بقيت العلاقات العراقية التونسية لفترات طويلة تشهد تقدما في المجالات كافة ، منذ الثمانينات ، وبخاصة في مجال تبادل الخبرات السياحية ، والتعاون الاقتصادي ، اما التعاون السياسي فكان قد بلغ ذروته ، في الثمانينات والتسعينات، لكن تلك العلاقات شهدت تدهورا كبيرا منذ عام 2003 ، إبان الاحتلال الامريكي وما أعقبه من تدهور علاقات العراق مع محيطه العربي.
لقد كان العراق منذ نهاية السبعينات داعما لانتقال الجامعة العربية من مصر الى تونس ، بعد زيارة الرئيس المصري الاسبق انور السادات الى إسرائيل، وفعلا انتقلت الجامعة العربية الى تونس ، وبقيت فيها لسنوات، ومن ثم عادت الى القاهرة في التسعينات!!
وكان زميلنا الدكتور خالد المبرك احد طلبة تونس نهاية السبعينات ممن تخرج معنا في قسم الاعلام عام 1978 في العراق وعاد الى تونس وهو الان يحمل شهادة الدكتوراه في علم السياسة ، وقريب من تخصص الاعلام ، ونرتبط به بعلاقات وشيجة منذ عقد من السنوات ، كما زرت شخصيا تونس الخضراء في الثمانينات وكانت جنة غناء انبهرت بجمالية طبيعتها حد الهيام بها، ولي في شارع الحبيب بورقيبة ومقر الجامعة العربية ومدينة الحمامات وصفاقس وكل المدن التونسية التي زرتها ذكريات جميلة لن تمحوها الذاكرة.
تونس تعد جنة الله على الارض، حيث وهيها الله من جمال الطبيعة الساحرة الخلابة مايشعرك بأنك في إحدى جنات عدن، وكان البحر المتوسط وموقع تونس وسط المغرب العربي ومناخها الجميل وتربتها الغنية، عاملا مشجعا على ان تجعل من تونس ارضا تزهر بالخير والنماء والتطور، لكن السياحة بقيت بالنسبة لها الرافد المهم الذي يغذي اقتصادها، ويشكل المورد الرئيس لشعبها الطيب ، الذي يتسم بحب الثقافة والاطلاع على الموروث الثقافي العربي والاوربي ، والعروبة تكمن في حشايا القلوب وتفخر تونس بانتمائها العربي وكان منها شعراء كبار منهم كان الشاعر العربي ابو القاسم الشابي وقصيدة المعروفة على صعيد عربي : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.
وتستضيف بغداد خلال هذين اليومين وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوى برفقه وفد من رجال الاعمال التونسيين الذي يشرف بغداد بزيارة لها تستمر يومين ، يجري خلالها مباحثات موسعة لتطوير افاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وبخاصة في مجال الخبرات السياسية وتطوير الواقع الاقتصادي في العراق.
ومن محاسن القدر أن يرى العراقيون شقيقتهم تونس الخضرة والجمال وهي تعيد حبل الوصال مع بغداد ، وهي التي تبقى بأمس الحاجة الى العراق، في وقت يكون العراق هو الآخر بأمس الحاجة للاستفادة من خبرات الشقيقة تونس في مجالات السياحة وتطوير العمل السياحي في العراق لما تمتلكه تونس من خبرات متقدمة في هذا المجال..وأمنياتنا لتونس وشعبها المولع بالحرية والمحافظة على ثوابته العربية بالأمن والاستقرار وان تسهم في ان تضع خبراتها هذه لما فيه خير العراق وتونس في مختلف ميادين التعاون المثمر البناء، ولكي تعود علاقات الدول العربية الى انطلاقتها مرى أخرى بعد ( قطيعة )لابد وان تنتهي، فصولها التي كانت ربما لها مبررات معقولة ، لكن حان الوقت لكي تعود الحياة الى مجاريها مرة أخرى.
مقالات اخرى للكاتب