اطلعت عقب نقاشات مستفيضة مع الدكتور علي الجابري المختص بالتنمية البشرية، على مشروعه القريب من ولادة ستكون مؤثرة في مضمار ما يجب ان توليه الحكومة و المنظمات غير الحكومية من اهتمام ارجو ان يكون جديا وحيويا من حيث الفهم و التعامل.
يرى الجابري ورؤيته واضحة، ان العراق احوج ما يكون اليوم الى لملمة وضعه تحت سماء من الامن، واقول سماء امنة مع الانتباه الى الارض التي يجب ان تكون مؤمنة لدوام الحياة بما فيها من مواكبة لمتطلبات العصر، يستهلكها الانسان ثم لينتج عملا مثمرا بما يعود بفائدة. ليس بالامر الخاف على احد ان عناصر التأشير على الوجود الديمقراطي مشابهة لما تحرك عليه الجابري من تشخيص للوضع العراقي من حيث الحاجة، فالديمقراطية في الشرق توهمنا بالخطأ انها تعني صندوق اقتراع، وهذه اختصارة مردودة ومرفوضة، وتعريف وهمي للديمقراطية التي طورها العالم الحر بعد صراعات فكرية و معارك كادت تنتهي بكارثة كونية في الحرب العالمية الثانية و ما تلاها من ازمة كوبا خلال الحرب الباردة. الدكتور علي الجابري” وهو تدريسي شاب” يخلو من عقد الوظيفة الحكومية التي تجبر اكثر حائزيها على مسلمات في الرأي لمماشة الواقع، لذا فان اختياره للتدريس ضمن الجامعات الاهلية رسم معنى التحرر في تنظيم و تنضيج و ابداء الراي بعيدا عن الصيغ المشابهة للصناعات الداخلية السئية!. اولا لابد من التوثيق انه كان الاول في طرحة لموضعة الامن الانساني، مع شروحات للمعنيين العلمي وايضا الواقعي للاحتياجات العراقية، ولاسيما ان العراق يمر و سيمر بمنعطفات تكاد تبدو فيها صور التظاهر السابقة وردية وحالمة اذا لم يتم الاسراع بمعالجة وضع العدد المتزايد من حالات الانقسام بين العقيدة و المدخولين العلمي و المالي!. وثانيا فان الجابري فطن لما يجب ان تكون عليه اليات الحراك من حيث انه نضج فكره تشابه مزود الطاقة في الاجهزة الذكية، على اعتبار ان الجهاز الحكومي الراعي للبرامج الادامية للوجود الحكومي يجب ان يستشعر المطبات، فان كان الجواب لا، فان تقدمة الجابري حول برنامج الامن الانساني ستكون بمثابة الاشارات الضوئية على الطريق لتوفر للسائر ايا كان، حكومة او شعبا الاحتياجات التي تدل على التحرك بين نقطتين او اكثر للوصول الى الهدف. الفكرة التي يجري استيلادها الان، تعكس الالحاح الفردي لصوت يطلب ان يفهم صانع القرار انه اذا ما استمرت نفس برامج الاهتمام القديم بالحراك، فاننا امام حالات شلل وعدم فهم لما اصبح عليه ليس العالم بل الداخل العراقي الذي لن يصمد اعلى فوهة بركانه اكثر.
مقالات اخرى للكاتب