Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
السومري المستعرب
الأربعاء, تشرين الثاني 6, 2013
علي المؤمن

 

ابتداء أخص الباحثين وأصحاب الإختصاص بمقالي هذا؛ خشية أن يتحول الموضوع عن مساره العلمي الى كلام بعيد عن لغة العلم أو الى مساجلات عاطفية ايديولوجية أو اتهامات يستقيها بعض الناس من المناهج الشوفينية العنصرية المحرفة للحقائق والتاريخ؛ ولاسيما مناهج الكتابة التاريخية التي أسس لها في العراق؛ العثماني التركي ساطع الحصري (وزير المعارف في العهد الملكي)، وسارت عليها المناهج المدرسية والمؤلفات والدراسات في عهد حزب البعث.
إن السومريين هم أصل العراق الجنوبي، وهم من الشعوب السامية، وليسوا من القبائل العربية النازحة من اليمن ( أبناء قحطان) أو المستعربة النازحة من الجزيرة العربية ( أبناء عدنان). ولكن اختلطت أنساب السومريين مع هذه القبائل؛ فأصبح السومريون العراقيون جزءا من عرب القبائل النازحة المستعربة أو العاربة؛ بدءا من كندة وكلاب وتميم وبكر وخزاعة وانتهاء بمذحج و طي ووائل وغيرهم. والحال ان هذه القبائل ليست عراقية بالأصل وانما جزيرية ويمنية. وهو أيضا ينطبق على جميع الأسر الهاشمية التي جاءت الى العراق مع الفتح الإسلامي منذ 1400 سنة فقط. في حين ان وجود القوميات السامية العراقية الأخرى؛ كالسومريين والبابليين والكلدان والآشوريين؛ هو بالغ القدم في العراق؛ بل هي القوميات المؤسسة للعراق، ولها لغاتها الخاصة وخصائصها القومية المستقلة.
والمقال ينطلق في معالجته الانثروبولوجية من هذه الفرضية الإشكالية: إذا كان جميع سكان الجنوب والوسط ينتسبون حاليا الى القبائل العربية النازحة؛ فأين من تبقى من السومريين إذن؟! هذه الإشكالية تفرض ـ ابتداء ـ على من يهتم بشان أصول العراقيين القدماء أن يبحث في أنساب السومريين الحاليين و قبائلهم الباقية حتى الآن. كما هو الحال مع الشعبين الكلداني والآشوري العراقيين الساميين اللذين لايزالان محتفظين بأنسابهما ولغتيهما وخصوصياتهما القومية؛ ولم ينسبا نفسيهما الى القبائل النازحة. ومثلهما الشعب الأمازيغي (البربري) في شمال افريقيا؛ الذي بقي محتفظا بأنسابه وقبائله وخصوصياته؛ رغم اختلاطه بالقبائل العربية القادمة مع الفتح الاسلامي ورغم ذوبان الأمازيغ في الاسلام.
والحقيقة ان الشعوب التي وجدت في العراق (حدود العراق الجغرافية الحالية) منذ القدم؛ لم تكن شعوبا عربية؛ بالمعنى العلمي؛ بل هي شعوب سامية (كالكلدان والآشوريين والسومريين) وآرية (كالكرد والفرس) وطورانية (كالترك). وكانت هناك تجمعات عربية يمنية وجزيرية نزحت الى العراق في فترات متفاوتة سبقت الفتح الإسلامي بمئات السنين. ولكن النزوح الأهم والأكبر هو نزوح قبيلة (المناذرة) العربية اليمنية الى العراق، ونزولها في منطقة الحيرة التي تحولت الى عاصمة للعراق الأوسط. أي ان العرب هم آخر الشعوب السامية التي سكنت العراق (فيما لو أذعنا بأن قحطان هو أبُ العرب العاربة وعدنان هو أبُ العرب المستعربة). أي ان الشعوب السامية التي وجدت في العراق قبل العرب ليس منها من ينتسب الى قحطان وعدنان. والدليل إن النبي إبراهيم (ع) كان يتكلم السريانية وربما العبرانية معها؛ أي أن إبراهيم كان ساميا ولم يكن عربيا ولا يهوديا؛ بل ان العرب المستعربة ( أبناء عدنان ) واليهود ( أبناء يعقوب= إسرائيل) هم من أحفاده. أما إبنه اسحق (ع) من زوجته سارة؛ فكان يتكلم العبرانية، وهو جد الشعب اليهودي السامي. والنبي يعقوب (ع) إسمه الأصلي (إسرائيل)؛ وهو أبُ بني إسرائيل؛ إذ ان القرآن عندما يخاطب بني إسرائيل؛ فإنه يخاطب بني يعقوب (اليهود). ويعقوب هو إبن حفيد إبراهيم. أما إسماعيل الإبن الثاني لإبراهيم من زوجته هاجر؛ فهو مستعرب بواسطة قبيلة جرهم العربية اليمنية النازحة الى مكة، والتي عاش إسماعيل معها وفي كنفها وأصبح واحدا منها وتزوج من إمراة جرهمية؛ التي هي أم العدنانيين؛ فالعدنانيون الجزيريون المستعربون هم قحطانيون يمنيون عرب عاربة من ناحية الأم. وعدنان هو أيضا إبن حفيد اسماعيل (ع)؛ أي ان ظهور العرب في الجزيرة وظهور اليهود في سيناء؛ كان متزامنا تقريبا من الناحية التاريخية.
ومن هنا؛ فإن وجود الشعوب السومرية والآشورية والكلدانية في العراق سابق لولادة إبراهيم (ع)؛ وبالتالي سابق بكثير لظهور العرب المستعربة في الجزيرة العربية. والدليل ان ابراهيم عندما بعث لبابل الكلدانية ثم لأوروك السومرية؛ فانهما كانتا حضارتين عريقتين كبيرتين في مساحتهما الجغرافية وتضمان شعبين كبيرين في عددهما وقديمين جدا في ظهورهما في وسط العراق وجنوبه. وبالتالي؛ فان السومريين شعب عراقي حضاري عظيم لم ينقرض؛ ويسبق وجوده نزوح القبائل الجزيرية واليمنية الى العراق بآلاف السنين.
وبحضور العرب الى العراق بهجرة المناذرة وهجرات ما بعد الفتح الإسلامي؛ اكتملت حلقات تكوّن الأمة العراقية؛ بأجناسها وقومياتها الأصيلة: السومرية والكلدانية والآشورية والعربية واليهودية (ساميين) والكردية والفارسية (آريين) والتركية (طورانيين). وهذا العراق المتعدد القوميات هو العراق الأصيل؛ وبدون هذا التعدد المتعايش لا يكون العراق عراقا.
ولكن يشاء التطور التاريخي أن يتحول العراق الى بلد عربي، ويكون الشعب العربي هو الغالب عددا وعدة ونوعا؛ لتصل نسبة العرب فيه تدريجيا الى أكثر من 70% من نفوس العراق. ولكن مما لاشك فيه ان من بين هذه النسبة مستعربين كثر؛ ولاسيما من القوميات الكلدانية والسومرية والكردية الفيلية والفارسية والتركية. وبمرور الزمن وبمنطق التعايش وبقدرة العرب المعروفة على استيعاب الآخرين؛ أصبح هؤلاء المستعربون جزءا لا يتجزأ من هذه القبائل العربية ومن القومية العربية. وهو قدر إلهي؛ لكي تتبلور هوية العراق القومية، وتكون هذه الهوية العربية هي ركيزة الإستقرار الوطني الأولى؛ لأن كل بلد أصيل لابد له من أكثرية سكانية؛ قومية أو مذهبية؛ تكون بمثابة الشقيق الأكبر والحاضن العادل للقوميات الشقيقة المتعايشة بتوازن حقيقي في الوطن.
وقدر إلهي أيضا أن تتحول الأكثرية المذهبية في العراق الى أكثرية مسلمة شيعية؛ لتكون هذه الهوية هي ركيزة الإستقرار الوطني الثانية؛ بالمنطق نفسه الذي يحكم الركيزة الأولى ( القومية )؛ بعيدا عن أي تمييز في أي جانب. واللافت أن يتسبب التطور التاريخي في تركيز معادلة ( شيعة عرب ) في وسط العراق وجنوبه؛ اي في مساحة الحواضر العراقية العالمية التاريخية الكبرى؛ وتحديدا بابل وسومر وأكد، والتي تُختصر في حضارة وادي الرافدين أو بين النهرين، والتي قدمت للبشرية الكثير جدا من العلوم والفنون والنظريات والأساطير والقوانين والحكمة والفلسفة.
والمفارقة الغريبة؛ أن تصل جرأة المنهج الشوفيني الطائفي البعثي في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي؛ لتصف سكان هذه الحواضر بالهنود والفرس والغجر؛ وتحديدا سكان الأهوار وجزائرها والمناطق المحيطة بها؛ اي المنطقة الممتدة من الوركاء في محافظة السماوة وحتى الفاو في أقصى جنوب محافظة البصرة؛ والتي تضم أهوار الجبايش والشيب وكرمة علي والعمارة والحمّار وام النعاج والعظيم والفهود والترابة والمالح والسعدية، والمدن والمناطق المحيطة والمجاورة؛ وهي التي كانت يوما عواصم لإمبراطوريات وممالك؛ كأوروك وأور وكيش وأريدو ونيبور ولاكاش وغيرها. وسكان هذه المناطق هم أصل العراق وهم مؤسسو العراق وبناة حضاراته منذ ستة آلاف عام؛ ولولاهم لما كان هناك بلد أسمه العراق؛ لأن اسم العراق إسم سومري مشتق من أوروك التي تقع في محافظة الناصرية حاليا؛ إحدى عواصم الحضارة السومرية. فالعراق الأصلي ـ إذن ـ هو أوروك وهو الناصرية وهو أمبراطورية سومر في جنوب العراق؛ ثم امبراطورية أكد؛ التي انطلقت من كيش في محافظة البصرة ووحدت ممالك سومر ثم بابل ثم آشور، وأشادت العاصمة السومرية الجديدة (أكد) في الفرات الأوسط. وفي عهدها تشكل العراق طوليا بصورته القريبة من شكله الحالي؛ اي الوادي الخصيب الذي يمتد من الفاو وحتى شمال الموصل. ولكن بعد أربعة آلاف سنة على تشكيل العراق على يد السومريين؛ يأتي المنهج الشوفيني الطائفي البعثي ليصف مؤسسي العراق بأنهم هنودا وفرسا وغجرا؛ ويقصد بهم شيعة جنوب العراق؛ بدون لف ودوران وكنايات؛ وتحديدا سكان الأهوار وجزائرها والمناطق المحيطة بها؛ والذين يشكلون ثلث سكان جنوب العراق تقريبا.
والمفارقة الأخرى إن سكان العراق الأصليين هؤلاء؛ يُطلق عليهم لفظ ( الشراكوة)؛ وهي تسمية سومرية أصيلة. وأعتقد أنها مشتقة من اسم إمبراطور العراق السومري ( شروكين)؛ والذي يعرف في المدونات التاريخية المعربة باسم ( سرجون ) الأكدي. والتفسير التاريخي ربما يقودنا الى أن شروكين (سرجون) قاد أفراد جيشه المنتمين الى اسمه؛ اي الشروكيين أو الشراكوة؛ ليزحف باتجاه ممالك وادي الرافدين ليوحدها من الفاو وحتى شمال الموصل. وبذلك يكون الشروكيون هم مؤسسي العراق طوليا بشكله القريب من شكله الحالي. وتكتمل حلقات الكراهية والتمييز الشوفيني الذي أسسه العثماني ساطع الحصري؛ الذي تلفع زورا بعباءة الايديولوجية القومية العربية؛ ثم ليتلقف هذه الحلقات ميشيل عفلق وحزبه؛ بسن القوانين التي يكون فيها العراقي الأصيل هو غير العراقي الأصيل؛ أي ليكون العراقي الأصيل هو العثماني، وليس الشروكي والسومري والعربي؛ ولاسيما إن السومري المعاصر لابد أن تحمل هويته حرفي (شين)؛ أي شيعي وشروكي. وهاتان الشينان تشكلان لعنة ترافق هذا العراقي الأصيل كظله؛ فتحولانه الى مواطن من الدرجة الثالثة؛ على اعتبار أن الشيعي العربي الأصيل المتحضر جدا غير الشروكي؛ هو مواطن من الدرجة الثانية. وهذا ما سار عليه عرف ما يسمى بالدولة العراقية لما قبل عام 2003. ورغم انهيار الدولة العنصرية الطائفية؛ الا ان اسطوانة الكراهية للشروكي والاشمئزاز لاتزال تسمع بتركيز في مجالس وأحاديث الجماعات الطائفية والشوفينية؛ حتى تلك المشاركة بقوة في العملية السياسية؛ على خلفية صعود الكثير من (الشراكوة) الى مناصب عليا في الدولة؛ وزراء ونواب ومدراء عامين وقادة عسكريين. ومرد الكراهية واضح كما ذكرنا. أما الإشمئزاز؛ فمرده إن هذا الطائفي الشوفيني يرى نفسه بأنه هو العراق وهو الدولة العراقية وهو السيد والقائد والمالك وصاحب الدار منذ مئات السنين؛ فكيف يسمح لنفسه أن يتحول (الشروكي) الذي ظل لمئات السنين مواطنا من الدرجة الثالثة وأجيرا وحطبا لحروبه ومادة لفتنه وبغضائه وسخريته؛ يتحول الى ند وجليس وشريك له في الحكومة وفي مجلس النواب وفي الوزارات والقيادات العسكرية. وبالتالي؛ إذا كان المراد من اجتثاث البعث هو اجتثاث الأفراد؛ فلا قيمة كبيرة لذلك؛ لطالما بقي هذا الفكر العنصري الطائفي محفورا في عقول وقلوب كثير من السياسيين الحاليين ممن لم يكونوا أعضاء في حزب البعث، أو كانوا أعضاء صغار فيه. لقد قرأت الكثير عن حضارة السومريين، ولاسيما الكتب والدراسات التي كتبها باحثون متخصصون لم يتأثروا بالمنهج الشوفيني؛ ولكني لم أتعرف الى الآن على كتاب أو دراسة علمية تشير الى بقايا السومريين الحاليين وقبائلهم وأنسابهم؛ وهي قضية مهمة تثير الفضول العلمي؛ أكثر من كونها قضية عاطفية وقومية وسياسية. وهذه المهمة من المفترض أن يقوم بها ابتداء الباحثون المتخصصون بالشأن السومري، ثم من يدعون الى تسمية إقليم جنوب العراق المقترح بـ ( إقليم سومر)، وأخيرا من ينسب نفسه الى السومريين.


مقالات اخرى للكاتب

تعليقات
#1
احمد الساعدي
11/10/2014 - 03:03
مغالطات تاريخية
كلام مبني على افتراضات الكاتب ومخالف لآراء كل الاثاريين والمؤرخين الاجانب والعراقيين. ومن جملة المغالطات التي يتحدث عنها هو فصله بين العرب والكلدانيين والبابليين والاكاديين فان هؤلاء اقوام سامية (جزرية) ومن سلالة الاقوام الارامية والعمورية النازحة من جزيرة العرب وهم اسلاف العرب ولكن للاسف اصبحت الكتابة بمواضيع التاريخ خاضعة للرغبات والعواطف والتمنيات وعقدة النقص الحضاري التي يعانيها بعض المغتربين فهم لايميزون بين العرب الذين ظهروا للوجود قبل حوالي اقل من 2000سنة مع البابليين والاكاديين الذين ظهروا قبل 5000آلاف سنة ويعتبرون هؤلاء غير أولئك ولايعرفون ان هءلاء احفاد اولئك
 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45905
Total : 101