببنتين وعاش معها بسعادة ويسر ولكن من خلال مشاهدته لمأساة الشعب السوري والاطفال في المخيمات المخصصة للنازحين وما يعانوه من شظف العيش فقد عمل بعد فتره عمله الاصلي سائق التاكسي عاملا لغسل السيارات والتبرع باجره كاملا لغرض شراء مايحتاجه النازحين وساهم كثيرا في جمع التبرعات من الكنائس والجوامع والمدارس والمقاهي والنوادي الليلية لغرض جمع مايستطيع جمعه من اجل اسعاد طفل مهجر بلقمة خبز او كبير سن بغطاء او ملابس يقيه البرد ولم يتوقف عند هذا بل خاطر بحياته رغم معرفة مقدار الخطربان يكون حريصا في ايصال هذه التبرعات والاحتياجات الى المهجرين والاطفال ووثقت هذه بصور كثيرة هذا هو آلن هينينغ الرجل الذي نحره الدواعش في عيد الاضحى رسالة منهم في اعدام الخير وقطع سبيل المعروف وقتل الانسانية انها قصة جريمة فيها يتجسد فيها الاباء والكرم والفهم الحقيقي للعطاء الالهي للاديان السماوية التي جسدها آلن هينينغ والفكر المريض والافكار الخاطئة التي جسدها الدواعش انها قصة اعتبارية تتمثل بين انسان تعلم العطاء وبين كائنات لايجيد الوصف الادبي وصفهم به ضيعوا الانسانية واصبحوا ظل الشيطان والشر على الارض.
ان آلن هينينغ سيبقى خالدا في عطائه وتضحيته وضحكته وهو يحتضن طفلا يعيد له الابتسامة ويبقى الذباح مذموما ومحتقرا في مسيرة التاريخ في صراعه الحضاري الذي لايتوقف.
لقد خلد آلن هينينغ فقد ذكره رؤساء الدول الكبرى اوباما وكاميروان وهولاند ووقف له العالم كله دقيقة حزن وترحم له ملايين الناس الشرفاء ولعن قتلته الملايين من العالم الذين عرفوا الاسلام الحقيقي والاديان الحقيقية ان الفكر الداعشي الصهيوني استنفذ قدرته الفكرية الوجودية تحت ظل شبكة الاسلام الشكلي وجعل من لون الدم والنحر بالسيف والسكين عنوان موشح لهم ولفكرهم الضحل.
ان آلن هينينغ ليس عالما او ممثلا مشهورا او كاتبا متفلسفا في عباد الله او سياسيا يتاجر بعذابات البشر بالكذب والدجل بل انسان عرف الطريق الصحيح الى الله والى الخلود عبر العطاء الانساني المجاني.
مقالات اخرى للكاتب