رغم ما وصلت له حال شعبنا من فوضى وخراب وإنهيار للأمن والدولة وإفلاس مفتعل .لا زالت الكتل السياسية وزعماؤها لا يعترفون بفشلهم وتسببهم بإنهيار العراق جملة وتفصيلاً ومستمرون في مسيرة الضياع وخلق الأزمات وهم سببها. فهذا يدعو لألغاء الرئاسات الثلاث وذاك لحل البرلمان وثالث يدعو لحكم عسكري ورابع يروِّج لإحتلال جديد. وهكذا وكما يرغب أعداء الوطن والطامعين فيه تسيّر المسيرة من خراب الى دمار. والقادم مجهول . فصيل من الساسة الذين أقل ما يقال عنهم فاشلون لجأ للقوة وآخر للزعيق وبعضٌ ذهب لدول الجوار أو الدول الكبرى يستجير أو ليتلقى التعليمات والتوجيهات. والكل نسيَ الوطن والشعب ومتطلباته ومصلحته.
وأقول لهم ما قاله مالك بن زيد بن مناة لأخيه سعد:
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل **** ما هكذا تورد يا سعدُ الأبل
فلماذا نُعقِّد الموضوع؟ إن أبسط قواعد اللعبة الديموقراطية وأقل معيارٍ من معايير الشرف إنَّ السياسي الفاشل أو من يُتّهَم بالفساد وكلكم فاشل أو متهم بالفساد , عليه التنحي وترك الساحة خجلاً مما فعل. ولكن يبدو إنكم بعيدون كل البعد عن العقل والحكمة والمروءة. ولا ثقة لنا بكم منذ سنين .
المهم إن ما يهمنا الوطن والشعب .ولا تُحَلُّ إزمتنا بالفوضى والأرهاب والقوة .بل بالعقل والحكمة والإتزان ومراعاة الوضع الاجتماعي والسايكولوجي للشعب العراقي فالفوضى تجر الى الدمار والدماء والضياع .والتأريخ شاهد ويمكنكم مراجعته إن نسيتم .ويمكن للعقلاء وبتوجيه من المرجعية الرشيدة المسموعة الكلمة من عموم الشعب إقناع مجلس النواب بتعديل قانون الانتخابات أولاً بقانون يجعل الترشيح فردياً لا قوائم ,بشروط جديدة للناخب والمرشح . ويحرم من الترشيح لها كل من تولى منصباً من درجة مدير عام فما فوق, أو من كان نائباً في البرلمان السابق. لأنهم جميعاً مسؤولٌ عمّا جرى. ليتسنِى للشعب أن يوصل الأكفاء والشرفاء عفيفو اليد الى قبة البرلمان يرافق هذا تشكيل حكومة إنقاذ وطني وطوارئ وحرب مستقلة, لتمشية أمور البلاد تحيِّد الجيش وتحل المليشيات بكل مسمياتها وحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة بإشراف دولي ومفوضية جديدة محايدة. وبعد هذا يُشكِّل البرلمان الجديد حكومةً جديدة تُعدِّل الدستور لنكتب عقداً إجتماعياً جديداً يلائم المرحلة . وتُشرِّع قوانين هامة .وتفاوض الأخوة الكورد حول المناطق المشتركة(المتنازع عليها) وقانون النفط والغاز وقوانين أخرى مهمة جداً. وبذات الوقت تقوم الحكومة الجديدة بإصلاح القضاء وإحالة كل فاسد او مجرم الى القضاء للمحاسبة بشفافية وعدلٍ واضح. هكذا تكون البداية .لا
بالتهديد بالرجال والسلاح ولا بإحتلال دوائر الدولة. فمتى نصحوا من الهرج والمرج ؟
مقالات اخرى للكاتب