قال النبي الاكرم "ص واله" (رجعنا من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر) قالوا: وهل هناك جهاد أعظم من جهاد الكفار؟ قال:( نعم، جهاد النفس)
اذا جهاد النفس، والفكر، والسريرة، والعقيدة، هو اعظم جهاد، اذ الافكار تصبح اقوال، والاقوال تصبح افعال، والافعال ربما تؤدي الى القضاء على مجتمع كامل!
الخطر الذي يواجهه العراق في الحرب؛ ليس بقدر ذلك الذي سيتخلف بعدها! فأحتلال داعش لتلك المناطق طيل الفترة الماضية، وتحركها بحرية، وسيطرتها التامة على تلك المناطق، مهد لها، ومكنها من ان تتحرك بما تريد، وترسم ستراتيجياتها المستقبلية وفق ارادتها، لتزرع شيء لا يمكن انهاءه بمجرد انتصار الجيش العراقي في المعركة، بل يبقى اثره لسنين، يعود بمجرد فسح المجال له، ليبقى قمبلة موقوتة تنفجر متى ما تم التلاعب بها.
الفكر هو اخطر الاشياء على المجتمع، والبدعة هي التي تنهك الشعوب، وتسلب الدين، وتهدم البنى التحتية لكل تركيبة اجتماعية، وبالتالي تؤدي الى انحلال المجتمع، وبُعّده عما كان يعتقد به، لا بل تحرفه عن مساره، وتؤدي به الى الهلاك، وان اخطر شيء على الانسان هو فكره، واخطر شيء على الفكر والعقيدة هي البدع.
غسيل الادمغة الذي تمارسه داعش بفن عال جدا، وحرفية منضبطة جلب لها المرتزقة من شتى بقاع العالم، فالوعد بالحور والفردوس، وتطبيق الامر بالمعروف، والوعيد بعدم النهي عن المنكر، ساعدها نفسية الانسان الميالة الى العنف، والتمرد، والبدع التي ادخلت على الدين، والموجبات التي طرأت عليه، لتنفيذ تلك الاجندة الفكرية، اعد لهم اراضي خصبة لقذف قاذوراتهم الفكرية، في تلك العقول الضحلة، خصوصا تلك التي تميل الى الانحراف او المنحرفة اصلا، او تلك العقول التي مُلئت خوفا من الاجرام الداعشي، لتنقاد في ما بعد دون ان تشعر بسبب تلك العمليات الآنفة الذكر.
الحكومة العراقية عليها ان تعي تلك الخطورة، وان تحرير المناطق عسكريا؛ ليس له فائدة، دون محاربة تلك العقول التي انحرفت ومُلئت بالفكر التكفيري، خصوصا فئة الشباب، والصبيان، والبراعم التي اعدت لهم داعش مناهج خاصة يتم تدريسها حاليا، لهذا الهدف.
الحلول ليست سريعة وآنية ولكنها عبر الوقت؛ ستترك اثارها التغييرية، اذ يجب فتح مراكز دراسات خاصة لمكافحة هذا الافكار، ويجب اثراء المجتمع بالتنمية البشرية، والتطوير والتأهيل، للحد من تكالب هذه الافكار، ايضا الاصلاح الفكري يجب ان يمارس في جميع الجوانب، في المؤسسات الحكومية وغيرها، وتنشيط العمل على اشراك الجميع في المسؤولية لبناء مدنهم، واثراء روح المواطنة، والحب والعيش السليم.
الخطر القادم، هو فكر انتج داعش، ولن يباد داعش ما لم يباد الفكر او يكافح، الذي انتجه، والسلا
مقالات اخرى للكاتب