غالبا ما يكون في البيت من الأولاد من هو الهادئ وقليل الكلام ومن هو الثرثار وطويل اللسان وعدما يحضر للبيت ضيوف من كبار ووجهاء العشيرة أو شخصيات كبيرة لها مكانة في المجتمع يقوم الأب بإخفاء الولد ذي اللسان الطويل خارج الدار بعيدا عن الضيوف ويقفل الباب كي لا يأتي ويُحرج الأب أمام الضيوف بثرثرة ابنه طويل اللسان ويتحدث أمام الضيوف بكلام صارح جارح بحت بعيد عن التملق والتلهوق والتزلف والتكلف ويكشف المستور وفي نفس الوقت يظهر ويبرز الابن الهادئ المطيع والذي يتقن فن المجاملة ليعطي صورة جميلة للعائلة في حسن التربية أمام الضيوف ويبقى الابن ذو اللسان الطويل محبوسا خارج الدار ينظر من الشباك ويسأل كل من يمر بجانب الشباك : ها … راحوا لو بعدهم ؟؟؟ فيضطر أن يذهب بعيدا عن الدار بحثا عن من يتقبل أن يستمع إليه .
الإعـــلام والصحافة في محافظاتنا الحبيبة يتعاملون مع الكاتب الساخر كتعامل الأب مع الابن الثرثار وطويل اللسان يتحببون ويتقربون للكاتب السياسي الهادئ أو المحلل الاقتصادي أو التاريخي ممن يجيدون فن المجاملة (وحسن الضيافة) ويبعدون الكاتب الساخر ويغيبون مقالاته لأن كتاباته تكشف المستور وبعيدة عن التملق والتلهوق وتغيض المسؤول وهم أي أصحاب الصحافة يجاهدون بكل ماأوتي من قوة من أجل إرضاء وتقرب المسؤول
ويبقى الكاتب الساخر غائبا عن صحافة محافظته ومضطرا بالبحث عن صحافة غير صحافة محافظته صحافة مستقلة غير متملقة تتقبل كتاباته وتحترم آرائه .
يلومني البعض لابتعادي عن صحافة المحافظة… بالله عليكم هل سمعتم صحيفة تنسى أن تنشر زاوية ثابتة من زوايا الصحيفة ولا تعير أي اهتمام واحترام لكاتب الزاوية وقراء الصحيفة !!؟؟
مقالات اخرى للكاتب