Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ملائكة لكنهم من صنف آخر
الاثنين, آذار 7, 2016
كاظم فنجان الحمامي

لن نتحدث هنا عن عميدة الأدب العربي (نازك الملائكة)، ولا عن مسلسل ملائكة تشارلي في حلقاته الهوليودية المتلفزة، ولا عن شجاعة ملائكة الرحمة في مستشفيات فلورنس نايتنجيل، ولا عن براءة الملائكة التي أنجبت ملك الغرام (كيوبيد)، ولا عن ملائكة الفردوس المحلقة بأجنحة النور، وهي تطوف في جنات الخلد بأكواب وأباريق وكأس من معين، ولا عن الملائكة التي رسمها ميخائيل أنجلو تحت سقوف كاتدرائيات المتعة والعذاب، ولا عن أي ملائكة من ملائكة المعابد الزرادشتية أو الهندوسية القديمة، فحديثنا هذه المرة سيقتصر على ملائكة الحكومة أو حكومة الملائكة، التي تمسك الآن بصولجانات الحكم والتحكم، والتي أدخلتنا عنوة إلى خيمة السيرك السياسي، وربطت مصيرنا ببندول التأرجح الحضاري، فسقطنا في قعر التصنيفات العالمية المعنية بتقييم نزاهة البلدان وأمنها واستقرارها، حتى لم يعد وراءنا وراء بين الشعوب والأمم.

لسنا مغالين إذا قلنا إننا نمر اليوم بمرحلة تقشفية قلقة، تمثلت بسلسلة من التعديلات الطارئة على سلم رواتب الموظفين، تلتها موجة من قرارات الاستقطاعات المتوالية، وموجة أخرى من القرارات الضريبية والجمركية، أعقبتها حزمة من قرارات التقنين والترشيد وتقليل النفقات، ثم تحول أبناء الخايبة إلى آلة نقدية متخصصة بتعويض النقص الحاد في ميزانية الحكومة الملائكية، ومتخصصة بدفع فواتير التقصير والعجز المالي، وهكذا تحولنا بمرور الأيام إلى فئات مُجبرة على التضحية بآخر فلس من مواردنا الذاتية الضعيفة من أجل تغطية نفقات الملائكة والعفاريت والمردة. كانت مستشفياتنا مجانية، ومدارسنا مجانية، ونحظى من وقت لآخر بتخفيضات مالية وإعفاءات رسمية شاملة، ثم هبطت علينا ملائكة السياسة من سماوات التعالي الطبقي لترسم لنا مسارات معتمة بالاتجاه، الذي يجعلنا نقدم الهبات والقرابين المالية السخية بذرائع ومبررات لم نسمع بها من قبل. حتى بات من المرجح أن نشهد في الأيام القادمة اختفاء الفوارق بين أجور الخدمات، التي تتقاضاها مؤسسات القطاع العام، والأجور المماثلة لها في خدمات القطاع الخاص. نحن هنا ندفع النقود، وهناك ندفع النقود. وهنا نسدد الفواتير، وهناك نسدد الفواتير. مطالبون بدفع فواتير الماء والكهرباء والغذاء والدواء، ومطالبون بدفع تعويضات الشهداء والجرحى والمفقودين، ومطالبون بتغطية نفقات المقاومة الوطنية ضد الإرهاب، وتسديد أجور تنقلاتنا، ونحن الذين يتعين علينا التضحية بالغالي والنفيس من أجل ضمان بقاء ملائكة الحكومة في أبراجهم الفوقية، ويتعين علينا أن نرعى شؤونهم ونلبي رغباتهم، فالملائكة هي التي تفكر وهي التي تقرر، وما علينا إلا التنفيذ والطاعة.

بات كل شيء عندنا بثمن، فالفرح له تسعيرته، والحزن له تسعيرته. الولادات الجديدة لها تسعيرتها، والوفيات المباغتة لها تسعيرتها. حتى العبادات وطقوسها المتشعبة صارت عندنا بثمن، فالثراء أحياناً هو الذي يحدد درجات التقوى في المسارح المفتوحة لممارسة الرياء، وهو الذي يضمن لك العيش الرغيد في بلد التسديد والتقسيط، وما عليك إلا التفكير بالدفع العاجل أو الآجل لداكين الملائكة، الذين وصلت رواتب بعضهم التقاعدية إلى عشرات الملايين.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43954
Total : 101