Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
على هامش ذكرياتي مع الشيخ معين الخفاجي.. حسن النجفي
الجمعة, تشرين الثاني 7, 2014

 

ذات مرة كنت بصحبة المغفور له الشيخ معن الخفاجي الكوفي رحمه الله، وهو عالم ومفكر عراقي مغمور، وقد توفاه الله تعالى بعد صراع طويل مع المرض في اذار من عام 2012، لم يكن الشيخ يعتني بمظهره كثيراً ولا يحب الاختلاط بعوام الناس، وكان كثير الخلوة مع نفسه يتأمل أو يطالع أو يكتب وهذا ما جرّ عليه حربا اجتماعية لا هوادة فيها وشائعات لا حصر لها، ومع ذلك فلم يكن يلقي بالاً لما يقال عنه بين اوساط العامة ولا يرد عليهم، فبعضهم قد اتهمه بالجنون، وبعضهم الآخر اتهمه بالانتماء إلى تيار إلحادي، بل أخبرني شخصياً بأن أحدهم سأله مرةً عن صحة ما يشاع عنه من أنه يعاقر الخمرة... وفي اثناء لقائي به، كثيراً ما كنت ارى اشخاصاً يسخرون منه ويأذونه بكلمات خادشة...
حينما كنا نستعرض معاً بعض أزقة الكوفة أو النجف كنا نتجاذب اطراف الحديث في مختلف القضايا، فالحديث مع شيخ معين (كما يسميه اهل النجف) شيق إلى أبعد الحدود، ولكن ليس كل أحد كان يحتمل حديثه، فهو لا يجامل على حساب مبادئه الفكرية والعقائدية ولا يداهن ولا يحب الكلام ابداً في السفاسف والترهات... 
في تلك المرة التي كنت بصحبته حدثني عن أمور كثيرة كنت أجهلها، وخاصة فيما يتعلق بالفرق بيننا وبين الغرب، أي التفاوت الكبير بين حضارتهم وتحضرنا، وإنما قلت (تحضرنا) ولم أقل (حضارتنا) لأن شيخ معين لم يكن يرى بأننا نعيش حضارة حقيقية، إنما نحن مقلدون للغرب في تعاملهم مع حضارتهم هم، ومن الخطأ أن نصف أنفسنا بأننا نتحضر بهذا التقليد. سألته كم يمكن أن نقدّر كسبق وتقدم حضاري بيننا وبينهم، 50 سنة مثلاً أو لعله 100 سنة؟ تبسّم الشيخ ضاحكاً من سؤالي، وقال: لا توجد ثمة مقارنة ولا يصح الحديث عن سبق زمني، والسبب يكمن في أنهم صنّاع هذه الحضارة الجديدة التي لم نشارك فيها مطلقاً، إننا نستهلك ما يصنعونه أو ينتجونه، فلا يصح الحديث والحالة هذه عن سبق زمني بينهم وبيننا، طالما أننا لم نبدأ بالصناعة والانتاج بمعزل عنهم ومن دون الحاجة إليهم، وأما هذه المعامل أو المصانع التي تراها هنا وهناك من بلادنا فلا تبرهن على شيء عكس الذي قلته، فالتكنلوجيا منهم، والخبرات منهم، والمواد الاولية والاحتياطية منهم، ونحن عاجزون تماماً عن امتلاك كل ذلك بأنفسنا من دون طلب المساعدة والامداد منهم.
لقد كان شيخ معن الخفاجي من نوابغ عصره، ويا للاسف فقد حورب محاربة شعواء من هذا المحتمع الذي لا استطيع أن اصفه بشيء أبعد من الجهل، وكان الرجل يبث إليّ احياناً بشكواه، ليس العامة فقط من كانت تروج عنه الاباطيل بل حتى الخاصة، فمع أنه عالم نحرير في جملة من العلوم كالفقه وأصول الفقه والعلوم العربية فهو أيضاً عارف من كبار العرفاء وفيلسوف متبحر جداً في أغلب الفلسفات منذ عصر السفسطائيين وحتى أخر الفلاسفة الذين ظهروا في أوربا في القرن العشرين مثل جان بول سارتر، وهو الرجل الوحيد من بين جميع من يدعي الفلسفة (وما اكثرهم على عهده في النجف) الذي أتقن كتاب الأسفار الأربعة للفيلسوف صدر الدين الشيرازي وغاص فيه إلى أعماقه السحيقة وخاض في لجته التي لا ساحل لها، ولهذا السبب فقد هاجر لغرض التتلمذ على يديه من يعرف مقامه وفضله في الفلسفة المتعالية من بعض دول الجوار، وخاصة من ايران والخليج، وفي الغالب كان يذهب إليهم بنفسه حيث يتواجدون... واتذكر أنه قد اصطحبني معه ذات يوم إلى مدرسة اليزدي الدينية في محلة الحويش في النجف الأشرف، من أجل لقاء شيخ قد قدم لتوه من الكويت للتتلمذ على يديه في الحكمة المتعالية، واتذكر ان اسمه شيخ محمد الكويتي، وحصل بيني وبين هذا الرجل محادثات عديدة من جملتها أني سألته عن مستوى شيخ معين في الفلسفة بحسب رأيه، فانبرى يمدحه بكل أنواع المديح التي تقال في مثله من العباقرة...
يحق للنجف الأشرف أن تفخر بأنها أنجبت مثل هذا المفكر والعالم الفذ، ولكن لا أدري لماذا لا تتبنى الإدارة المحلية والجامعات والحوزة العلمية مشروع تخليد ذكراه، فهو استاذ لعدد من المجتهدين الحاليين في حوزة النجف وصديق مقرب من بعض اساتذة جامعة الكوفة... النجف مقصرة كثيراً في هذا الصدد، فلم تفعل شيئاً سوى تشييعه ونشر خبر وفاته، حتى أن من نشر الخبر بخل بوضع صورته بل وضع عوضاً عنها صورة محافظ النجف وهو يمشي في جنازته.



اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50441
Total : 100