بتاريخ 11/8/ 2013 سقط نجم لامع في تراب العراق، التراب العراقي وحده الذي يحتضن النجوم اللامعة التي لاتجد سوى العراق كوكبا على الارض لتسقط فوق ترابه ثم يسحلها العراقيون ليدفنوها تحت التراب، هكذا بكل بساطة سقوط نيزك في سوق العورة، سقط جيري بعد أن ودّع بعينيه المتعبتين وطنه الجديد، انا على ثقة انه اطمأن الى الوجوه التي عدّت انفاسه المتسارعة مثل السايبا وانهم ربما صنعوا له تمثالا لقاء الخدمات التي قدّمها للعملية السياسية بأكملها كونه كان الراعي الرسمي لما يحدث في هذا الزمن المر.
بهذا التاريخ، استيقظ "جيري" كعادته كل صباح، شرب حليبه الذي ربما حُرم الكثير من تناوله من العراقيين( العراقيين ماعدهم واهس يشربون حليب الصبح!) وربما تناول قطعة من اللحم المشوي والمتبّل خصيصا له، بعدها مارس رياضته المعتادة كل صباح، جيري ممن تعوّد على ممارسة الرياضة لهذا لاتجد له كرشا تقدّميا ولامؤخرة رجعية تميّزه عن شعوب العالم، خرج الى عمله في خدمة العملية السياسية بعد أن اقتنع جيري ان كل سياسيي العالم حينما يختلفون فيما بينهم فانهم يتفقون على ان الوطن خط احمر،عدا السياسيين العراقيين الذين ما أن يختلفوا حتى يعرض الجميع الوطن في أقرب مزاد أقليمي!!.
جيري مؤمن حتى النخاع بمقولة( كلبٌ صديقٌ خيرٌ من صديقٍ كلبْ!)، لهذا اختار جيري بكل قناعة وشفافية اصحابه بكل عناية كما يختار مسؤول حكومي فريقه الحكومي الذي سيغرقه في المشاكل!!، لكنه لم يتصور ان صباح الداعش!! من الشهر الثامن انه سيودع كل ذلك ويسحب السيفون ويمضي شهيد وظيفته العامة التي كان يخدم العراقيين، وان اخر تقرير يصدر بحقه تقرير تشريحي من الطبابة العدلية تثبت انه بسنواته العشرة اصيب [احتقان شديد بالرئتين( على الرغم انه لايدخن ولم يتعرف على سجائر السومر او بغداد او حتى سجائر غازي!!) وإحتشاء عضلة القلب (ربما بسبب حمله الهمّ العراقي)واحتقان الامعاء الدقيقة والغليظة( على الرغم من عدم تناوله لطحين الحصة التموينية التي تنقّلت من الابيض الى الرمادي الى الاصفر وحتى الأسود) وتضخم الكليتين (بالرغم من عدم تبرعه بأحدى كليتيه او سرقته منه من دون علمه) وان سبب الوفاة الحقيقية هو إحتشاء في عضلة القلب ( الله يساعد قلبك جيري!).
لم ينس بعض المواقف التي مرت به في حياته العملية، تذكر حين اوقفوا الشاعر(....) وهو يجلس مع صديقه وقال له الشرطي:
-انتظروا حتى يأتي الـــــ k9
فقال الشاعر للشرطي:
-قل للـــ (k9) الشاعر(فلان الفلاني بالسيارة!!) فقال له الشرطي:
- عمي الــ(k9) جلب ومايعرف الشعراء!!
غضب منه الشاعر ونسي السيارة وكان يملك قدما طويلا صادفت انها داست على بطن الكلب البوليسي ففقد ذاكرته الكلبية وكاد أن يتحوّل الى "يلكَـ!!).
مات جيري،الكلب البوليسي وتم تنظيم استمارة تشريح له لابعاد مسؤولية موته من الشرطي المسؤول عنه،فيما يموت العراقيون بالجملة ويدفنون من دون ان يتم تنظيم مجالس تحقيقية أواستمارات تشريحية لهم ولايكلّفون القنوات الفضائية سوى خبر تافه لايبلغ عدة كلمات مثل( انفجار سيارة مفخخة يودي بمائة عراقي ويترك 170 جريحا!!).
إمرأة كبيرة في الجنوب خرجت مساء الى اقرب سيطرة من بيتها وسألت افراد السيطرة عن بطّتها السادسة التي لم تعد الى بيتها مع البطات الخمس، أحد الجنود قال لها:
-حجّية والله احسد البطة عليج!! احنه نطلع عشرة الصبح ونرجع بالليل اربعة ومحّد يسأل علينه!!.
مقالات اخرى للكاتب