يبدو لي ان صاحب الحقل كان اكثر حنكة ودراية في الحيلة التي استخدمها لابعاد الطيور عن التقاط بذوره قبل ان تثبت في الارض. فقد شخص المشكلة ولجأ الى حيلة ووسيلة بدائية وهي ان يضع خراعة الخضرة لتحركها الريح وتبعد الطيور عن المساحات التي ينثر فيها بذوره.
ويبدو ان المسؤولين عن الملف الامني وبعد ان اعيتهم الحيلة ايضا في منع تسلل السيارات المفخخة ارادوا ان يقلدوا صاحب الحقل ويستخدموا نفس وسائله البدائية رغم ميزانياتنا الانفجارية فلجأوا الى خراعة خضرة من نوع اخر وبتكنولوجيا اكثر تطورا من اجل ان يمنعوا الارهابيين من استهداف المواطنين الابرياء فكانت خراعة الخضرة الجديدة عبارة عن اجهزة الكشف عن المتفجرات والتي حسمت بريطانيا الجدل حول صلاحيتها باصدار حكم بالسجن على تاجر تلك الاسلحة ماكورميك الاسبوع الماضي.
ومما يدعو للعجب حقا انه ورغم تاكيد عدم فاعلية تلك الاجهزة، ولكن لم تقرر الحكومة العراقية حتى الان سحب هذه الاجهزة من السيطرات و ايقاف تداولها والبحث عن وسائل ناجعة للتصدي لارهاب يتصاعد حيث تقدر التقارير بان شهر نيسان هو الاكثر دموية منذ خمس سنوات . نعم تصر الحكومة العراقية العراقية اعتماد تلك الاجهزة مما حدا باحدى الصحف البلجيكية للقول في احدى مانشيتاتها (( الحكومة العراقية تعلم ان اجهزة كشف المتفجرات لا تعمل، لكنها كانت تريد ان تقنع الشعب انها تفعل شيئا) اي بين قوسين انها تستخدم هذه الاجهزة - خراعة خضرة لابعاد الارهابيين ولكي تطمأن الشعب بانها تفعل شيئا اي انها تستغفل الشعب وتضحك على الذقون.
فاي استهانة اكبر من هذا بالابرياء ؟ واي استخفاف بعقول العراقيين اكثر مما نرى؟؟
ليلى الخفاجي/عضو برلمان سابق
مقالات اخرى للكاتب