قرر رئيس مجلس النواب العراقي بالجلسة 29 من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الرابعة تغيب 37 نائباً صوتوا لهم زملائهم بالنيابة عنهم لحضور الجلسة وان العد الالكتروني لحضور الجلسة بين أن 220 نائباً حضر الجلسة بينما كشف العد اليدوي حضور 187 نائباً فقط ، فيتم التصويت على القرارات من قبل الأعضاء بالنيابة عن زملائهم الغائبين ، ولكن من الذي صوت زور ( غشاش ) بالنيابة عن 37 عضواً غائباً ، فهذا لايُكشف عنه لكونهم (فضائيين أصبحوا) ولقد وصل هذا المصطلح المتداول عند العسكر لأروقة البرلمان وهنا تكمن العبرة وهو الأمر الذي دعاني للوقوف عنده ملياً لطرح هذه الظاهرة أمام الرأي العام قاصداً به الناخب العراقي المسكين ولا يخفى على حضاراتكم أن لفظة مريدي تعني التزوير في الوثائق والمستمسكات والشهادات أما الآن فقد أضاف لها البرلمان تشريع جديد اسمه التزوير في سجلات الحضور والغياب في مدرسة البرلمان النجيفية المسائية واخذوا يدرسون فيها الكورسات في الطرق الغير مشروعة ، فهؤلاء المزورين أصبحوا من المتميزين في التصريحات النارية وخبراء في تعطيل القوانين وتعديلاتها وكثيراً مانسمع ونقرأ أن هذه المدرسة البرلمانية المسائية قد أنهت القراءة الأولى والثانية والمليون لخمسين مشروعاً (قوانين ) !! ولكن رفض التصويت على مشروع القوانين واعادتة إلى السلطة التنفيذية لدراستهِ من جديد أو يؤجل هذا القانون إلى مابعد العطلة التشريعية ووفقاً للدستور لمزيد من المناقشات وهكذا وعلى مدار أربع سنوات من هذه (الجنجلوتيات ) .
لقد شاب رأسنا من لجانكم ودراساتكم وقوانينكم المعطلة والكاذبة والفارغة ياءيها المزورين والى أي مدى تقومون باستغفال الناس والضحك على ذقونها ، ومتى تنتهي فصول هذه المسرحية الهزلية التي تدار من قبل ممثلين بارعين في الغش والتزوير والتصويت بالنيابة .
فعندما يلجأ البرلمانيون إلى هذا السلوك المنحرف في المراوغة والتزوير (الغش) فهل يؤتمنون على حاضر ومستقبل العراق وهل نترجى منهم خيراً في ملاحقة الفاسدين والقضاء على اللصوصية أو يكونون دعاة للبناء والأعمار ومفخرة في تمثيلنا في اللجان وقادرين على تشخيص الأخطاء والسلبيات ومعالجتها ووضع الحلول الناجعة لمعضلاتها ، فأعتقد إنهم غير جديرين لهذه المسؤولية ولهذا الدور التمثيلي الفاشل للشعب فهو أشبه احدهم بالذئب الذي يتربص للفريسة الجانحة عن القطيع ليقتنصها ، ومتيقن ايضاً إن دورهم ينصب على كيفية اكتنازالفرص بالحصول على الأموال من خلال الامتيازات التي شرعوها لأنفسهم ، وغالبيتهم لايرمش لهم طرفة عين للوحل الذي سقط به هذا البلد فهم يسيرون بنا من فشل إلى فشل ومن انتكاسة إلى أخرى فالوضع بات سيئاً جداً وبسببهم أصبحنا تائهون وسوف يجهش شعبنا بالبكاء كثيراً عندما يعيد انتخاب هذه الشلة الفاسدة مرة أخرى وإلا بماذا تفسرون غشهم وغيابهم المستمر أليس هذا سبب من أسباب الضياع لهذا البلد ونحن من يدفع ثمناً كبيراً وهو الدم العراقي وأنا أقول أن الشعب يتحمل جزءاً من هذا الأمر نتيجة اختياره لهم فنقول نفوض أمرنا إلى الله .
مقالات اخرى للكاتب