Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كربلاء برؤية جديدة ( منهجية لقراء المنبر الحسيني ) الحلقة الثالثة عشر
الأربعاء, تشرين الأول 7, 2015
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

 

هل النبي يُخْطِئ..؟ 

 

            هذا العنوان له وقع نفسي على جميع المسلمين , وحين استقصائي عما كتبه المؤرخون ضد الإسلام والنبي محمد {ص} رأيت ما أهالني في أراء بعض الكتاب , من أن الأنبياء عامة يخطئون .. ونبينا محمد {ص} يخطأ كبقية الأنبياء ..!

                يمكن مراجعة موقع الشيخ محمد صالح المنجد (    ) , يرد على أسئلة وردت أليه , فيه سؤال عن الرسول {ص} يقول السائل :..... بعض المسلمين يقولون إنه بدون خطايا ، وآخرون يقولون إنه ليس بدون خطايا . أنا شخصيا لا أعتقد أنه بدون خطايا لأنه بشر . هل يمكنك أن تخبرني بالرأي الصحيح من الكتاب والسنة؟ ولكم جزيل الشكر... والله أكبر{ ما معنى التكبير في هذه المناسبة}؟.

الجواب : من سماحة الشيخ محمد صالح المنجد...

أولا : استعمال كلمة خطايا في السؤال خطأ كبير ، لأن الخطايا جمع خطيئة وهذا مُحال على الرسل والأصح أن تقول أخطاء..!!!!جمع خطأ لأن الخطأ قد يكون عفوياً وليس كذلك الخطيئة ......{ هنا بين سماحته انه توجد أخطاء عند الأنبياء .. وسماه عفويا .. ولم يتذكر قوله تعالى " والنَّجْمِ إِذَا هَوَى*مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * علمه شديد القوى " (    ) , وقوله تعالى " ووَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ).!!(    )..

ثانياً : أما الخطيئة فاٍن الرسل ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم  لم يرتكبوا شيئاً منها بقصد معصية الله تعالى بعد الرسالة وهذا بإجماع المسلمين ، فهم معصومون عن كبائر الذنوب دون الصغائر ..! هذا الكلام نص ما كتبه محمد صالح المنجد المشار أليه في الهامش ....

                    واليك قول ابن تيمية في موضوع الأخطاء للأنبياء ,{ إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر : هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول . }  (    ) .   وهذا القول فيه كذب وتزوير فاضح , ليس على النبي {ص} فقط , بل شمل جميع علماء الإسلام , ولعله أراد أن يزور حقيقة تاريخية عن النبي {ص}, فوضع كذبة كبيرة بان جميع علماء الإسلام يرون ان النبي يخطأ , ليجعلهم ضمن رأيه المزيف عن الإسلام  , .. ولم يكفيه هذا , فنسب الرأي إلى السلف , والصحابة والتابعين وتابعيهم .. ويقول أخيرا , إلا ما يوافق هذا ..!! وهذه من اكبر المخازي في كتابة التاريخ المزيف عن ابن تيمية ومن يأخذ برأيه , في وجوب الخطأ على الأنبياء ...

          ولعلك تقول رأي ابن تيمية  في هذه الجوانب , لا يأخذ به اغلب المؤمنين , وأصبح رأيه كخزف يقبع في متحف للآثار .. الجواب .. هذا غير صحيح , فالمسالة متواصلة , وهذا حفيده عبد العزيز بن باز واللجنة الدائمة للفتاوى في مدرسة الحركة الوهابي ,يعطون أجوبة عقائدية في أخطاء الأنبياء ,  وقد ورد لهم سؤال بنفس المضمون واليك الجواب ..

الجواب : نعم الأنبياء والرسل يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم , وبأممهم ويعفو عن زلتهم , ويقبل توبتهم , فضلا منه ورحمة,  والله غفور رحيم ,كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ... وأما أبناء آدم فمع إنهما ليسا من الأنبياء .... بين الله سوء صنيعه بأخيه .(    )...انتهى

أما قبل الرسالة فقد جوَّز عليهم العلماء أنه قد يصدر منهم بعض صغائر الذنوب ، وحاشاهم من الكبائر والموبقات كالزنا وشرب الخمر وغيرها فهم معصومون من هذا .  وأما بعد الرسالة ، فإن الصحيح أنه قد يصدر منهم بعض الصغائر لكن لا يُقرون عليها .(    )..

   بعد هذه الفتاوى , وادعائهم على وقوع الخطأ ...على الأنبياء , يستدرك ابن تيمية كذبه , {إن إجماع علماء الأمة وطوائفهم اتفقوا على وقوع الخطأ منهم }  يقول بعدها : { وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل . " (    )..

         إذن التاريخ حمل ألينا آراء علماء ومؤرخين يقولون بوقوع الخطأ من الأنبياء, وبهذا يعني إن حالهم حال غيرهم , ولم تسعفهم آية الاصطفاء  عن بقية الناس : {  إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (   ). وهم  معصومون في التبليغ عن الله تعالى .....

       وفي قول آخر يقول : قال شيخ الإسلام ابن تيمية :  فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب , وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه . "  أما الخطأ الذي بغير قصد فهو في سبيلين : في أمور الدنيا فهذا يقع ووقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيه مثل سائر البشر كأمور الزراعة ، والطب والنجارة وغيرها لأن الله تعالى لم يقل لنا إنه أرسل إلينا تاجراً أو مزارعاً أو نجاراً أو طبيباً ، فالخطأ في هذه الأمور جِبلِّيّ لا يقدح برسالته صلى الله عليه وسلم ....!!!!  (      )..

             يذكر رواية لا يقبلها العقل , حيث الفلاح ذو تجربة لا يمكن أن يقبل بالآراء المستحدثة التي لا خبرة له فيها ..خاصة في تلقيح النخيل والأشجار الأخرى ...ولكنها يراد منها إثارة الشبهات والروايات الكاذبة على النبي {ص} لتقليل شانه بين الناس .. أليك الرواية :..

           عن رافع بن خديج , قال : " قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُأبِّرون النخل قال : ما تصنعون ؟ قالوا : كنا نصنفه قال : لعلكم لو لم تفعلوا كان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال : إنما أنا بشر مثلكم ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر .  (    ) .  نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في هذا الأمر من أمور الدنيا لأنه كسائر البشر ولكنه لا يخطئ في أمر الدين .إلى هنا ..{{ ثم يستأنف كلامه }}...

وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد : فالراجح في ذلك من أقوال العلماء : أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى . فقد تعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه,  كما يجتهد العالِم من آحاد المسلمين , فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين ,وإن أخطأ نال أجراً واحداً , وهذا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " . (   )..  

        بعد هذا التمهيد الذي يقدمه ابن تيمية , ياتي  لحوادث يعددها باعتبارها اخطاء للنبي محمد {ص} ... يقول : " وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر.

عن أنس قال : استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر.. فقال:  إن الله عز وجل قد أمكنكم منهم ، قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم قال فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ...

         قال : ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس ، قال : فقام عمر فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك ، فقام أبو بكر فقال : يا رسول الله إن ترى أن تعفو عنهم وتقبل منهم الفداء ، قال : فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم قال فعفا عنهم وقبل منهم الفداء(    ).. قال : وأنزل الله عز وجل ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم  )(   ).  نلاحظ أن هذه الحادثة لم يكن عند رسول الله فيها نص صريح , فاستشار أصحابه ،خاصة عمر وأبو بكر .. ثم اتخذ القرار وفق رأي أبي بكر .. وجاءت السماء  لتؤكد رجحان وعقلية أبي بكر , في وقت عجز عقل النبي {ص} في معالجة الموقف...هذا على مستوى القران .. وكل الأجوبة من موقع الشيخ محمد صالح المنجد , التي ذكرنا مصادرها .. ولا يختص الشيخ المذكور بهذا الرأي دون الآخرين .   

           وتستمر الأخطاء المزعومة حتى تصل التبليغ .. تصل القران ... تصل إلى أصل التنزيل والتبليغ , بل كل شيْ تقريبا , يعتبر رسول الله فيها متهما .. أليك الدليل ..   

     أورد المعترض هذا الحديث:.. المعترض يعني الشيعة .. ما رواه الإمام البخاري في صحيحه وقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل أن ينزل عليه الوحي قدَمَ إلى زيد بن عمرو بن نفيل سفرة فيها لحم . فأبى أن يأكل منها ثم قال : إني لا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه . (    )..

وجه الاعتراض: هذا يعني  زيد  في الجاهلية أفضل من رسول الله {ص} يتجنب من أمر الجاهلية بالأطعمة , مالا يتجنبه رسول الله {ص} , بل يعني رسول الله يأكل اللحوم المذبوحة على النصب , والتي تذبح للأصنام والأوثان ...واليك رأي شيخ أزهري يدافع عن أصل القصة المفبركة ..

      رأي الشيخ الأزهري :.. أن اجتناب الشيء قبل ورود الشريعة رأي محض ، واختيار خاص ، لا يفضل اختيارا آخر، ولهذا قال تعالى: ((وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ )) صدق الله العظيم .

فسمى الله التحليل والتحريم دون إذن شرعي سماه كذبا وافتراء، فليس من حق أحد أن يحلل أو يحرم دون ورود الشرع بذلك.  ويستطرد بالدفاع عن راي الاكل  والتحريم من زيد بن عمر بن نفيل .

      من المعلوم أن زيد لما اجتنب ما ذبح للأصنام إنما اجتنبه برأيه لا أتباعاً للقرآن الكريم، لأن القرآن لم ينزل بعد بتحريم الأكل مما ذبح على النصب، ولهذا فالأكل مما ذبح على النصب وغيره قبل ورود الشريعة موصوف بالحل على قاعدة الأصل في الأشياء الحل حتى يرد المنع ..

إذن هنا النبي {ص} كان يأكل  من الطعام المقدم للأصنام .. ويحمل إلى ضيوفه لحوم مذبوحة على النصب مقدمة للأصنام .. والذي رده احد ضيوفه زيد بن عمر بن نفيل .. في عرف هؤلاء من الأفضل  الرسول الكريم الذي يأكل من ذبائح النصب والأصنام . ام زيد الذي يتجنب ذلك ..؟.

واين ذهبت الاية الكريمة ..{  إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} آل عمران 33-34..

  

قصة الغرانيق 

           هذه القضية للحقيقة لا يعتقد بها المسلمون سنة وشيعة , رغم إنها وردت في كتب علماء السنة ولكنهم رفضوها , ولم أرى من يؤيدها , ولكن محور المشكلة إنها وردت في التاريخ الإسلامي , وهذا معناه إن التاريخ يحتاج إلى إعادة نضر , واليك  كلام الشيخ أبي إسحاق الحويني يبدي رأيه في قصة الغرانيق ...

قال الشيخ :..  إنها قصة باطلة... ثم قال :..  الغرانيق يحتاج إلى وقفة.. فحديث الغرانيق حديث باطل خلاصته أن النبي _صلي الله عليه وسلم _قرأ من سورة النجم وكان المشركون مع المسلمين في ذلك الوقت فلما قرأ ( أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى ) .

      في أثناء قراءة هذه الآيات( أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) ذكرت الروايات أن سمع صوت "تلك الغرانيق العلى* وإن شفاعتهن لترتجى "الغرانيق جمع غرنيق وهو الصنم ، فالمشركون كأنهم رضوا بهذا وقالوا أنه يثني على ألهتنا.

هذه القصة كلها مراسيل , { فلا توجد مراسيل صحيحة الإسناد} ، كل الطرق الموصولة فيها طرق ضعيفة منكرة ساقطة ، وحتى لو سلمنا كما يقول الحافظ بن حجر أن المراسيل ممكن تتعاضد فليس في الروايات أن النبي_ صلي الله عليه وسلم_ هو الذي قال هذا..  وحاشاه أن يُجري الشيطان على لسانه مثل هذا الباطل ويقول أن الأصنام لها شفاعة وأن شفاعتهن ترتجي... وأيضًا تلك الغرانيق العلى وهذا مدح ...  {{ هذا رأي واضح , وإنكار أن يجري ذلك على لسان رسول الله –ص- في مدح الصنم }} وهذا يستوجب ان نتذكر قصة الذي قدم له رسول الله –ص- طعاما مذبوحا على وثن..

                   

        إنما الذي في الرواية أن الشيطان حاكي صوت النبي _صلى الله عليه وسلم _فوقع هذا الصوت في آذان المشركين ..!! كأنه من النبي صلي الله عليه وسلم ، لكن لم تذكر الروايات إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قال ذلك أو جري ذلك على لسانه ، ونحن إذا كنا في باب الأحكام الشرعية نتكلم في المرسل ونقول أنه ضعيف وأنه لا تثبت به الأخبار فما بالك في باب الاعتقاد (    )..، 

                   ولكن المثير في الموضوع ان ابن حجر دافع عن القصة .. كأنه يؤكد أن النبي {ص} قال ذلك بمحضر من المؤمنين والمشركين ... وهنا يدافع عنه الألباني بقوله :.. وأنا أريد أن أدافع عن الحافظ بن حجر في فتح الباري,  لأنه قال أن مجمل القصة يدل على أن لها أصلاً فبعض الناس تهجموا على الحافظ بن حجر وشتموه وقالوا كيف يكون للقصة أصل ؟..!!

والحافظ بن حجر إنما تكلم على هذا الجزء الذي ذكرته أن النبي_ صلي الله عليه وسلم_ ما قال ذلك ولا جري ذلك على لسانه,  إنما صوت الشيطان الذي حاكي هذا,  وقع في أذان المشركين كأنه صوت النبي _صلي الله عليه وسلم_ والقصة باطلة على الصحيح وعلى التحقيق وردها جماهير أهل العلم .

      دفاع وإنكار أصل القصة .. ولكن الذي يهمني أن أقول : إن القصة وردت عند ابن حجر  .. وسأورد لك عددا كبيرا من المصادر التي كتبت هذه القصة الخرعة , ليس لغاية ترتجى , بل لتؤكد ان النبي{ص} يخطأ ويجامل المشركين على حساب التبليغ, وهي مهمته الرئيسية المكلف بها من السماء , وثانيا يمكن للشيطان ان يتمثل بقول النبي {ص} فيختلط الأمر على السامعين .. من المتحدث الرسول او الشيطان ...!. ؟. 

         روى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس :أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : (( أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ))تلك الغرانيقُ  العلى وشفاعتُهنَّ تُرتجى ... ففرح المشركون بذلك وقالوا : قد ذكر آلهتنا . فجاءه جبريل فقال : اقرأ عليّ ما جئتك به ، قال : فقرأ : (( أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى )) تلكَ الغرانيقُ العلى وشفاعتُهنَّ تُرتجى ، فقال : ما أتيتكَ بهذا . هذا عن الشيطان – أو قال : هذا من الشيطان – لم آتِكَ بها ، فأنزل الله : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )) إلى آخر الآية . (    )..

         وأصبحت هذه القضية مشاعة ومعروفة في كتب المؤرخين رغم , ان بعضهم لا يؤيدها كما أسلفنا , ولكن لا يمكن لأحد أن ينكرها كونها وردت في أمهات كتب التاريخ ..(   ) . واخرج الواحدي في اسباب النزول .. كما أخرجها غيره في كتب الحديث والتاريخ ..(    ) .

 

 

تحليل الحادثة

 

                  لماذا وضعوا هذه الخرافة في سورة النجم ..؟.. ولماذا ركزوا هذه القصة المفبركة على النبي {ص} بعد أن جاءهم بالبينات العقلية في الإسراء والمعراج ..؟ . وبعيدا عن الإطالة في إيراد قصة الإسراء والمعراج .. ولكن الذي حدث حين اخبرهم رسول الله {ص} بحادثة الإسراء والمعراج ,ارتد بعض المسلمين عن دينهم , في وقت كانوا يواجهون الطواغيت القرشيين , عندها اعتقد الملأ { تجار المال والأفكار الجاهلية } لاستغلال تلك الردة , - وهم أساتذة في الإعلام كما يبدو – فأوردوا هذه القصة .. في حين أصل القضية كالتالي :..  

            لما رجع رسول الله {ص} من الإسراء والمعراج , صار يبلغ بها الناس , وقد وثق تلك الرحلة القران الكريم ..{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } أي: ما زاغ يمنة ولا يسرة عن مقصوده { وَمَا طَغَى } أي: وما تجاوز البصر، وهذا كمال الأدب منه ، أن قام مقاما أقامه الله فيه، ولم يقصر عنه ولا تجاوزه ولا حاد عنه،وهي صفة من صفات النبي {ص} وأدبه  الكامل .. وهذا أكمل ما يكون من الأدب العظيم، الذي فاق فيه الأولين والآخرين، .. فهو يبلغ عن ربه بدون مبالغة ولا تفريط , ولا خوف ولا تراجع عن مبدأه .. يصفه رب العزة تعالى :  { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } راى  من الجنة والنار، وغير ذلك من الأمور التي رآها ليلة أسري به. 

        ثم صار يتلو كلام ربه الذي لا يغيض به الكفار , أولئك الممتلئة قلوبهم حسدا وبغضا وطفرا ..وهم يسمعون قوله كأنه الصاعقة على رؤوسهم ...{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى * أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى * فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى }....   

            هذا طعن مباشر بالآلهة  المزيفة , يبين قبالها سبل  الهدى ودين الحق، والأمر بعبادة الله وتوحيده، ذكر بطلان ما عليه المشركون من عبادة من ليس له من أوصاف الكمال شيء، ولا تنفع ولا تضر، وإنما هي أسماء فارغة عن المعنى، سماها المشركون هم وآباؤهم الجهال الضلال، ابتدعوا لها من الأسماء الباطلة التي لا تستحقها، فخدعوا بها أنفسهم وغيرهم من الضلال، فالآلهة التي بهذه الحال، لا تستحق مثقال ذرة من العبادة، وهذه الأنداد التي سموها بهذه الأسماء، زعموا أنها مشتقة من أوصاف هي متصفة بها، فسموا "اللات" من "الإله" المستحق للعبادة، و"العزى" من "العزيز" و "مناة" من "المنان" إلحادا في أسماء الله وتجريا على الشرك به، وهذه أسماء متجردة عن المعاني، فكل من له أدنى درجة من عقل، يعلم بطلان هذه الأوصاف فيها...

       هذا كلام كأنه صاعقة تنزل على رؤوس المشركين , ثم يجادلهم في صميم عقيدتهم الفاسدة التي يعتقدون بها .. { أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى } أي: أتجعلون لله البنات بزعمكم، ولكم البنون؟. { تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى } أي اله هذا ..؟ واي عبادة يقسم العبد ممتلكاته بينه وبين ربه [وأي ظلم أعظم من قسمة] تقتضي تفضيل العبد المخلوق على الخالق؟ .

                   فكانت سورة النجم  ورقة عمل مفتوحة معهم , تستوجب أن يردوا عليها , لو كان عندهم دليل وعقل .. وتقول لهم الآية سقطت حجتكم , وقوله: { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ }.. دينكم انتهى .. وألهتكم مزيفة غير جديرة بالانتباه , ناهيك عن عبادتها .. أي: من حجة وبرهان على صحة مذهبكم،...مقابل منطق سورة النجم ..

        هذه السورة كانت مزلزلة عليهم في وقتها , في وقت أرادوا أن يستغلوا ارتداد بعض المسلمين , بسبب عدم تصديق رحلة الإسراء والمعراج ...ولكن كيف يواجهون قول الله تعالى وهو الحق المبين .. وكل أمر ما أنزل الله على نبيه {ص} هو الحق , مقابل دين باطل فاسد،وهم في أنفسهم  ليسوا بمتبعين لبرهان، يتيقنون به ما ذهبوا إليه، وإنما دلهم على قولهم، الظن الفاسد، والجهل الكاسد، وما تهواه أنفسهم من الشرك، والبدع الموافقة لمصالحهم ...

قال تعالى: { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } أي: الذي يرشدهم في باب التوحيد والنبوة، وجميع المطالب التي يحتاج إليها العباد، ..... مقابل كل هذا , بدلا ان تنصاع عقولهم للحق والدليل , كانت ردة فعلهم قوية مقابلة لمستوى تبليغ السورة , ومتماشية مع مفهومها , بشكل يوحي لنا ان الإعلاميين في تلك الفترة يمتلكون عقلية إعلامية نافذة على المجتمع , يأخذ منهم الناس كحقيقة مسلمة .. وهم فعلا أرباب أدب وقول وشعراء ..طبقة تمثل قيادة التيار الجاهلي ,فذكروا ذلك عنه لتشويه صورته في التاريخ أمام الأجيال لتكون واحدة بواحدة ..ولكنهم فشلوا رغم وجود عدد كبير من المكؤرخين الذين نقلوا تلك القصة .. في ذلك الموقف ..(    ).

 

أقول : ما تقدم كلام أهل العلم في نقد هذه القصة وبيان بطلانها ، وتقدم أيضاً أنَّ الأسانيد الموصولة كلها ضعيفةٌ ، وأنَّ هذه الأسانيد من نسج أوهام بعض الرواة ، ومقابل ذلك ظهرت لنا ثلاث أسانيد مرسلة إلا أنَّها غاية في القوة إلى مرسليها ، وهي طريق سعيد بن جبير ، وأبي بكر بن عبد الرحمان بن الحارث ، وأبي العالية . فهذه الأسانيد الثلاثة انطلقت منها بعض أقسام القبول باعتبار صحة الإسناد إلى سعيد بن جبير ، وأنَّ سعيداً من كبار التابعين ، {{فإذا انضمت إليه الطرق المرسلة الأخرى صار للقصة أصل}} ، وأظن أنَّ هذا المدخل الذي دُخِلَ به على الحافظ فقال : (( .. كثرة الطرق يدل على أنَّ للقصة أصلاً )) .....!! 

  رغم كثرة الأسانيد ببطلان القصة ,لكن الحافظ يؤكد أن للقصة أصل ,يؤيد اتهام النبي {ص} بها .!! من هنا نعرف كيف يزور التاريخ , رغم علمي ان المسلمين جميعا شيعة وسنة , لو رويت هذه القصة بألف إسناد لما كان احد منهم يؤمن بها ويصدقها , ولا يمكن ان يجري ذلك على الرسول {ص}{  وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ( الحاقة 44-48).. هذا ما أشير أليه بالبحث.

   

رأي معاوية في الإسراء

 لا يهم رأي معاوية في أي قضية , إلا في الفتن والمصائب التي وقعت على الإسلام, وما هذه المشاكل والخلافات العقائدية إلا ثمار ونتاج مخططاته , واليك بعضا منها ..

          قال محمد بن إسحاق في السيرة حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة ابن الأخنس أن معاوية بن أبي سفيان , كان إذا سئل عن مسرى رسول الله {ص}  قال :.. كانت رؤيا من الله صادقة ..! ووضعوا أحاديث على أم المؤمنين ..{ ربما لم تقل رأيها في الموضوع} ولكن حشروها لترويج بضاعتهم ..واليك النص  ..وحدثني بعض آل أبي بكر أن عائشة كانت تقول ما فقد جسد رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ولكن أسري بروحه ..(    ) ..  

            عجبا  من "كاتب الوحي أو أمين الوحي " كما يدعون , ينكر على رسول الله {ص}  حادثة الإسراء والمعراج بعد أن نص عليها القران الكريم في سورتي الإسراء والنجم "و ظاهر الآية الكريمة «سبحان الذي أسرى بعبده - إلى قوله - لنريه من آياتنا» يرد على ما قال معاوية و كذا آيات صدر سورة النجم و فيها مثل قوله: «ما زاغ البصر و ما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى»"

        يتبين من هذا إن الذين استغلوا تراجع بعض المسلمين , وعدم تصديقهم للخبر , استغلت قريش تلك الحالة سياسيا وإعلاميا , وبدأت بأكبر عملية تسقيط للنبي {ص} وللإسلام . ولما لم تفلح أساليبهم الإعلامية , رغم غرانيقهم المزعومة ,ودعواهم الكاذبة على رسول الله {ص}, جاء معاوية ليتشفى من هذه النقطة ويغير التاريخ الرسالي كله بادعائه إن الإسراء والمعراج لم يكن حقيقة , بل رؤية , المهم لا بد أن تتغير الرؤية عنده في هذه القضية .. 

 

 

 

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.51751
Total : 101