التصنيف العالمي لمستوى التعليم في جميع الدول للعام 2015جعل العراق خارج هذا التصنيف حاله حال الصومال وارتيريا ولم يدرج حتى في ذيل القائمة .!.
لقد تعرض نظام التعليم في العراق الى انتكاسة خطيرة منذ العام 1963 الى سقوط السلطة الصدامية شأنه شأن القطاعات الصحية والخدمية والسكن وغيرها نتيجة توجه السلطة السابقة الى عسكرة الشعب وتخصيص الموارد المالية للصناعات العسكرية ثم تبديدها في حروب عبثية اعادت العراق الى القرون الوسطى وجعلته متخلفا في جميع الحقول ومن بينها بل في مقدمتها حقل التعليم حيث تراجع مستواه الى ادنى المقاييس المعتمدة من قبل
المنظمات العالمية المختصة في مجال التربية والتعليم .
الكبار من جيلنا والذي قبله والذي بعده يعرفون مستوى الجامعات العراقية علميا وثقافيا , وكيف كانت الجامعات العالمية تفضل خريجي جامعاتنا سواء للتدريس فيها او قبولهم في الدراسات العليا , الماجستير , والدكتوراه , وكيف كانت الكليات العراقية مهوى الطلبة العرب والاجانب والذين شغلوا مراكز علمية وثقافية وقيادية في بلدانهم بعد عودتهم الى بلدانهم , ونقلوا التجربة العراقية الى جامعاتهم اسلوبا ومنهجا وادارة ,وفي مقدمة هذه الجامعات جامعة بغداد , والجامعة المستنصرية , وجامعة الكوفة .
اما في علوم اللغة العربية والدين فكانت كلية الفقه في النجف الاشرف من اشهر الكليات العربية في هذا المجال على الاطلاق .
لكن مايؤسف له ان هذا المد بدا بالتراجع منذ ثمانينات القرن الماضي شانه شان بقية الحقول العلمية والادبية والفنية بعد ما تحولت الدولة الى منظمة سرية سعت الى عسكرة الشعب وتشاغلت باشعال الحروب الوهمية وصرفت طاقة العراقيين وثروتهم على الصناعات العسكرية واهملت جميع الجوانب الاخرى .
توجه للدراسة هذا العام اكثر من 9,164,364 بين تلميذ وطالب .
يحتاج العراق حاليا الى 7000 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية لفك اشتباك الدوام المزدوج والذي وصل في بعض المدارس الى دوام ثلاث وجبات متعاقبة!.ظاهرة تغيب المعلمين والمدرسين وتسيب التلاميذ مستمرة لهذه الاسباب ولغيرها.
اكدت الاحصاءات الرسمية ان عدد الطلاب المتشردين بسبب التهجير الطائفي بلغ 32000 اثنين وثلاثين الف طالب وتلميذ .
وبلغ عدد المعلمين والمدرسين المتشردين للسبب ذاته 20000 عشرين الف معلم ومدرس .
ومع ان البنك الدولي والوكالات العالمية قد شاركت بتقديم مبلغ ثمانين مليون دولار (000000 0 8) لدعم التعليم .
والصندوق الانمائي قدم مبلغ 40000000 اربعين مليون دولار لتوفير الكتب و60000000 مليون دولار لتأهيل المدارس .
وفضلا عن حصة قطاع التربية والتعليم من الموازنة العامة التي تقدر باكثر من 800000000000 ثمانمائة مليار دينار .
مع ذلك كله مازال واقع التعليم في العراق - وبكل مراحله - مترد ويتقدم بخطى سلحفات ومرد ذلك الى الفساد المالي والاداري الذي تفشى بشكل خطير وادى الى عرقلة بناء العراق الجديد وشل مفاصل القطاعات الحيوية من تنمية وسكن وخدمات وصحة وتعليم.
مقالات اخرى للكاتب