ان مايجري اليوم من استقبال أوربي لأسراب اللاجئين ،بقدر ما يثلج الصدورفأنه يثير ألف تساءل وتسائل وكلها غاية بالمنطق :
الم تكن هذه الشعوب تعيش في اوطانها بثبات ونبات وغير محتاجة لمثل هذه الهجرة وترك ديارها الى المجهول .
الم تكن دول اوربا وقائدتها امريكا هي سبب البلاء وأصله بما قامت به من حروب كبرى ودسائس وفتن في العراق وسوريا وغيرها.
الم يكن الدعم المالي واللوجستي لعصابات داعش يتم منها ومن اطراف خليجية تأتمر بأمرها وتنفعل لها ،لابل هي بيادق بيد امريكا والغرب .
صحيح انكم ولكن !
صحيح انكم اليوم تعالجون قلوبا ً ملتاعة للأستقرار والأمان بعد ان فقدته في اوطانها ،ولكنكم انتم من فعل ذلك من الأساس وانتم من خرب هذه الأوطان العامرة وقتل ونهب ودمر وارتكب افضع الجرائم بحق البشر في هذه البلدان وبحق الممتلكات بأشكالها ولم تسلم منكم حجارة ألاف السنين ،اذ نبشتوها من مرقدها وعدتم بها الى دياركم سالمين غانمين .
اليوم تظهرون ببث مباشر على الفضائيات وكأن قلوبكم قد أمتلئت رحمة ،ولانعلم هل حدث هذا فجأة ،ام هو تبكيت ضمير حاسب ذاته لهول الجرم المرتكب ،أم هي لعبة أمم من ألعابكم القذرة ستفرغون بها بلداننا ممن لايزال قادر على الدفاع عن النفس والعرض ،وان صح الحدس الأخير فهي مساعدة ومعونة ودعم جديد لفرقككم الدموية ،فرق داعش التي استولدتموها وزققتم فيها الأرهاب وحب الدم وادخلتموها الى ارضنا ،حيث سيتحول مقاتلونا الذين يذودون عن الشرف والعرض الى اسراب مهاجرين ينبهرون بحضارتكم وبهرجتها الزائفة لأنها اصباغ خارجية خالية من الضمير والأنسانية ومبنية بالحديد والنار والدم .
مقالات اخرى للكاتب