حزيران 2014، والذي شهد سقوط مدينة الموصل، السقوط المفاجأ والسريع، والذي تلاه سقوط مدن اخرى، كالانبار، وصلاح الدين، ومناطق ديالى، اذ كان الانسحاب لقوات الجيش، والمد المفاجأ للسيل الذي دخل للحدود العراقية عبر بوابة الموصل لسوريا، ساهم بتقهقر الجيش العراقي، ليخرج منكسرا من هذه المناطق.
سقوط هذه المدن كان ضريبة باهضة على ابناء القوات الامنية، اذ كلف الوطن ارواحا لا تضاهى بالاعداد، فمن مجزرة سبايكر الاليمة والتي يقارب عددها 2000 شهيد، ومجزرة الصقلاوية، ومجزرة الثرثار، ومجزرة معسكر الغزلاني ايضا ما يقارب 2000 شهيد، غير الارواح التي ازهقت من هنا وهناك، في المناوشات التي حدثت وان كانت ضعيفة!.
علت الاصوات من هنا وهناك، فجانب يتهم المالكي رئيس الوزراء آن ذاك؛ ويركن اليه سبب الفشل في قيادة المؤسسة العسكرية؛ لانه على رأس القيادة العامة للقوات المسلحة، وجانبا آخر خرج مطالبا بأبناءه الذي غُيبوا ولم يجدوا حتى رفاتهم، لتعاد سلسلة احداث النظام البائد في الاعدامات الجماعية، وقسم راح يطالب بالاستقلال واصفا الاحداث ما هي الا رد فعل لاهلها، نتيجة الجور من السلطة الحاكمة في المركز، لحزب الدعوة.
مجريات الامور، والتقدم في سلسلة الاحداث وتصاعد وتيرتها، اسقط الاقنعة عن بعض الوجوه، والتي كانت سببا في جميع الاحداث، وما يدفعها؛ اما مأرب شخصية، او تنفيذا لاجندات خارجية، والهدف الاساسي هو السلطة والحكم، اذ دفعهم لنيل ما يطمحون، لتكون النتيجة ضياع حضاري، اذ اتلفت المواقع الاثرية، وهتك للدين والمجتمع، اذ تم التجاوز على المقدسات والمراقد والجوامع، والكنائس وغيرها، من دور العبادة!.
أثيل النجيفي، والذي تسربت الكتب التي كانت تصدر بينه وبين الاخرين، منذ ان كان محافظا لمدينة الموصل، اذ سهل ومهد لدخول الاجنبي، الغاصب لهذه الاراضي، ووزع الجيش لدخول الفصائل المسلحة، والمجاميع الارهابية، اذ اضهرت تواصله مع النقشبندية، والقاعدة ودولة العراق والشام اللاأسلامية داعش "ISIS"، لمساومات شخصية في تحقيق مكاسب الحكم لعائلة النجيفي.
خروج اثيل النجيفي الى تركيا، وتصعيده من هناك، وصدور مذكرة القاء قبض عليه، اسقط القناع عن اخيه أسامة النجيفي، ليطالب بحاكم عسكري يقود الموصل بعد التحرير، ليتم التنسيق والضغط عليه فيما بعد لأكمال مخططاته، بالسيطرة مرة اخرى واعادة القاعدة تحت عنوان جديد!.
دعوة النجيفي لقائد عسكري هو عسكرة للمجتمع الجديد، خصوصا وهو نفس باقٍ من الدكتاتورية السابقة، وفرد الموصل هو بداية لانفصال اولا، وربطها بالاجندة الخارجية كتركيا، وتحفيز للمحافظات الاخرى للتمرد مستقبلا، اذا ما اتخذت هذا الاتجاه.
تساؤلات الاحداث كثيرة، لكن احداها، هل ستبقى عائلة النجيفي "تسرح وتمرح" في قرارات الدولة دون اي رقابة ومسائلة؟ والى أين ستؤول الامور؟
مقالات اخرى للكاتب