لوحظ في زمن الديمقراطية الحديثة في العراق، أن الاعلام الهابط بدء يتصدر المشهد بقوة، وبدعم مادي ومعنوي كبيرين، ومساند من قبل بعض الأحزاب، وغايته التسقيط وتشويه صورة الأحزاب المعادية، أو الصديقة، وبصور قبيحة، دون الرجوع الى ضمير الصحافة ومهنيتها، ودورها في نقل الحقيقية للمتلقي، وخاصة من قبل الإعلام المرئي، والفيس بك.
الإعلام الأمي مسار خارج المهنية، وبخروجه عنها يرسم إطاره الخاص به، وهو إطار شاذ ولكنه سيصبح لاحقا واقعا يفرض سطوته على المتلقين.
الأمية الإعلامية هي مدرسة كلامية فارغ، من محتواها الإعلامي, لا تعرف ما تزرع، وما تزرعه لا يمكن أن يحصد، وإذا ما حصد لا ينفع..!, وإن كان إطلاق إسم مدرسة عليها، يبدو للوهلة الأولى، أكثر من إستحقاقها التوصيفي.
هذه المدرسة تخرج إعلامياً متثاقلاً، غير مثقف لا يدرك شيئاً عن أي شي, ولا تستحق أكثر من هذا الوصف، إذ إن نتاجها، يعطي مردوداً خطراً جداً على المجتمع.
مدرسة الإعلام الأمي، دمرَت إنسانية المتلقين, بقصد وبتصرف خاطئ، في طريقة التعامل مع هذه المهنة, وعنوانها الأكبر هو، ما نشهده من أساليب ملتوية، لدى بعض الإعلاميين, بنقلهم الأخبار الكاذبة، وزرع الكراهية في قلوب الناس, عن طريق إعلامهم المسموم، في تأجيج الفتن ولغة المذهب، والدين, مما ولد شرخاً كبيراً، بين أطياف الشعب, وكذلك تعاملهم في سرد الأخبار والمقالات, بألفاظ بعيدةً عنا، وعن إرثنا الثقافي.
نحن بحاجة في بعض الأحيان، إلى لغة تعتمد السخرية، والخروج من إطار الجدية, ولكن يتعين ألا يكون هذا ديدننا، أو منهجنا الدائم, لأنه سيكون كارثة إعلامية، لا يحمد عقباها.
إن جمال الإعلام، ورونقه، وبهاءه, لا يدخل قلوب الناس، إلا بالكلام المكنون، والجوهر المصون, وهذا نابع من إعلاميين، تخرجوا من مدرسة العلم والمعرفة، والمسارات المهنية, وأصبحت عقولهم قادرة، على التعامل مع المتلقين، وعلى مختلف مستوياتهم وإتجاهاتهم, ويتطلب ذلك جهدا مهنيا مميزاً, وإعلاميا مثقفاً يدرك، ويقدر الأمور الإنسانية, و يؤطرها بإطار التآخي، والمحبة، وزرع الوحدة، ونبذ الفرقة، بما يخدم الناس.
اليوم ينظر إلى جميع الإعلاميين، على أنهم متساوون في الحقوق والواجبات, (الإعلامي الأمي يساوي الإعلامي المثقف )، و (الإعلام الهدام يساوي الإعلام البناء), وهذه كارثة على إعلام بلدنا، وفي هذا الوقت الحرج, سيما ونحن نجد الإعلام، الذي يصنع من الحدث فكراً سوقياً، يشبع به رغباتهم, ويوجه لما يخدم مصالحهم الشخصية، والحزبية الضيقة, وتجدهم يتكلمون بمصطلحات فارغة، ليس لها طعم.
جميع المتابعين يدركون الحقيقة الواضحة, عن تداعيات الأمية الإعلامية, وخطورتها على المجتمع, وما يترتب على رقابة الضمير الإعلامية, الذي بات ضعيفاً لدرجة تم إختراقه، من قبل المتطفلين على الإعلام.
ختاماً: إن الإعلام الناضج المهني، معني بأن يكون المرآة، التي تعكس قبح ألاميين في الإعلام, لينهض بأدواته نحو الجودة، والرقي، والعمق، والإبداع, وهم في أغلب الأحوال، أولئك الرجال أصحاب الكلام المكنون، الشرفاء والنبلاء, ليكون إعلامنا الهادف، مفتاحاً لكل المعرفة..
مقالات اخرى للكاتب