Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مثقّفو الماكياج
الاثنين, نيسان 7, 2014
علي الابراهيمي

 

المثقف طالما كررت انه ذلك الموسوعي المنتج. وهذان العنصران - الموسوعية والانتاج - لا ينفصلان , فالموسوعية غير المنتجة خزين ترابي , والانتاج الذي لا يقوم على اساس الوعي الموسوعي كسراب بقيعة .

اما مفهوم ( المثقف ) اليوم فهو على قسمين : واقعي واصطلاحي . والمثقف الاصطلاحي هو الذي يتم ادراجه عادة تحت العناوين الثقافية فرضا او اكراها , في حين قد لا تتعدى ثقافته الجلوس على المقاهي واحتساء القهوة , او ربما يكون من مثقفي موائد الخمر والليالي الحمراء , اما المثقفات الاصطلاحيات فهنّ عادة لسن بحاجة الى اكثر من ملابس شفافة وانواع من البودرة الفوقية والتحتية , حتى وان  كنّ لا يفككن الخط .

والكثير من متصدري المشهد الثقافي العراقي اليوم هم ربائب عالم المثقف الاصطلاحي , وبعضهم كان يسرق جهود وابداع الاخرين قبل 2003 , وينشر تلك الاعمال باسمه , مستغلا نفوذه البعثي ايام نظام البداوة الهدّام . وقد عاد هؤلاء اليوم يعملون مع كل اصناف السياسيين البراغماتيين , ويحصدون الجوائز والهدايا ويزدادون نفوذا , سيما خلال السنوات العشر الاخيرة التي تصدى فيها ارباع المتعلمين لدفة السلطة في مختلف المؤسسات العراقية .

لكنّ حديثنا في المثقف الواقعي , الذي يملك موسوعية قادرة على الانتاج فعلا . وهؤلاء ايضا انقسموا الى خطين , حيث تجمعهم الامكانية الموسوعية الضخمة , لكن يفترقون في الانتاجية , حيث هناك انتاجية ايجابية وانتاجية سلبية .

ان مجموعة الظروف والضغوط والاغراءات والمحن والتنافس تسببت بتيار ضاغط كبير على نفسية المثقف العراقي , حيث وضعته على مفترق طرق ,  امّا الصمود والحفاظ على مبدأه ونقاوة قلمه وانتاجه , لكن عبر الوقوف بوجه تيار دنيوي مقيت شرس بهيمي , او السير مع التيار والعيش بهستيريا لا منطقية .

لقد حافظ الكثير من المثقفين والمثقفات على استقلاليتهم ولم يبيعوا اقلامهم او ابداعهم , ولازالوا ينتجون ويتألّقون , الا انهم في الغالب يخسرون الدعم المؤسساتي او المالي او الخ , غير انهم يعيشون حالة من الطمأنينة والسلام النفسي والسمو الفكري , تجعل منهم ارقاما صعبة وتختصر في كل مبدع منهم فيض امة .

اما القسم الاخر من المثقفين والمثقفات الموسوعيين فإنتاجهم موجود , لكنه سلبي , بمعنى مدفوع الثمن لصالح جهات وافراد ومؤسسات تملك المال والنفوذ , لكنها تفتقد الحق وتفتقد الغائية والنبل .

نعم , هذا النوع من الانتاج الثقافي المباع تحت وطأة الظروف والضغوط فتح سوقا يتسافل يوميا بالمنتج الابداعي , كما يتسافل بشخص منتجه من المثقفين .

اصبح من المألوف قيام المؤسسات السياسية والجهوية بشراء مجمل الانتاج الابداعي للمثقف , واستغلال هذه الجهات ثقافة ولسان وقلم هذا المثقف بما يخدم مشاريعها , والتي يفتقد القائمون عليها عادة للثقافة والحضور اللازمين . وتصل هذه العملية في النهاية بذلك المثقف الى الحضيض الاجتماعي , وتجعله العوبة بيد مجموعة من الحمقى وارباع او انصاف المتعلمين , حتى يذوب تلقائيا في عالمهم الاحمق دون وعي .

في احد المسلسلات العربية المصرية دفع رجل الاعمال لإحدى النساء المحترمات المحتشمات ما يقرب من مليوني جنيه مقابل تقبيل يدها فقط , فعاتبه مدير مكتبه , واخبره ان المبلغ كبير نسبيا امام تقبيل يدٍ فقط , وكم سيدفع لو اراد منها ما هو اكثر واكبر , فأجابه رجل الاعمال انّ هذه المليونين جنيها هي لشراء شرفها الذي لازال موجودا , لكنها عندما توافق وتسمح بتقبيل يدها ستكون قد باعت اخر دروعها وستبيع كل جسدها باقل من عشرة جنيهات ! .

وهكذا هو المثقف الذي يبيع عقله وثقافته من اجل المال او الجاه والنفوذ , فهو مستقبلا لن يجد من يشتري منه شيئا , لأنه سيكون قد تحول عبدا ذائبا في فنجان سيده .

الانسان المثقف الذي يبيع عقله او قلمه وابداعه سيصير بالتدريج كتلك القرية الخاوية على عروشها , حيث بئر معطلة وقصر مشيد .

وقد نرى وضوحا اكبرا لهذه القصة في عالم الاعلام , والذي وصف الشهيد الصدر الثاني القائمين عليه - حين وجوده - بما مضمونه ( كلهم دنيويون )  .. ونحن لا نقول ان زماننا كزمان الشهيد الصدر , لكننا نقرّ ان الغالب على الاعلام اليوم المشاريع الجهوية التنافسية لرؤوس اموالٍ متصارعة , يمثّلها على الارض تجّار الحروب وزعماء العصابات , لذلك فبيع المثقف نفسه لوسائل الاعلام الغالبة على الساحة هو كمن يكون قد باع روحه للشيطان .

وحين دخول عالم الاعلام الدنيوي المتصارع يجد الانسان نفسه بعد ذلك غارقا في بحر من الضياع الفكري , يصعب الخروج  منه , لذلك حين يوفّر الله تعالى فرص استنقاذٍ للكثير من المثقفين من براثن النخاسة الاعلامية نجدهم لا يستطيعون اخراج انفسهم والعودة الى الذات النقية , لانهم يكونون قد نسوا البصيرة تحت تأثير اضواء البصر .

الملفت والمحزن ان هذا القسم الاخير من المثقفين الذين باعوا ارواحهم يصبحون في الغالب عرضة لتلاعب من هم اقل منهم شأنا بكثير , بل لا يملكون حق تقرير المصير لمنتجهم الابداعي ! .

ويمكن ايجاز الحالة التي يعيشها امثال هؤلاء المثقفين المباعين بإيجاد تسميةٍ مناسبة لهم , حيث انهم ( مثقفو الماكياج ) . والذين تتلخص وظيفتهم بتجميل الوجوه القميئة والقبيحة , واجراء عمليات التجميل بعد كل تشوه يطرأ على جسد مؤسسة او جهة عفنة .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50451
Total : 101