لكل تحول اجتماعي مهم هناك علامات ظهور ، ظهور حكومة مشاركة بمنهج جديد ، أو ظهور معارضة برلمانية هي الاقوى من نوعها في البلد والمنطقة ، بشكل مبكر بدأت نقاشات تشكيل الحكومة ، هناك دعوتان لتوفير تحالف قوي ، دعوة ائتلاف دولة القانون القائلة بالاغلبية السياسية ودعوة ائتلاف المواطن القائلة بحكومة اغلبية سياسية ولكن بشراكة المكونات . وعندما يشرح دعاة الاغلبية السياسية فكرتهم ويفككوها يصلون الى نقطة حاسمة وهي القول بأن عدم اكمال تعداد الاغلبية المطلوبة يلزمهم دعوة كل المكونات العراقية للاشتراك في هذا التحالف ، وهذا يعني انهم عادوا الى فكرة حكومة الشراكة اضطرارا ، في كل الاحوال هناك حكومة شراكة سوف تتكرر في العراق ، لكن الشراكات اشكال والوان ، الشراكة المحمودة هي التي تسفر عن فريق متجانس وقوي وذي رؤية موحدة في ادارة البلد واطلاق التنمية وتحقيق العدالة ، وهذا يعني اغلبية سياسية بمفهوم جديد ، اغلبية منهج وليس اغلبية احزاب او مكونات ، أما الشراكة المرفوضة فهي شراكة الاقصاء والتهميش ، شراكة التأزيم والانفاق المظلمة ، شراكة طاردة وليس جاذبة للآخر ، شراكة تبعث على القلق بدلا من ان تشيع اجواء الطمأنينة والثقة بين اطرافها ، شراكة قطاع الطرق الذين يسيرون ليلا معا وكل منهم يده على مسدسه خوفا من شريكه وليس من عدوه ، هذه الشراكة المتعبة التي تستهلك الوقت وتدمر الاعصاب وتمحق العمر وتورث الجلطة لاخير فيها . جميع هذه العناصر المؤلمة تشكل علامات ظهور لمعارضة عراقية دستورية برلمانية قوية متجانسة ، فالجلوس على مقاعد المعارضة اسلم والصلاة وراء المرجعية اتم .