Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كربلاء برؤية جديدة ( منهجية لقراء المنبر الحسيني ) الحلقة الحادية عشر
الثلاثاء, تشرين الأول 6, 2015
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

 

ماذا ورد في بني أمية ..؟

        استوقفتني بعض الأحاديث الواردة في كتب جمهور المسلمين عن بني أمية . تلك الأحاديث التي تحذر الأمة من هذه الشريحة , وتكشف الدور الخطير الذي يهدد مستقبل الأمة والدين , والدور الخطير الذي سوف يلعبونه في ساحة الإسلام . . 

          ولكن هذه الأحاديث , رغم ورودها في أمهات الكتب, وفي متون الفكر الإسلامي , ولكن لم تسلم من التضعيف كونها تمس رموز بني أمية .. ووضعت في دائرة الشك والتضعيف من قبل وعاظ السلاطين وكتاب الحديث , إلا أن ما يلفت النظر هنا هو تلك الأحاديث التي صححوها في بني أمية بالتحديد , والتي تشير إلى أن لهم فضلا ومكانة ودورا بارزا في نصرة الإسلام , وما حققه معاوية ومن جاء بعده في نصر الإسلام  , وتوسع الدين في الدول والشعوب ..

        من الأحاديث التي وردت في ذم بني أمية قول الرسول {ص} " هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش " (    ) .. وفي راوية أخرى : " أن فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش(    ) قال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت , وهناك عدة أحاديث وردت في لعن الحكم بن العاص وأولاده (     ) ..  قال أبو هريرة : "حفظت وعاءين عن رسول الله {ص} وعاء بثثته ووعاء لو بثثته لقطع هذا البلعوم "  (     )  .  

       وفي ترجمة الحكم بن العاص الأموي عم عثمان بن عفان يقول ابن حجر : نفاه النبي{ص} إلى الطائف وأعاده عثمان إلى المدينة في خلافته . ونقل أن النبي {ص} دعا عليه ولم يثبت ذلك - كلام ابن حجر ..!!! - وروي أن الصحابة دخلوا على الرسول{ص}وهو يلعن الحكم بن العاص . فقالوا يا رسول الله ما له : قال : دخل على شق الجدار وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهه . فقالوا أفلا نلعنه نحن ؟ قال : لا ، كأني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه . قالوا يا رسول الله ألا نأخذهم . قال : لا ونفاه رسول الله (    ) ..

                 وروى الطبراني : كان الحكم يجلس عند النبي {ص} فإذا تكلم اختلج فبصر به النبي{ص} فقال : كن كذلك , فما زال يختلج حتى مات....  قال ابن حجر في هذا الحديث : في إسناده نظر . وأخرجه البيهقي من هذا الوجه وفيه ضرار بن صرد وهو منسوب للرفض .يعني هذا الذي نقله شيعي فيرفض الحديث كله ... وروى ابن حجر عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه : قال كنا مع النبي {ص} فرأى الحكم بن العاص . فقال النبي : ويل لأمتي مما في صلب هذا (    ) .

وروي عن عائشة أنها قالت لمروان : أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله {ص} " لعن أباك وأنت في صلبه..(     ).  ويروي مسلم عن ابن عباس : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ...  ويروي ابن حجر عن البغوي قال : كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال : "هذا كسرى العرب " (  ).. 

             ويروي عن ابن أبي الدنيا : قال عمر إياكم والفرقة بعدي فإن فعلتم فاعلموا أن معاوية بالشام فإذا أوكلتم إلى رأيكم عرف كيف يستبدها منكم .. وكان أبو سفيان وولده معاوية يعاملان معاملة المؤلفة قلوبهم حتى عهد عمر الذي ألغى نصيب المؤلفة قلوبهم وولى معاوية على الشام.             أما الأحاديث التي وردت في مدح بني أمية فعلى رأسها الأحاديث التي تمدح الشام وأهلها وهي مقر بني أمية ومركز حكمهم كما هو معروف, (   ) وروي عن عثمان أنه قال : لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم (    )  .

                   ويأتي سيل التزييف ليغطي حقيقة بني أمية , وما قاموا به من دور مخجل في مجمل التاريخ الأموي , من فساد وإفساد  في التاريخ الإسلامي  , ويحاول كتاب السنن اختلاق الفضائل لمعاوية وأبيه ورفع مكانتهم وتنقية صورتهم على لسان الرسول , {ص}  ....يروي مسلم أن أبا سفيان قال للنبي {ص} " يا نبي الله ثلاث أعطنيهن . قال نعم . قال عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها . قال نعم . قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك . قال نعم . قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين . قال نعم ..!!!!! (   ) ..

           مثل هذه الرواية إنما تثير في النفس تساؤلات كثيرة , وتجعل التاريخ الإسلامي رهينة الصدق والكذب في نفس القاريْ المبتديْ , لانها تتعارض مع العقل والنقل , ومع السيرة الذاتية لهذا الرجل الذي نذر نفسه لمحاربة النبي {ص} .. وهنا نقول :  هل الفضائل تستجدى وتطلب أم تمنح من الرسول ؟ .... وما هي الفضيلة التي ينص عليها هذا الحديث لأبي سفيان ؟ .  وهل من الخلق أن يتحدث أبو سفيان مع الرسول بهذا الأسلوب عارضا ابنته عليه بصورة توحي وكأن للنساء مدخلا لقلبه ؟ .  ثم كيف يجيبه الرسول على مطالبه بهذه البساطة ؟ . 

وكيف لمثل أبي سفيان أن يطلب أمرة المسلمين في القتال وهو محاط بالشك والكراهية من المؤمنين هو وولده ؟ .  هذا الحديث يحمل مغالطة تاريخية خطيرة, والثابت من خلال كتب القوم أن الرسول{ص} تزوج أم حبيبة قبل الهجرة , وابو سفيان في فتح مكة .. لاحظ التدليس والكذب..!

          هذه إشارة قوية على وضع هذا الحديث وكونه من اختراع السياسة .(     ). يروي مسلم أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا : والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها . فقال أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم . فأتى النبي {ص}  فأخبره . فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك (     )  . 

        وهذه رواية أخرى تؤكد التصور السابق وهو أن أبا سفيان لم يكن بصاحب مكانة حميدة بين صحابة رسول الله{ص}  ولم يكن موضع احترام أحد إلا أذناب قريش من أهل القبلية والمنافقين, والذين ضربت مصالحهم التجارية والاجتماعية , والذين يضمرون الحقد على الرسول وال بيته الكرام .. هؤلاء يرون قيمة ابي سفيان من خلال موقفهم من النبي {ص} والمسلمين ..

               ربما سؤال يطرح نفسه هنا هو : لماذا دافع أبو بكر عن أبي سفيان ؟ .  هل كان يجهل وضع هذا الرجل وتاريخه ؟ .  وهل كان أبو سفيان ما يزال شيخ قريش وسيدها ؟ . وأين أصبحت تعاليم الإسلام من قول رسول اله {ص} " إن أكرمكم عند الله اتقاكم "  ثم  رد الرسول {ص}على أبي بكر لهو أكبر دلالة على أن موقف هؤلاء الصحابة من أبي سفيان , باعتبار موقفهم يمثل العقيدة  عند غير مدرسة أهل البيت {ع}  هو الموقف الشرعي , وأن أبا بكر تجاوز هذا الموقف وانحرف عنه . . وجعل البخاري لمعاوية بابا أسماه باب ذكر معاوية ليس فيه شئ يحسب لمعاوية . فهو لا يحوي سوى رواية على لسان ابن عباس تشهد له بالصحبة تارة وبالفقه تارة أخرى(     ).

 

            يقول ابن حجر معلقا على الباب بقوله : عبر البخاري بقوله ذكر.. ولم يقل فضيلة ولا منقبة لكون الفضيلة لا تؤخذ من حديث الباب لأن ظاهر شهادة ابن عباس له بالصحبة والفقه دالة على الفضل الكثير . ونقل عن إسحاق بن راهويه قوله : لم يصح في معاوية شئ .{ أي لم يكن معروفا بالصدق ولا بالفقه ولا بالصحبة } ... رغم هذا ولكن الكتاب الذين استلموا جهود ما كتبوا , وسطروا بأقلامهم ما يجعل الله ينتقم منهم .. كتبوا  في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما (     ) . 

         وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي ما تقول في علي ومعاوية ؟ فأطرق ثم قال : اعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا . فعمدوا إلى رجل قد حاربه - معاوية - فأطروه - رفعوه - كيدا منهم لعلي .(     ) . 

                  علق ابن حجر على هذه الرواية بقوله : فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له ...! { وهذا اعتراف من ابن حجر ان معاوية لم يمتلك أي منقبة , ولكن اختلقوا له كرامات ومناقب } .... روى  مسلم أن رسول الله {ص} أرسل ابن عباس وهو صبي في طلب معاوية . قال فجئت فقلت هو يأكل . ثم قال لي اذهب وادع لي معاوية . قال فجئت فقلت هو يأكل . فقال : لا أشبع الله بطنه (    ) .   وقد فسر بعضهم هذا الحديث لصالح معاوية واعتبر أن دعاء الرسول على معاوية يعني صحة الجسم , بحيث تبقى شهيته مفتوحة على الدوام للطعام . كما وضع مسلم هذه الرواية تحت باب أسماه باب من لعنه الرسول{ص}  أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة ..!! (    )..

                وتأتي أخبار غير متوافقة مع الجهة التي اعتبروها  نشرت الإسلام  , وصاحبة البطولات والصولات من أجل نشر دين الله .. فقالوا : ....ولقد كانت هذه الرواية هي السبب المباشر في مصرع النسائي المحدث على يد أنصار معاوية بالشام , حين طلبوا منه أن يكتب كتابا في معاوية وأبى ,, (   ) ,هذا لا يحتاج إلى تعليق , لان الميليشيات الأموية تحركت لإسكات صوت النسائي .

 

ويبدو من هذا الطرح أن هناك محاولات بائسة من فقهاء يدينون بالولاء لبني أمية من أجل رفع مكانة هذه العائلة وإضفاء المشروعية على خطها وممارساتها . . وكانت هذه الروايات بالإضافة إلى هذه التفسيرات , إضافة إلى عمليات القتل والترويع والتصفية الجسدية , هي الدافع الأساسي الذي دفعني إلى الشك في جميع الروايات المتعلقة بالفضائل والعمل على بحثها وضبطها بميزان القرآن والعقل مما أوصلني إلى (   )  قناعة راسخة  أن معظم الروايات التي تدور حول فضائل الصحابة لا تشير إلى منقبة واضحة محددة , وإنها جاءت لتعكس موقفا سياسيا ضد النبي{ص}, وال بيته عليهم السلام ..وأن هذه الروايات تروى على الأغلب على لسان أصحاب الفضائل أنفسهم , إن فحص سيرة هؤلاء يكشف إن مثل هذه الفضائل لا تخصهم وربما قصد بها سواهم (     )..

 

حقيقة التاريخ اليهودي في الإسلام

 

                      هذا بحث مفصل في الروايات ضد النبي {ص} وضد الإسلام ,  الروايات اليهودية في كتب التفسير الإسلامية, كانت الرواية في أول الإسلام منهي عنها، .ولم تكتب في زمن رسول الله  {ص} وهذا يبين قوله الشريف " ستكثر علي الكذابة " . ولذلك لا نصدقهم إلا بعد التحقق من صدق الرواية والحديث . لأننا نعلم يقيناً أنه لا يمكن أن ينقل عنهم ما فيه هدى وخير , وما كان من ضلالة فنحن بغنىً عنه. وأما التفاصيل الدقيقة كعدد أهل الكهف ولون كلبهم وغير ذلك،وشكل العذاب في القبر , وصورة الحورية في باب الجنة ,هذه الموضوعات وغيرها ,ليس من وراءها فائدة تذكر. وقد قال الله تعالى: {وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً} (الكهف: من الآية22).

المكثرون في الأخذ عن الإسرائيليات:.... 

 ذكر بعض أهل العلم أنهم على ثلاث مراتب من حيث الإكثار وعدمه:

المرتبة الأولى: المكثرون جداً وهم: كعب الأحبار، ثم وَهَب بن منبه، وابن جريج، وابن إسحاق، والسدي الكبير (وهو أكثرهم رواية للإسرائيليات).هؤلاء بؤرة الروايات الإسرائيلية ..

المرتبة الثانية: دونهم في النقل وهم: قتادة، وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القرظي (ثقة عالم بالتفسير، و جَدّه من اليهود).

المرتبة الثالثة: المقلون نسبياً في النقل عنهم وهم: مجاهد، وابن عباس.

يضاف لذلك مرتبة رابعة: المكثرون في النقل لكنهم كذابين في النقل كذلك، مما يرجح كون تلك الإسرائيليات من اختراعهم لا من نقل اليهود. من هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي (يهودي النزعة، وضاع للحديث)، وتلميذيه مقاتل بن سليمان ومحمد بن مروان السدي الصغير.

أهم الذين رووا عن أهل الكتاب , وادخلوا الأدبيات والعقائد في كتب المسلمين هم ....

1. الصحابي عبد الله بن سلاّم: كان صحابياً جليلاً { يقولون عنه }لا ينقل باطلاً. وقد أسلم عند مقدم النبي {ص} المدينة، وشهد له بالجنة..!!! ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما. وحَدَّثَ عن النبي {ص} قليلاً جداً. روى عن كتب أهل الكتاب. وكان حبر اليهود وأعلمهم كلهم بشهادتهم. فما ثبت عنه من ذلك فهو مُصَدَّقٌ به حتماً،...!! وإن لم يوجد في كتب أهل الكتاب الآن، إذ قد ثبت أن كثيراً من كتبهم انقرض. فلا يُسيء الظن بعبد الله بن سلام  إلا جاهل أو مكذب لله ورسوله. { كل هذا التوضيح .. ولكن المدح يكال له في صحيح البخاري باعتباره من المبشرين بالجنة ..} ولا تعليق أكثر من هذا عليه .

2- كعب الأحبار: تابعي أصله يهودي، مات  في أخر خلافة عثمان. ينقل كثيراً عن أهل الكتاب، وهو المصدر الأصلي لأكثر الروايات الإسرائيلية التي تجدها في كتب التفسير، والتي نقلها عنه الكثير من التابعين، لكن ربما لم ينسبوها إليه دائماً. والراجح أنه أسلم في خلافة عمر. قال عنه العلامة المعلمي في "الأنوار الكاشفة": «لكعب ترجمة في تهذيب التهذيب، وليس فيها عن أحد من المتقدمين توثيقه، إنما فيها ثناء بعض الصحابة عليه بالعلم. وكان المِزِّيّ عَلَّمَ عليه علامة الشيخين، مع أنه إنما جرى ذكره في الصحيحين عرضاً لم يُسنَد من طريقه شيء من الحديث فيهما. أما ما كان يحكيه عن الكتب القديمة، فليس بحجة عند أحد من المسلمين، وإن حكاه بعض السلف لمناسبته عنده لما ذكر في القرآن». وقال: «هذه كتب الحديث والآثار موجودة، لا تكاد تجد فيها خبراً يروى عن كعب عن النبي{ص} . فإن وُجِدَ، فلن تجده إلا من رواية بعض التابعين عن كعب، ولعله مع ذلك لا يصح عنه. وكذا روايته عن عمر. وكذا روايته عن صهيب وعائشة مع أنه مات قبلها بزمان. وعامة ما روي عنه حكايات عن أهل الكتاب ومن قوله».{ والعجيب انه مات قبل موت عائشة ويكتب عنها } هذا دليل انه ليس هو الكاتب , بل وضعت باسمه ..!!!.

3-روى مالك في الموطأ (1|109) بإسناد متصل في قصة طويلة أن أبا هريرة , أخبر كعب الأحبار بأن رسول الله {ص}  قال عن يوم الجمعة: «وفيه ساعة، لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه». فقال كعب: «ذلك في كل سنة يوم»! فرد عليه أبو هريرة t وقال: «بل في كل جمعة» (أي كما أخبر رسول الله). وقال عبد الله بن سلام : «كَذَبَ كعب». فقرأ كعب التوراة فقال: «صدق رسول الله {ص} . هي في كل جمعة». فقال عبد الله بن سلام : «صدق كعب».{{ عجيب}}.

 إذن يصدق رسول الله {ص} إذا كان كلامه متوافقا مع التوراة .. وان كان يختلف , ففيه رأي ..!!

 

               الملاحظ أن كعب الأحبار، سارع بتكذيب حديث رسول الله {ص} بوقاحة رغم أن ابا هريرة هو الذي يحدثه به. ومع العلم أن الحديث موافق لما في التوراة كما أكد المحدث عبد الله بن سلام  ، كان قبل إسلامه أعلم أحبار اليهود باعترافهم. فلما وجد كعب نفسه محصوراً، فأبو هريرة أصر على رواية الحديث كما هو، ولم يبال بزعم كعب الأحبار. وأما عبد الله بن سلام , فاتهمه بالكذب. فلما وجد نفسه محصوراً وخاف أن يُكشَفَ أمره، تراجع وقال «صدق رسول الله ». لكن كيف؟ لأنه وجد في التوراة اليهودية ما يوافق ما جاء عن رسول الله{ص} ..!!.

4- ورد في تفسير الطبري :... حدثنا ابن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال جاء رجل إلى عبد الله (بن مسعود t). فقال (ابن مسعود): «من أين جئت؟». قال: «من الشام». قال: «من لقيت؟». قال: «لقيت كعباً». فقال: «ما حدثك كعب؟». قال: «حدثني أن السماوات تدور على منكب ملك». قال: «فصدقته أو كذبته؟». قال: «ما صدقته ولا كذبته». قال (ابن مسعود): «لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه، براحلتك ورحلها. و كَذَبَ كعب! إن الله يقول: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده}». قال ابن كثير في تفسيره (3|562): «وهذا إسناد صحيح إلى كعب وإلى ابن مسعود t». قلت: هو في غاية الصحة. ثم ذكر ابن جرير إسناداً آخر بنحوه، إلا أن ابن مسعود قال عن كعب: «ما تَنَتكت اليهودية في قلب عبد فكادت أن تفارقه»(   ) ...

            أخرج ابن أبي خيثمة بسندٍ حسنٍ عن قتادة قال: بلغ حذيفة أن كعباً يقول "أن السماء تدور على قطبٍ كالرحى"، فقال (حذيفة ): «كذب كعب! إن الله يقول: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا».(    ) ا.هـ.

وروى): أن معاوية قال عن كعب الأحبار: «إنْ كان من أصدَقِ هؤلاء المحدِّثين الذين يحدِّثون عن أهل الكتاب، وإن كُنّا –مع ذلك– لنَبلو عليه الكذب». (    )..

               إذ لم تكن كتب أهل الكتاب منتشرة في زمانهم بين المسلمين كزماننا هذا. فإن توراة اليهود بين الأيدي، ونحن نرى فيما رواه كعب ووهب عنها ما لا وجود له فيها مطلقا على كثرته، وهي التوراة التي كانت عندهم في عصرهما. فإن ما وقع من التحريف والنقصان منها قد كان قبل الإسلام، وأما بعده فجل ما وقع من التحريف هو المعنوي بحمل اللفظ على غير ما وضع له واختلاف الترجمة. ولا يعقل أن تكون هذه القصص الطويلة التي نراها في التفسير والتاريخ مروية عن التوراة، قد حذفت منها بعد موت كعب ووهب وغيرهما من رواتها. فهي من الأكاذيب التي لم يكن يتيسر للصحابة والتابعين ولرجال الجرح والتعديل الأولين العثور عليها».(    ) ..

              من هذا نستنتج أن كعب هذا بقيت العقائد اليهودية الفاسدة متأصلة في قلبه. وكان الصحابة يجدون هذا عنده ، فيُحَذّرون منه، ويعلنون للناس أن اليهودية باقية في قلبه. ويتهمونه كذلك بالكذب الصريح ، مما يعني أنهم يقصدون التعمد بالكذب، وليس مجرد الخطأ، كما زعم بعض المدافعين عن ابن اليهودية. بهذه الشخصيات , وبهذه الأجواء كتب التاريخ الإسلامي....

           أما وهب بن منبه: ولد في الإسلام سنة 34هـ وهلك سنة 114، آخر خلافة عثمان ..أدرك بعض الصحابة. ولم يعرف أن أحداً منهم سمع منه أو حكى عنه، وإنما يحكي عنه من بعدهم. قال رشيد رضا: «ضعفه عمر بن الفلاس، واغترًّ به الجمهور (قلت: لم يوثقه إلا أبا زرعة والنسائي، فلا يقال اغتر به الجمهور)؛ لأن جلّ روايته للإسرائيليات. ولم يكونوا يدققون النظر في نقدها تدقيقهم في نقد روايات أصول الدين وفروعه. وقلّما كان أحد من رجال الجرح والتعديل يعرف شيئًا من كتب أهل الكتاب ليصح حكمه على الرواة عنها. على أن البخاري رحمه الله تعالى لم يَروِ عنه حديثًا في صحيحه مرفوعًا ولا قصة إسرائيلية، ولا مسألة علمية».

 

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره، في كعب الأحبار وفي وهب بن منبه: «سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب، مما كان ومما لم يكن، ومما حُرِّفَ وبُدّل ونسخ». وروى عنه الطبري أنواعاً من الإسرائيليات تكفي للتدليل على أن ثقافة وهب يهودية تلمودية.(    ) ..

              يقول عن ابن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول : «إن داود أراد أن يعلم عدد بني إسرائيل كم هم؟ فبعث لذلك عرفاء ونقباء وأمرهم أن يرفعوا إليه ما بلغ عددهم ، فعتب الله عليه ذلك وقال: قد علمت أني وعدت إبراهيم أن أبارك فيه وفي ذريته حتى أجعلهم كعدد نجوم السماء وأجعلهم لا يحصى عددهم، فأردت أن تعلم عدد ما قلت إنه لا يحصى عددهم، فاختاروا بين أن أبتليكم بالجوع ثلاث سنين أو أسلط عليكم العدو ثلاثة أشهر أو الموت ثلاثة أيام! فاستشار داود في ذلك بني إسرائيل فقالوا ما لنا بالجوع ثلاث سنين صبر، ولا بالعدو ثلاثة أشهر، فليس لهم بقية، فإن كان لا بد فالموت بيده لا بيد غيره. فذكر وهب بن منبه أنه مات منهم في ساعة من نهار ألوف كبيرة لا يدرى ما عددهم! فلما رأى ذلك داود شق عليه ما بلغه من كثرة الموت فتبتل إلى الله ودعاه فقال: يا رب أنا آكل الحماض وبنو إسرائيل يضرسون! أنا طلبت ذلك فأمرت به بني إسرائيل فما كان من شيء فبي واعف عن بني إسرائيل. فاستجاب الله له ورفع عنهم الموت، فرأى داود الملائكة سالين سيوفهم يغمدونها يرتقون في سلم من ذهب من الصخرة إلى السماء، فقال داود: هذا مكان ينبغي أن يبنى فيه مسجد. فأراد داود أن يأخذ في بنائه فأوحى الله إليه أن هذا بيت مقدس وأنك قد صبغت يدك في الدماء فلست ببانيه، ولكن ابن لك أملكه بعدك أسميه سليمان أسلمه من الدماء، فلما ملك سليمان بناه وشرفه!».. هذه عقيدة اليهود في بناء المسجد الأقصى ...أي مسلم يقبل إهانة الأنبياء بهذه الطريقة فهي عقيدة يهودية قالها وهب بن منبه ...(    ) ..

                      قال حماد بن سلمة: عن أبي سنان: سمعت وهب بن منبه يقول: «كنت أقول بالقدر (أي بنفيه)، حتى قرأت بضعة وسبعين كتاباً من كتب الأنبياء : من جعل إلى نفسه شيئاً من المشيئة فقد كفر، فتركت قولي». ويقصد وهب بن منبه بكتب الأنبياء: كتب بني إسرائيل المنسوبة إلى الأنبياء. فهذا اعتراف صحيح منه أنه بقي يأخذ عقائده من كتبهم المحرفة. قال رشيد رضا تعليقاً على هذه المقولة (    )..

 (أولاً) إن كتب الأنبياء التي بأيدي أهل الكتاب لا تبلغ هذا العدد. 

(ثانيًا) إننا تصفحنا أشهرها فلم نجد هذا القول فيها، ولا رأينا أهل الكتاب ينقلونه في مجادلاتهم في هذه المسألة. 

(ثالثًا) إن هذا القول باطل قطعًا بدليل الآيات الكثيرة في القرآن، المثبتة لمشيئة الإنسان، كقوله تعالى: {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف: 29) {لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} (التكوير: 28) {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} (فصلت: 40) {فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ} (النور: 62) { لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} (المدثر: 67) وفي معنى الآيات أحاديث كثيرة أيضًا، ولا ينافي هذه الآيات قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ} (الإِنسان: 30)، بل يقررها ويؤكدها إذ هو صريح في أن الله تعالى شاء أن يكون للبشر مشيئة خلقها لهم فيما خلقه من صفاتهم وغرائزهم وقواهم. 

(رابعًا) إن وهبًا قد انتقل من بدعة القدرية إلى بدعة الجبرية التي هي شر منها وأضر، وأدهى وأمر، فهي التي أماتت قلوب المسلمين وهممهم التي فتحوا بها البلاد، ودكوا بها الأطواد، وأرضتهم بالذل والهوان، وتعبدتهم للظلمة منهم، ثم للمستعبدين لهم من غيرهم. اهـ.

 

       من هو وهب بن منبه ..؟ والى أي مدينة ينتسب ..؟بنو منبه من خراسان من هراة (شرق أفغانستان)، خرج منبه إلى فارس أيام كسرى. أصله من اليهود الذين استقروا في خراسان. من البديهي أن يخفي ذلك ولا يُبديه. لان المجوس لم يكن عندهم أي علم بكتب اليهود ...ولم تكن التوراة مترجمة للعربية ولا الفارسية،  وقال وهب أنه اطلع على كتب كثيرة غير التوراة.. هذا دليل معرفته واطلاعه بالعبرية. يقول رشيد رضا عن وهب وكعب: «إنهما كانا كثيرا الرواية للغرائب التي لا يُعرف لها أصل معقول ولا منقول. وإن قومهما كانوا يكيدون للأمة الإسلامية العربية...

يروي عنه التفسير عدة من أقاربه:

- إسماعيل بن عبد الكريم (ثقة عند الجمهور ) عن عمه عبد الصمد بن معقل بن منبه (ثقة كذلك ) عن عمه وهب بن منبه.الآخر .....- عبد المنعم بن إدريس بن سنان اليماني (كذاب يضع الحديث)، عن أبيه (ضعيف) عن جده وهب بن منبه. التالي :..  - سلمة بن الفضل (ثقة عن ابن إسحاق، ليّن عن غيره)، عن محمد بن إسحاق (جيد)، عن مجهول، عن وهب بن منبه. وقد أكثر الطبري من هذا الطريق من طريق شيخه ابن حميد (كذاب).

ابن جريج: من أتباع التابعين، أصله من أبيه رومي نصراني.{ لاحظ عمداء التاريخ يهودي ونصراني }  ولا يبدو أنه كان عالماً أصلاً بكتب أهل الكتاب. و "جُريج" هي تعريب لكلمة "جورج". وابن جريج هو رجل ثقة صدوق، إلا أنه حاطب ليل، ينقل الصحيح والضعيف بدون تمييز. كما أنه كثير التدليس.

ابن إسحاق: من أئمة أهل الشأن في معرفة السير. لكنه كان يكثر من التحديث والرواية عن الضعفاء والمجاهيل. قال عنه ابن المديني: «ثقة، لم يضعه عندي إلا روايته عن أهل الكتاب». ومن عجائب الإسرائيليات  قال: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن «أبي عتاب رجل من تغلب كان نصرانياً عمراً من دهره ثم أسلم وقرأ القرآن وفقه في الدين وكان فيما ذكر أنه كان نصرانياً أربعين سنة ثم عمر في الإسلام أربعين سنة قال: ..(  ). وتخيل دهاء ما ينقله هؤلاء عن الإسرائيليات.....     هؤلاء هم المصدر الرئيسي لأكثر الإسرائيليات ولأكثر المنقول عن أهل الكتاب. وأكثرهم بلا أدنى ريب هو كعب الأحبار ثم وهب بن منبه. وهؤلاء كلهم (يعني أهل الكتاب الذين نقل المفسرون عنهم) كانوا يسكنون البادية مع العرب، ولا يعرفون من ذلك –ما عدا عبد الله بن سلاَم ,إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب، ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك. فكم من مقولة قيل أنها في الإسرائيليات أو في الإنجيل ولم نجدها, لا في التوراة ولا في الانجيل .. فتكون موضوعة من قبلهم او من قبل غيرهم والله العالم ... وقد يختلفون عليها أيضاً. وقد تقدّم تكذيب عبد الله بن سلام لكعب الأحبار، ثم تراجع كعب بعد قراءته للتوراة. فهو غير ثقة حتى في نقله عن عقائد اليهود.

               أما باقي الرواة فهم نقلة عن غيرهم (وبخاصة عن هؤلاء). وهم ابن إسحاق وقتادة والسدي وسعيد وأمثالهم، فهؤلاء نقلة عن غيرهم، وليس لديهم اطلاع مباشر على الإسرائيليات. وعامة من يروي الإسرائيليات في التفسير هم ممن وصفوا بأنهم ينقلون الغث والسمين بغير تمييز. وقد قال الشعبي عن قتادة: «حاطب ليل». وكان الحسن البصري أيضاً يصدّق كل من حدَّثه. وكذلك ابن جريج وابن إسحاق يوصف كل منهما بأنه حاطب ليل. والسدي الكبير هو نفسه متهم بالكذب، فضلاً عن روايته عن ضعفاء ومتروكين.

 

                والغريب ان عالما يشار له بالبنان مثل ابن خلدون , يقول في مقدمته ...أسباب نقل المفسرين هذه الإسرائيليات :...هو أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية. وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجـود فإنما يسألون أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدونه منهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى. وأهل الكتاب الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب، ومعظمهم من حِمْيَرَ الذين أخذوا بدين اليهودية. فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها – مثل أخبار بدء الخليقة، وما يرجع إلى الحدثان، والملاحم، وأمثال ذلك. وهؤلاء مثل: كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبد الله بن سلام وأمثالهم , فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم. (    ) .

 واقع الإسرائيليات في التراث الإسلامي :...

              اختلف منهج المفسرين في تلقي هذه الإسرائيليات. فابن جرير الطبري,  ذكر الكثير منها دون أن يتعقبها بما ينبغي, دون أن يخضعها للعقل والشرع ..!! ( وهو الذي كتب تاريخ معركة كربلاء ) الذي نحن بصدده.. نقدم هذه الآراء والدراسة كمقدمة لما نال ثورة أبي عبد الله {ع} من هؤلاء الكتاب الذين نفخهم الإعلام زورا وبهتانا  , وما هم سوى تبع الإسرائيليات ..

          وفعل كذلك عدد من المفسرين كابن أبي حاتم ممن لم يكن لهم همٌّ إلا الجمع فحسب دون التنقيح. أما المحققون فأكثرهم انتقدوا الإسرائيليات، لكنهم لم يقدروا على التخلص منها  كلها، خاصة الذي اختلط بكلام الصحابة والتابعين، وصعب تمييزه. ومن هؤلاء المفسر الإمام ابن كثير الدمشقي.... يقول : ابن كثير (ت 747هـ): «ثم ليعلم أن أكثر ما يتحدثون به غالبه كذب وبهتان، لأنه قد دخله تحريف وتبديل وتغيير وتأويل. وما أقل الصدق فيه! ثم ما أقل فائدة كثير منه، لو كان صحيحاً! ...!!

         اما ابن جرير قال : حدثنا ابن بشار أبو عاصم أخبرنا سفيان عن سليمان ابن عامر عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير عن عبد الله –هو ابن مسعود– قال: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء. فإنهم لن يهدوكم وقد ضَلّوا. إما أن تُكَذِّبوا بحق، أو تُصَدِّقوا بباطل. فإنه ليس أحدٌ من أهل الكتاب، إلا وفي قلبه تاليةٌ تدعوه إلى دينه كتالية المال"». وكلام ابن مسعود  صحيح تماماً. وقد سبق بيان أنه اتهم كعب الأحبار بأن اليهودية ما تزال في قلبه.

                   لعلّ من أشد الناس في الرد على الإسرائيليات، هو الشوكاني الذي يندر جداً أن يوردها في تفسيره إلا لينقدها ويفنّدها. وهو يرى أن رواية الإسرائيليات سبب للاضطراب في التفسير والتناقض بين السلف، حيث تجد كل مفسر يقول بقولٍ مختلف.لهذا نهى الله عن سؤالنا أهل الكتاب عن تلك التفاصيل {ولا تستفت منهم أحداً}....

وعلى هذا النهج سار الألوسي والسعدي في تفسيريهما. قال المفسر السعدي بعد تفسير الآية (74) من سورة البقرة: «واعلم أن كثيراً من المفسرين رحمهم الله قد أكثروا في حشوا تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونَزَّلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، محتجين بقوله: "حَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج". والذي أرى أنه مفردة غير مقرونة ولا مُنَزَّلَةٍ على كتاب الله فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله{ص}أبدا , وهذه كذبة كبيرة على رسول الله {ص} أن يأمر المسلمين أن يأخذوا من النصارى واليهود .. وهي كذبة كبيرة ,ولكن بقيت في الكتب .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..

 

                         

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45639
Total : 101