في رواية ديستوفسكي الأولي والعظيمة : "الجريمة والعقاب", البطل المحوري, راسكولنيكوف, , طالب الحقوق الذي سحقه الفقر فإرتكب جريمة قتل إمرأة عجوز مرابيه في الستين من عمرها: أليونا إيفانوفنا. وهي جريمة, قد قام بالتخطيط لها وهو في حجرته, وعندما إرتكب الجريمة, رجع ثانية إلي غرفته, يتسائل هل بدأ, فعلاً من الآن, العقاب.
(لكن العقاب, عقابه الحقيقي, بدأ عندما شعر بالدم الذي سُفِكَ وصار ثقيلاً فوقه. أنتفض وقام وبدأ فجأة يفتش فوقه ضانا كيف أن كل ملابسه ملطخة بالدماء, من الممكن أن توجد بقع كثيرة لم يكن قد رآها ، هكذا تساءل في نفسه . ولكي يتحقق من الأمر, خلع ملابسه وألقاها علي المائدة فاحصًا إياها ربما يكتشف أي آثار للدماء. لكن لم يجد أي دماء سواء بقعة صغيرة علي جورابه, وعلي بنطلونه وفي جيب بنطلونه حيث قد أخفي فيه المحفظة التي سرقها. وبالرغم من أنه أزال بحرص أي أثر للدم, إلا أن الدم مازال يوجد. الدم الذي كان في داخله. كان هو الذي جعله يتخيل كيف سمع صرخةً مرعبةً, صرخة صاحبة منزله, مثل شخص قد ضربها بوحشية. وأحيانًا كان لديه انطباع كيف رأي أحد, رجل قصير, بكاب علي رأسه ينظر إليه محدَقًا عينيه داعيًا إياه "يا قاتل")
لماذا فعل راسكولنيكوف جريمته؟ هذا الأمر كان محل حيرة بالنسبة له. في اعترافه لسونيا مارميلاندوف بجريمته, يقول: "لقد أدركت, يا سونيا, كيف أن السلطة تُعطي فقط لذاك الذي تجرأ أن يُنقب ويسرقها . أمر واحد فقط تكون الحاجة إليه, أمر واحد فقط: ان تتجرأي !... أنا أردت أن أتجرأ....... أردت فقط أن أتجرأ, يا سونيا ! هذا كان السبب الوحيد"
استعدت هذا الجزء من الجريمة والعقاب وانا أشاهد زيارة السيده النائبه( الا الطالباني ) لقاتل الشهيد زميلنا الصحفي مجمد بديوي الشمري وتخيلت ان يكون ايا منا هو الضحية وان يتحول راسكولينكوف( الملازم ) ا من وجهة نظرها الى ضحية لنظام قضائي عراقي وكانها تدافع عن كل المدانين بجرائم ارهابية وقتل واغتصاب أرواح متناسيه ان خطابهم القومي ارتكز على صورة الضحايا والمشردين ...
ليس هذا الشاب الضابط في الحرس الرئاسي هو من قتل بديوي يا سيدتي بل هو الخطاب القومي العدائي ضد كل من خالفكم الانتماء القومي بتحويل كل العرب في العراق الى مدانين بآباده الأكراد دون ان اتطرق هنا الى المئات من العرب الذين غدروا في بشتشان عام 1983 وكانوا يقاتلون معكم ضد ابناء قوميتهم بعد ان باعهم ا الاغا لصدام بباونات لم يقبضها !!!!!
ولا اسرد حكاية الاف الاكراد الذين قتلوا في صراع مسعود وجلال على النفوذ في التسعينات ولا ان اذكرك بان اكثر من 200 مقبرة جماعية دفن بها الآلاف من العرب في الوسط والجنوب على يد نفس الطاغية لكن استطيع القول بشجاعه ان من قتل محمد بديوي هو الغل والكره الذي زرعه اعلامكم بين الشعب الكردي ضد العرب جميعا لتبرير مشروع الانفصال والذي شربه قاتل الشهيد بديوي في كل يوم عبر مسامات روحه وكان يمارسه في مخيلته وعقله الذي تم تدجينه ليكون قاتلا لمن اوهمتموه انه جلاد عراقي وهو ضحية أولا وأخيرا وعبر عنه بقتل زميلنا الصحفي البرئ لينتقم لضحايا الانفال من خلاله اليس كذلك ؟؟؟
كم هو مقزز ان نبكي على راسكولينكوف الذي يبحث عما يطهر روحه من الندم ووزر الجريمة ويداه تقطر دما ونتناسى الضحية المضرجة بالدم وسط بغداد ولا نطلب مغفرة ذويها ولا اولاده الصغار الذين تيتموا على يد من تقبلينه وتذرفين الدموع عليه , وهو سفاح مجرم فلماذا تعتبون على من قام يقتلكم واعتبر عمله وطنيا للدفاع عن وحده بلاده وارضها ؟؟؟؟ ما الفرق اليس كلاهما قاتل للنفس ؟؟؟
؟؟؟ اهي وقاحه او انتقام من الاخر وايغال يدفع على الكفر بالسياسة العراقية ؟؟؟
هل تتذكرين سيدتي النائبه ما كان يردده بطل الجريمه والعقاب ( عندما لايكون الله موجودا فان كل شي مباح ) نعم أصبح كل شي مباح لكم في العراق حتى اتهام من يحمون تراب الوطن وعرضه بدماءهم بانهم ميليشيات يبذرون الأموال... فلا استغرب اذا ان يكون قاتل زميلنا محمد الشمري بسبق الإصرار..... ضحية !!!!!