قالت العرب، وقلنا تبعهم: "مقتل الرجل بين فكيه" وأن "المرء مخبوء طي لسانه" فأثبت تعاقب الدهور والازمنة، هذه الحقيقة.
إذ لا يخدع المتشاطر كل الناس، طوال الوقت؛ فثمة لحظات، ينصبها القدر، فخا، يكشف ما تقدم من خداع، ويقي الابرياء، ما كان يضمره لهم من غدر.
لذا اجد الوقت حان، ليواجه احمد المالكي.. نجل رئيس الوزراء العراقي، صديقه علي العكيلي بحقيقة ما يدعيه، من انه وكيله في استحصال "الاتاوات الدستورية" من البنوك، على شكل قروض، من دون فوائد ولا مواعيد سداد.
كما يدعي العكيلي، وعلى احمد مواجهته بذلك، انه مكلف منه، باحتكار مشاريع الدولة، ومن يعتذر له، اي كان.. مديرا عاما او وزيرا، يهمس له.. جهارا: "لا اضمن لك ردة فعل الحجي الصغير اذا غضب!" قاصدا بالحجي الصغير، ابن رئيس الوزراء.
فما حاجة احمد لتقريب رجل دعي كهذا، يلوث سمعة بلد كامل، ويعيد الى الذاكرة، أفعال عدي ابن الطاغية المقبور صدام حسين.
لا تحسن الغالبية العظمى، من البشر، الحفاظ على الحظ الممنوح لهم، انما يضيعونه بالكلامَ المنمقَ جودةً،... فلا محبة نفعت ولا دين... مع مجتمع فيه من امثال العكيلي "درازن مطشرة".
منهم من يعجبك قوله، لكنهم تقوم حياتهم، على النصب والاحتيال، غير راضين، بما انعم الله عليهم من رزق حلال.. الحلال يبززهم!
هؤلاء كثيرون في محيطنا الاجتماعي وعوالم التجارة والسياسة.. عراقيا وعالميا، لكن في كل بقاع الارض، يحاصرهم المجتمع، مضيقا الخناق عليهم؛ لأن المجتمعات كافة، لا تتقبل الكذابين، الا العراق، في العراق الكذابون يتبوؤن مناصب ويستغنون بمال وفير، يدره عليهم النصب والاحتيال، ما دامت الشخصيات الكبيرة، لا تقاطعهم، انما توليهم ثقة اكبر، حد الارتباط بصداقة مع أبن رئيس الوزراء، في العراق والدول الاخرى، التي يتسلل اليها بواسطة احمد المالكي.
هؤلاء مثل الفايروسات يتناسلون بتسارع مطرد، في كل الظروف.. الحر والبرد وما بينهما، من اقصى المحيط المنجمد، الى فوهات البراكين الثائرة، اذا نهروا لا ينتهرون، واذا طردوا لا يغادرون، واذا قيل لهم قفوا، لا يتوقفون.
مقاطعتهم اجدى لشخص بمستوى نجل رئيس وزراء مقبل على انتخابات الولاية الثالثة من ولاء الشعب لشخص والده، فلا تبددون ما غرستم وسقيتم بدم ودموع.
لا وظيفة لعلي العكيلي سوى صداقة غير متوازنة اخلاقيا مع ابن المالكي، الذي يسميه "الحجي الصغير" انه من نمط الشعراء القوالون، والمهوالات الذين يرتجزون قصائد مدح بحق من يستحق ومن... بغية اغراض دنيئة، ان تحققت سفحوا انفسهم مهانة، وان لم تتحقق ناصبوا الناس العداء، وفي الحالتين، لا يتورعون عن خلق المشاكل، ينشرون شرهم حيثما حلوا وارتحلوا.
اتقي صداقة تسيء لسمعتك يا ايها المالكي،...
ليس مهما ما جر على ولاء الناس لابيك من ضرر، لكن المهم معالجة الامر، وتأتي متأخرة خير من الا تأتي؛ فكل يوم يتعلم المرء درسا جديدا، يدفع نظيره، مالا وقلقا يؤديان الى احتراق الاعصاب وانهيار الصحة؛ فلا احد يتعلم مجانا.
وتجارب االحياة تعلمنا يوميا ملايين الدروس ان كنا نجيد التقاطها، وان لم نستفد مما يمر بنا؛ فهذا يعني اننا لن نفلح في تجاوز الهفوات الى الصواب.
مقالات اخرى للكاتب