تحتفل جامعة البصرة هذه الآيام في ذكرى تأسيسها التاسع والآربعون ويحق لكل من عاصر هذه الجامعة العتيده ان يفتخر بما وصلت له من رقي وتقدم في شتى المجالات الآكاديمية والإجتماعية رغم الظروف الصعبه التي مرت وتمر بها الجامعة، لكنها إستطاعت أن تصمد أمام رياح التغير وتبقى مناره للعلم والتعلم ترسل بإشعاعها محليا وإقليميا وأجد نفسي من باب الإنصام ورد الجميل لهذه الجامعة التي عاصرتها على مدى أكثر من خمسه وثلاثون عام طالبا وموظفا تقلبت في درجاتها الوظيفية المختلفه أن اقول كلمة حق وإنصاف بحقها والتي أرادها البعض منسية ومهمشة ولكنها أثبتت إنها الحاضنه الرئيسية لتراث مدينة البصرة والحاميه له والمدافعة عن هذه المدينه التي ظلمت من قبل الطبقات السياسية المختلفه وأجد نفسي املك الحق للتحدث عن إحدى كلياتها التي عاصرت تطورها وتألقها في شتى المجالات وهي كلية التربية للعلوم الصرفه...وقد يكون ما أطرحه عن هذه الكلية إنعكاسا واقعيا لباقي كليات الجامعة وبدرجات متفاوته. كلية التربية للعلوم الصرفه التي تضم خمسة أقسام هي على التوالي الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الحياة وعلوم الحاسبات كانت ولا تزال الرافد الوحيد للكوادر التدريسية في المدارس المتوسطه والثانوية في محافظة البصرة وأحد الروافد المهمة لهذه الكوادر في المحافظات الجنوبية وعلى وجه الخصوص في محافظتي ذي قار و ميسان والمثنى حيث أثبت خريجو الكلية المهنية العالية والإلتزام والرقي في التعامل والحس الوطني العالي ولم يكن هذا ليحدث لولا الكوادر التدريسية ذات المستوى العلمي المتميز في أقسام الكلية المختلفه...كما إن الكلية لا تنقطع عن التواصل مع مخرجاتها إذ إنها تقوم بتنظيم دورات للتعليم والتعلم المستمر لمدرسي المدارس الثانوية والمتوسطه في محافظة البصرة بصورة خاصه حيث يلقي هذا التواصل بظلاله الايجابية في رفع المستوى العلمي لهذه الطبقه في المجتمع البصري. كما إن الكلية تتأثر مباشرة بما يحدث في محافظة البصرة من معوقات أو حالات طارئة حيث تسارع الكلية إلى عقد الندوات المتخصصه والتي من شأنها وضع الحلول التي تستند على الأسس العلمية الرصينه لمعالجة هذه المشاكل...إن إنفتاح الكلية على المجتمع المحلي يمثل إستجابه تطبيقية للتوصيات المستمره والتي يوجه بها السيد رئيس جامعتها الإستاذ الدكتور ثامر أحمد حمدان حتى بات محور خدمة المجتمع أحد المحاور الثابته في مجالس الجامعة المستمره. ويحق لكلية التربية أن تفتخر برئيس جامعتها فهو عالم جليل ويعتبر من أكبر الجراحين على المستوى الإقليمي وهو
بما يملك من خبره متراكمه يسخرها دوما لخدمة الجامعة بكلياتها المختلفه ويؤسس لتقاليد علمية رصينه مما جعل كليات الجامعة المختلفه تحقق طفرات علمية مشهودا لها وكلية التربية للعلوم الصرفه نموذجا يحتذى به...لم تقف كلية التربية للعلوم الصرفه عند حد الدراسات الأولية وبرامج خدمة المجتمع البصري إنما أخذت على عاتقها رفد الجامعات الجنوبية كافه بالكوادر التدريسية من حملة شهادة الماجستير والدكتوراه في تخصصات الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة وهي على وشك خوض تجربة منح شهادة الدكتوراه في تخصص الرياضيات بعد أن كان القسم مقتصرا على منح درجة الماجستير فقط وهي في المراحل النهائية لفتح دراسة الماجستير في تخصص علوم الحاسبات. لقد تحسست جامعة البصرة بصورة عامة وكلية التربية للعلوم الصرفه ظاهرة التلوث في محافظة البصرة حيث وقفت كلية التربية للعلوم الصرفه بما تملك من باحثيين على مستوى عالي موقفا متحديا لهذه الظاهرة فقد أنجزت الكلية العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه كانت من حصيلتها إنها رسمت خريطه بيئية لمحافظة البصرة من حيث التلوث الإشعاعي الناجم عن الحروب السابقه وهي أي الكلية اليوم لها تصور كامل عن هذا التلوث وأماكن وجوده ومدى خطورته ومدى صحة التقارير الصحفية التي تتحدث عن هذا الموضوع. ولو اردنا التعرض لكل جزئية من نشاطات الأقسام المختلفة فإننا لا نغالي إذا قلنا نحتاج لمجلد كامل لتغطيتها. ولابد قبل أن نختم مقالنا هذا التطرق إلى ما يشاع عن إنخفاض مستوى التعليم في العراق حيث ترفض جامعة البصرة بصورة عامه والكلية بصورة خاصه أقوال من هذا النوع وتعتقد الكلية إن مستوى التعليم في العراق لا يزال من أرقى نظم التعليم في العالم رغم كل الظروف الغير طبيعية التي مر ويمر فيها العراق ورفضها هذا مبني على أسس أكاديمية رصينه ولنضع مخرجات التعليم العالي في العراق بصورة عامه على طاولة المقارنه مع بقية الجامعات العالمية...فالطالب الحاصل على درجة البكالوريوس من الجامعات العراقية عندما تتاح له الفرصه لإكمال دراسته في الخارج سواء كان طالب نفقه خاصه أو طالب إجازه دراسية أو طالب بعثة دراسية في مختلف الجامعات العالمية سواء كانت هذه الجامعات امريكية أو اوربيه أو آسيوية فنجد إن الطلبة العراقيون سوف يتفوقون في هذه الجامعات وحتى لو أرسل طالبنا إلى اليابان ورغم صعوبة اللغة وتعلمها فالإحصائيات المتوفرة تشير إلى تفوق الطالب العراقي ولم يكن هذا ليحصل لولا الإساس المتين الذي يتسلح فيه الطالب في دراسته الآولية ولذا يحق لنا أن نفتخر بجامعاتنا في العراق وفي مؤسسة التعليم العالي العراقية ونرفع قبعاتنا لهذا التعليم الراقي ونبارك لجامعة البصره عيدها التاسع والأربعون.
مقالات اخرى للكاتب