بداية علينا الإقرار بأن اتحاد الكرة العراقي إرتكب أخطاء جسيمة بحق كرتنا المظلومة وفي أغلب مفاصلها.. لكن في الوقت ذاته إستطاع نفس الاتحاد تحقيق عدد من الإنجازات التي لم يستطع أغلب اتحاداتنا أن تحقق مثلها أو تقترب منها.. شواهد الإنجازات الكروية كثيرة ومنها ما سجل لمنتخب الشباب الذي تأهل إلى نهائيات الأمم الآسيوية المنصرمة وكذلك الفوز ولأوّل مرّة بكأس القارة الصفراء لفئة الناشئين والتأهل لنهائيات كأس العالم التي ستقام في الهند ليكتب للعراق في سجلات القارة الصفراء نيله جميع بطولات منتخباتها ولا ينسى دور البراعم الذين عانقوا الفوز لمرّات عدّة في بطولة الرؤية الآسيوية، إضافة إلى تأهل المنتخب الأولمبي إلى نهائيات البرازيل وتقديمه العروض الطيّبة وأبرزها بصمته تلك التي زرعها في بلاد السامبا حين قارعهم بوجود نيمار وخرج من المواجهة متعادلاً.. هذه النتائج وغيرها من الأمور الأخرى مثل إقامة الدورات التدريبية الآسيوية لا يمكن ركنها على رفوف النسيان ونسف الجهود التي بذلت من قبل من عملوا عليها سواء من قبل جمهورنا الصابر أو إعلامنا الرياضي المهني.. نكرر.. نعم هناك أخطاء في عمل منظومتنا الكروية ويأتي السؤال هنا لماذا حصل ما حصل؟.. الجواب.. هل وضع اتحادنا إستراتيجية بعيدة المدى حال تسلمه المسؤولية كما تفعل اتحادات كل دول العالم أو حتى كما فعلها من كانوا حفاة من أهل الخليج ممن سبق لهم أن خسروا أمامنا بالجملة وأصبحنا نخسر أمامهم بالثلاثة والأربعة؟... هل ينسى أحد تلك المنتخبات التي كانت تحتذي من شركة (باتا) طيّبة الذكر لكي لا يلعبوا أمام منتخباتنا وهم (حفاة).. هم خططوا ونجحوا ونحن بقينا نراوح في مكاننا..
ماذا ينقصنا لمواكبة الآخرين؟ هل نفتقد للعقول الفنية والإدارية والقيادية التي نراها ترزح في بلدان الخليج وبعض دول العالم.
في حوارٍ مع الكابتن رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبيةـ سألته.. هل تستحق الكرة العراقية التواجد في نهائيات كأس العالم (2018).. أجابني.. تاريخ الكرة العراقية يشفع لها ولكننا في الوقت الحالي لا نستحق وهذا اعتراف من راس الهرم الرياضي..
لذا نجد بأن حوار الغد مع النخب الكروية الذي سيعقد في مقر اتحاد الكرة مهم جداً للخروج بتوصيات ومقرراتٍ من قبل أصحاب الشأن والمختصين وسيكون له الدور الكبير لتصحيح المسار للوصول إلى بر الأمان لكرتنا التي لا نريد لها أن تتقاذفها أمواج الخلافات.. الكرة العراقية تمرض هذا صحيح وهو حال معظم كرات العالم، لكنها لا تموت بفعل رجالها المخلصين وأصحاب المواقف المشرّفة.. كرة العراق تستحق أن يبذل من أجلها الفكر والجهد والمال وعلينا التذكير بأن مدربينا المحليين هم من صنعوا الإنجازات السابقة وليس المدربين الأجانب باستثناء فييرا.. فتاريخ عمو بابا وأكرم سلمان وواثق ناجي وأنور جسّام وعدنان حمد وحكيم شاكر مشرّف لنا ولهم لأنّهم هم أيضاً من أوصلونا إلى نهائيات كأس العالم (1986) ومن خلفهم من الشباب الذين ساروا على ذات الدرب وحققوا بدايات طيّبة، عليه لا يجوزالطعن بوطنية أحد منهم وعلى رأسهم الكابتن راضي شنيشل صاحب التاريخ المشرّف كلاعب ومدرّب من قبل بعض الذين لا يحسنون أختيار مفرداتهم الكلامية ونختم بالقول الكل اليوم أمام مسؤولية كبيرة وكلنا نترقب ما سيخرج عنكم أيها المجتمعون.. ومن الله التوفيق..
مقالات اخرى للكاتب