فجأة ومن غير سابق إنذار خرج علينا القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ،النائب شوان الداودي، ليكشف النقاب عن أسباب الجلبة والضجيج الذي شهدته قاعة مجلس النواب اثناء اعلان رئيس الوزراء ، حيدر العبادي، عن تشكيلة التكنوقراط التي وعلى مايبدو لن تحظى بالموافقة لتعاد الكرة مرارا لحين موعد الإنتخابات المقبلة بما يعرف في علم المنطق بالدور والتسلسل او "هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة" ، مؤكدا، ان " فأرا تحت مقاعد البرلمان هو الذي جعل البرلمانيات يصرخن !! اذن لم تكن الضجة التي اطلقت التكهنات على الغارب بسبب اعتراضات على كلمة العبادي وانما بسبب فأر اخترق جميع الدفاعات الأمنية واللوجستية والجدر الكونكريتية ودخل القاعة ليثير الهلع والفزع اثناء اعلان اسماء الحكومة التي اعقبت اعتصامات الشلع قلع " .
الداودي لم بفصح لنا عن مصير الفأر المقتحم ولا عن كيفية دخوله الى قاعة البرلمان، الا ان قطط " علاوي الحلة " والتي كان يضرب المثل بشراستها وبدانتها - سابقا ايام الخير - اعربت عن استيائها الشديد من شجاعة الفئران في زمن جبنت فيه القطط السمان كما كان يطلق عليها ايام زمان ، حتى ان شيخ مشايخ قبيلة - الهر الأسود - صاح بأعلى صوته " راحت بزازين الحامض السماكي ..وظلت بزازين جلد وعظم بالعصي تنساكي " اييييييييييه
واضاف ، كنا بشواربنا المفتولة نرعب قصابي الجوار فيرمون لنا باللحم - جفيان شر ملا عليوي - اما اليوم فنحن نأكل الفلافل بالعمبة أو الصاص المستوردة - تصوووور – ولا تكاد تشرق شمس على العلاوي القريبة من مبنى البرلمان الا وترى قطا - مشنوقا - بعمود الكهرباء لمخالفته مبادئ حقوق الأنسان !!
جل القطط هنا بعين واحدة ، اذ ان الأطفال " المسالمين " يكثرون من اللعب بمسدسات الصجم ويمارسون هوايتهم للتمرين بأعيننا وبالأخص في الأعياد كي لا يجرح بعضهم بعضا ، اما عن تعليق – قواطي البيبسي والسفن آب والميرندا – بذيل أحدنا احتفاء بعيد الحب فهذه موظة قديمة – حيل – حتى انها لم تعد تلفت عناية منظمات حقوق الحيوان خلال مرورها بالمنطقة كل 100عام تقريبا " اذا ماتخوني الذاكرة " !!اييييييه
كانت اسطح المنازل مآوى آمن لنا ، فنحن من عشاق المعالي ، اما اليوم وبسبب تربية الطيور- الكمرلي والزاجل وابو كعكولة - فيها لبيعها لاحقا في سوق الغزل - شغل ماكو ، عطالة بطالة - اصبح محرم علينا المبيت فيها او الوصول اليها ، يتهموننا بإصطياد الحمام مع اننا قد أصبحنا نباتيين- نأكل الطماطة والبصل والخيار بالصمون الحار - ليس الان بل منذ ايام الحصار ، بس إلمن تفهم ؟ اما خصومنا من الفئران فقد دخلوا البرلمان وباتوا يتجولون في اروقته ويأكلون من فضلات طعامه ، ويتنعمون بتيريده صيفا ، وبتدفئته شتاء وصدق من قال " اللي مايعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره " ونحن امام ثلاثة خيارات لارابع لهما ، اما الصلح مع الفئران لنعيش بذات النعيم الذي تعيش فيه حاليا او هجرة العلاوي الى المناطق المجاورة - قبل ان تفرض الفئران علينا و بمشورة الجرذان - فيزا - دخول تحد من تنقل قطط البلد الواحد بين مناطقه واحيائه بحرية وامان او توحيد الصف ونبذ الخلاف بين قطط المحلات بانواعها ، اذ ان في الأتحاد قوة ، هي كوه خوما كوه !! ايييييييه
الفأر وفور سماعه بخطاب الهر الذي يضع على عينه اليمنى التي فقئت ذات يوم عصابة القرصان : من أنتم ، نحن اصحاب الأرض ..نحن من هدم سد مأرب وارعب البرلمان ، نحن من ظهرنا امام الملايين في اليوتيوب داخل منزل مادونا خلال تحدثها أونلاين ، نحن من اقتحمنا الملعب اثناء مباراة مانشستر يونايتد، أمام ساوثهامبتون ضمن الدوري الأنكليزي الذي طواه النسيان .. نحن من ارغمنا شركة (اير شاتل النرويجية) للطيران على تأجيل رحلتها الى نيويورك ولمدة خمس ساعات بسبب مطاردة فأر في مقصورة القبطان ".
نحن من ارغمنا طائرة تابعة لشركة (لونغ اير) للخطوط الجوية على العودة بعد إقلاعها إلى المطار في مقاطعة تشيجيانج الصينية ، خشية ان يكون احد فئراننا الشجعان قد قضم بعض الأسلاك الكهربا ئية داخل الطائرة فلايمكنها التحليق لفقدان الآمان ...هذه بطولاتنا فأتني بمثلها ايها ... الحيوااااااااان !! ايييييييه، صدق القائل " الجريدي لو سكر – سكرة موت – يلعب على شوارب البزووون " . اودعناكم اغاتي
مقالات اخرى للكاتب